تم يوم الجمعة 18 دجنبر الجاري في نيويورك، اتهام ثلاثة أشخاص بالتخطيط لتهريب الكوكايين عبر إفريقيا، لتكون تلك أول محاكمة في الولاياتالمتحدة تربط بشكل مباشر بين تنظيم إرهابي والاتجار في المخدرات. ومن المعتقد أن المتهمين الثلاثة الذين تتم محاكمتهم في إحدى المحاكم الفدرالية بنيويورك ينحدرون من أصول مالية، وتم إلقاء القبض عليهم خلال عملية قامت بها الإدارة الأمريكية لمكافحة المخدرات. ورغم أن السلطات الأمريكية سبقت وأشارت إلى أن تنظيم القاعدة وحركة طالبان يستفيدان من تجارة الهيروين، إلا أن هذه تظل المرة الأولى التي يتم فيها تقديم مشتبه بهم في هذا الصدد أمام محكمة أمريكية. وجاء صك الاتهام، الوارد في ثماني عشرة صفحة ليسلط الضوء على العلاقات التي تربط بين مافيا المخدرات والإرهابيين بمنطقة شمال غرب إفريقيا، الأمر الذي خلق حالة من الاستنفار في صفوف المحققين بأوربا وإفريقيا على حد سواء. وحسب مسؤولين غربيين وأفارقة، فإن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، فرض نفسه في مجال تهريب الكوكايين عبر الصحراء، لكن ذلك كان يتم عقدين قبل أن يعلن أفراد ذلك التنظيم [وبالتالي يغيروا تسميتهم] الولاء لتنظيم القاعدة. وتمكن هذا التنظيم من ضمان تمويله الذاتي من خلال تأمين مسارات تهريب شحنات الكوكايين التي تعبر المغرب إلى إسبانيا، أو عبر الجزائر وليبيا إلى إيطاليا. وقال رستي باين، المتحدث باسم «الإدارة الأمريكية لمكافحة المخدرات : «لقد علمنا بذلك منذ مدة طويلة، لكن هذا أول تحرك فعلي نقوم به كرد على ذلك.» ولقد وضع المحققون المتخصصون في مكافحة المخدرات تحذيرا كالآتي: «لقد قامت خلية بشمال إفريقيا مرتبطة بتنظيم القاعدة بتمويل تفجيرات قطارات مدريد سنة 2004، والتي أسفرت عن مقتل 190 شخصا، وذلك من خلال الاتجار في الحشيش والأقراص المهلوسة». وقال المسؤولون أيضا إن المحادثات بين المخبرين والمشتبه بهم تشير إلى أن المنطقة التي لا يحكمها القانون والمحيطة بخليج غينيا، تعتبر ملتقى لجماعات وحدتها الكراهية للولايات المتحدة (القاعدة، العصابات المكسيكية، المليشيات الكولومبية، الجماعات المقاتلة اللبنانية). وقال مايكل بوم، المدير السابق للإدارة الأمريكية لمكافحة المخدرات:«للمرة الأولى في تاريخ تلك المنطقة من العالم، تجتمع تلك الأطراف في نفس البيئة ونفس الوسط وفي نفس الوقت. إنهم يعقدون الصفقات في ما بينهم. لكن المثير في الأمر هو أن أولئك الأفراد أصبحت تربطهم علاقات شخصية، أي بين مافيا المخدرات والتنظيمات الإرهابية، ما من شأنه أن يخلق علاقات أخرى بينهم».