شهد حي ظهر الخميس التابع لمقاطعة المرينيين مساء يوم الاثنين 18 يناير الجاري حوالي الساعة الخامسة وأربعين دقيقة بعد الزوال تسجيل واقعة خطيرة خلفت ردود فعل متباينة لدى المواطنين بالنظر إلى التباسات المشهد وغرائبيته. أطوار الحادث كما رواها مصدر أمني تمثلت في الاشتباه في شابين كانا يمتطيان دراجة نارية مما ادى إلى ايقافهما من طرف دورية كانت تتواجد بالمنطقة، لكن السائق المشتبه به ورفيقه امتنعا أول الأمر، ثم رفض سائق الدراجة النارية الإدلاء بالأوراق الثبوتية للدراجة متلفظا بكلام نابي في حق الشرطي ، من قبيل « واش عرفتي مع من كتهضر...هذا راه من العائلة ديال فلان..» وعند محاولة الشرطي إسكات محرك الدراجة حتى يتسنى له انجاز محضر للحادثة حاول المشتبه به مقاومة الشرطي والدخول في عراك جسدي . مصادر من عين المكان أفادت أن الشرطي كان مثالا عاليا لضبط النفس بشهادة حشد المواطنين الذين أثارهم طريقة الإذلال التي تعرض لها رجل الامن ودرجة التحدي وعدم الانصياع التي أبداها الشاب ورفيقه ، مما حذا بالشرطي إلى طلب النجدة علما أن موقع الحادثة لا يبعد سوى بأمتار قليلة عن الدائرة 17 للشرطة ، لكن تأخر قدوم سيارة الأمن بحوالي 40 دقيقة وضعت رجلي الشرطة في ورطة حقيقية ، كما فتحت شهية المشبوه به نعت الشرطي بأوصاف نابية زكتها اندفاعات شبابية متحمسة ، حتى أن من هؤلاء من تطاول محاولا التهجم قصد تحرير زميلهم من قبضة الشرطي، لكن هذا الأخير أبدى مقاومة شديدة مما أدى سقوط خوذته و تمزق بذلته. وإذا كانت العناصر الأولية للتحقيق كشفت عن أن المشتبه به كان في وضعية غير طبيعية، فإن شهود عيان استهجنوا تأخر البوليس لنجدة زملائهم مؤكدين أن حادثا مماثلا تباطأ فيه رجال الأمن بتقديم العون لزميل لهم أسفر عن هجوم عصابة مسلحة تمكنت من الإجهاز على الشرطي وتحرير أحد اخطر المشبوهين في عالم الإجرام . تبقى الإشارة إلى أن دورية من عنصرين في مواجهة عناصر مشبوهة بمناطق موبوءة إضافة إلى تأخر قوات التدخل والمساندة يعرض حياة رجال الشرطة لخطر محدق، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول نجاعة التدخل الأمني في مثل هذه المواقف .