هو نزيف أصيبت به الكرة المغربية ولم تستطع إيقافه رغم التغييرات العشوائية التي شهدها مكتب جامعة الكرة ، إذ ظل النزيف على ما هو عليه، بل زادت سرعة جريانه، في الآونة الأخيرة، نتحدث هنا عن النزيف الذي أصاب الكرة المغربية، عقب خسارة عدد من الأسماء التي تصنع ربيع فرقها الأوربية، لاعبون مغاربة يحملون جنسيات أوربية مختلفة، ينشطون بعدد من دوريات القارة العجوز، نحن في حاجة إليهم لإنقاذ مركب هذا المنتخب المنكوب، منتخب تكالبت عليه الأيام وأصبح مضربا للأمثال في الضعف والوهن. كل هذا التشرذم الذي حل على كرتنا سببه عمى الألوان الذي يعانيه المشرفون على تسيير مجال الكرة في بلادنا، هذه الفئة التي تتحمل مسؤولية الإشراف على كرة القدم في وطننا الحبيب، تمتلك عيونا مصابة "بجلالا" ما جعلها غير قادرة على التعرف على هوية هؤلاء اللاعبين، في مقابل امتلاكهم لقدرة لا محدودة في إطلاق العنان لألسنتهم الصدئة، وفتح أشداقهم لتخرج منها ترهات أصمت أذانا. هذا الحال الكارثي دفع عددا من اللاعبين المغاربة الأصل، الحاملين لجنسيات أوربية إلى اختيار تقمص ألوان منتخبات دول أخرى، دون منتخب بلدهم الأصلي. فإلى متى سيستمر هذا النزيف؟ وهل هناك من أمل في إيقافه؟ يبقى الجواب الله أعلم، مادام الجهاز المخول له تسيير أمور كرتنا يرفض التواصل مع أي كان، حتى ولو كان صحفيا باحثا عن جواب لأسئلة يطرحها القارئ بإلحاح، عكس الجواب الذي يجده الزملاء المنتمون لأجهزة إعلام أجنبية، "ربما مطرب الحي لا يطرب" أو أن مسؤولينا ما زالوا يعانون من "عقدة الخواجة". فقدنا خالد بولحروز، الذي كان الجميع يرى فيه خليفة لنور الدين النيبت، ولم نحفظ الدرس جيدا، إذ سرعان ما لدغنا من نفس الجحر مؤكدين أننا لسنا مؤمنين بحقيقة التعلم من الأخطاء، وفقدنا لاعبا كبيرا آخر أضحى من دعامات منتخب الطواحن، (لقب المنتخب الهولندي) ونعني هنا لاعب وسط نادي بي إس في إيندوفن، إبراهيم أفلاي، وتحدثنا، وكتبنا، وانتقدنا، وجمع كل ذلك في رزمة واحدة، وضرب به عرض الحائط، وهو ما تأكد بعدما خسرنا لاعبا آخر اختار تقمص ألوان منتخب الشياطين الحمر(لقب المنتخب البلجيكي) الذي اختاره لاعب إيفرتون الإنجليزي، مروان فلايني، الذي قرر اللعب لمنتخب بلجيكا كرد فعل على التهميش الذي لقيه من مسؤولي بلده الأصلي، تراكمت الأخطاء وكثرت، إلى أن أصبحت هي القاعدة، والاستثناء هو اتخاذ جامعتنا الموقرة لقرار صائب واحد. من كل ما سبق يتضح بجلاء أن أماني الشارع الرياضي المغربي في واد، وتفكير جامعة الكرة في واد آخر، وما دامت قناعة جهابذة الكرة عندنا، أنهم وحدهم من يفقهون ويفهمون في شؤون المستديرة، فما عسانا سوى أن نغير القناة، ونستبدل المشهد بدوري "الليغا" على قنوات الجزيرة الرياضية.