عقد المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني أول مؤتمر صحافي له في منصبه على رأس نادي مانشستر سيتي الإنجليزي خلفا لمارك هيوز وقال مانشيني: «اعتدت على عقد المؤتمرات الصحافية في إيطاليا، وأرجو المعذرة لأن لغتي الإنجليزية ليست بجودة لغتي الأم، لكنني سأطورها . الطقس جميل هنا ويذكرني قليلا بميلان». الصحافة الإنجليزية أرادت إحراج مانشيني وسألته، كما سألت سابقا السويدي أريكسون: «ما الذي يمكن أن تفعله أمام الرميات الطويلة لروري ديلاب؟» فأجاب مانشيني بلطف: «أجل، أعرف كل شيء عن ديلاب وأعرف ما يفعله، لكنني أتوقع أن يقوم حارس مرماي شاي جيفين بإمساك الكرة عندما يسددها ديلاب». وعلق مانشيني، الذي يطلق عليه المقربين اسم مانشو، على شعور اللاعب الويلزي كريغ بيلامي بعد إقالة مواطنه، فقال: «خسرت مرة مدربا وصديقا وأدرك جيدا ما يمر به بيلامي، لكنه أفضل الآن وقد كان يوم الثلاثاء أول يوم لي مع اللاعبين في ملعب التمرينات، ولم يكن هناك أي إشكال وكان التمرين جيدا. من الطبيعي أن يشعر اللاعبون بالاستياء عند رحيل مدربهم، وأتمنى أن يشعروا بنفس الشعور عندما أرحل بعد بضع سنوات. أوصيت اللاعبين بالإيمان بقدراتهم فهم لاعبون كبار، ونستطيع تحقيق أهدافنا إذا ما عملنا معا. الضغوط النفسية في إيطاليا على المدرب، كما هي هنا في إنجلترا، لذا لن يكون الضغط مشكلة بالنسبة لي، بقيت في الإنتر 4 سنوات، وكانت مدة بقائي قياسية. مهمتي هنا هي العمل بجهد كبير كل يوم وتطوير الفريق والفوز بعدد مباريات أكثر من التي فاز بها هيوز». وحظي الإيطالي مانشيني بالترحيب من قبل جمهور سيتي، الذي يتطلع لتحقيق الإنجازات مع هيوز أو غيره، وحدد مانشيني أهدافه المقبلة فقال: «هدفي هو احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى، وفي الموسم المقبل نريد الفوز باللقب، وأتطلع للبقاء هنا لسنوات طويلة». صحيفة «كورييه ديلو سبورت» الإيطالية وصفت مانشيني بالمتألق والغامض، وقالت إن الرجل «قسم إيطاليا» منذ تسلمه أول مناصبه في فيورنتينا عام 2001، وطالب مدربو الكالشيو بشطب اسمه من لائحة المدربين الرسميين، لأنه ليست لديه رخصة من لجنة الكرة الإيطالية في كوفرسيانو، لكن أصدقاءه قالوا إن اللاعب الكبير يستطيع دوما تعليم اللعبة للآخرين. الجدل بشأنه لم يقلقه أبدا فقد تأقلم عليه مذ كان لاعبا، وفاز بلقبي الكالشيو واحد مع سمبدوريا والآخر مع لاتسيو عندما لم يكن ينظر إلى الفريقين إلا كمتذيلين في الترتيب، وقيل إنه لم يلتحق بالأندية التي كان مولعا بها في الطفولة، مثل اليوفنتوس وأي سي ميلان وانتر ميلان، لأنه أراد دوما أن يكون نجم الاستعراض الوحيد. أما كمدرب فقد اعتاد مانشيني السباحة ضد التيار،حيث اكتسب في سنوات عمله مدربا الكثير من الأصدقاء والأعداء على حد سواء، ولم يكن في جعبته قبل قيادة الإنتر، الغني بالمال والفقير للألقاب، سوى لقبين مع فيورنتينا ولاتسيو لكنه استفاد من الظروف التي أحاطت بفضيحة الكالشيو في 2006، وغير حظوظ الإنتر وضم فييرا وإبراهيموفيتش من الهابط اليوفي ليفوز بثلاثة ألقاب متتالية للنادي، غير أن إخفاق انتر ميلان في نقل الفوز من الدوري المحلي إلى الأوروبي عجل برحيله. مانشيني يحب دوما أن يكون بكامل أناقته وقد أمر لاعبيه عندما كان في لاتسيو بارتداء قمصان بيضاء مع الزي -وليس الأزرق الفاتح- كي يكونوا أكثر أناقة. اصطحب مانشيني معه طاقمه الفني، وعلى رأسهم مساعده برايان كيد ومدرب اللياقة إيفان غارميناتي ومساعده السابق فوستو سالسانو- الذي لعب معه سابقا في سمبدرويا، وكان مساعده في فيورنتينا والإنتر- وأخصائي حراس المرمى ماسيمو باتارا وديفيد بلات -زميل مانشو في سمبدوريا ومدرب إنجلترا لأقل من21 سابقا - كي يشكل الجميع «فريق مانشيني». وقال مصدر إيطالي: «مانشو لا يشعر بالراحة كثيرا إذا كان لوحده».