سطات – نظمت جامعة الحسن الأول بسطات والوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، اليوم الثلاثاء، ملتقى افتراضيا في موضوع “مدن التعلم”، خصص للتعريف بهذا التصور غير المعروف على نطاق واسع، رغم أنه يشهد تطورا ملموسا على مستوى القارات الخمس. وشكل الملتقى مناسبة لتعبئة وتجميع الفاعلين في مشروع “مدن التعلم” حول هدف مشترك، يتمثل في النهوض بمبدأ التعلم طيلة الحياة وضمان الحق فيه للجميع. وخلال هذا الملتقى، الذي عقد بدعم من عدة قطاعات وزارية ومنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) وجماعة كيسر، تداول المشاركون من مختلف الآفاق والمشارب بشأن إمكانيات تنفيذ هذه الفكرة في السياق المحلي، والتدابير الضرورية لتفعيلها. وفي هذا الصدد، أبرزت رئيسة جامعة الحسن الأول خديجة الصافي أن “مدينة التعلم هي مدينة تعبئ بطريقة فعالة ودائمة كل الموارد في كل قطاعات الأنشطة للنهوض بالتعلم ذي الطابع الإدماجي، ابتداء من التربية الأساسية إلى التعليم العالي، وإعادة إحياء التعلم داخل الأسر والجماعات”. وأضافت أن “مدن التعلم” تتطلع إلى جعل التعلم والابتكار في قلب استراتيجيات التنمية، مشيرة إلى أنها، بذلك، مطالبة بتدعيم النشاط الاقتصادي عبر الجمع بين التكوين والابتكار، وكذا الاستعمال المبدع والمدعم للتكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال. ومن جانبه، أشار الكاتب العام لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي محمد خلفاوي إلى أنه من أجل النهوض بهذا التصور فإن الوزارة الوصية “بصدد الاشتغال على مشروعين كبيرين، هما تفعيل الإطار الوطني للإشهاد ومأسسة التصديق على المكتسبات والخبرة”. اقرأ أيضا: جائحة كورونا.. المكتبة الوطنية تضع قائمة ناشرين ومكتبات عالمية تحت تصرف الطلبة والباحثين وأقر أن “بناء مدينة تعلم ليس بالأمر الهين، فهو يتطلب تخطيطا جيدا وتحكما نموذجيا في كل المناحي ذات الصلة بالموضوع، وأيضا عملا جماعيا وتقاسم الخبرات والممارسات الفضلى في المجال”. فيما أوضح العامل بمديرية الجماعات المحلية بوزارة الداخلية عبد الوهاب الجابري أن “كل الوحدات الترابية، وبحكم اختصاصاتها وبرامج عملها معنية، بشكل أو بآخر، بتوفير صيغة للتعلم مدى الحياة للمواطنين”. وذكر أن الأربع مدن المغربية المرشحة للانضمام للشبكة العالمية لمنظمة اليونيسكو لمدن التعلم ستشكل نموذجا لباقي المدن في المجال، مبرزا أنها مدعوة للقيام بمراجعة برامج عملها الجماعاتي لإدماج هذا الهدف الجديد. وبالنسبة لعامل إقليمسطات براهيم أبو زيد، فإن هذا الملتقى يشكل “مرحلة جد مهمة” في تأهيل المدن المغربية وإعدادها، من أجل الانضمام لتلك الشبكة الدولية. وذكر، من جهة أخرى، أن “مدينة التعلم لا تعني فقط الجماعات الترابية أو قطاع التربية، لكن على العكس من ذلك، فهي قضية تهم مجموع الفاعلين، والجميع مدعو للمشاركة في هذا المشروع وضمان نجاحه واستدامته”. ومن جهته، اعتبر مدير الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية عبد السلام محمود أن محاربة الأمية “لا تقتصر فقط على القضايا المتعلقة بالكفايات الأساسية من قراءة وكتابة، بل إنها تشكل بداية كل فعل تعلمي، وقنطرة نحو مجال واسع من المعارف”. فيما أكد مدير معهد اليونيسكو للتعلم مدى الحياة دافيد أتشوارينا أن “المغرب سبق وأعلن التزامه بالنهوض بالتعلم مدى الحياة عبر إقرار العديد من السياسات في مجال التربية ومحاربة الهدر المدرسي والجامعي”. وقال إن إطلاق دينامية على المستوى المحلي بتبني فكرة “مدن التعلم” بالمغرب “سيكمل الإجراءات والتدابير الغنية التي كان المغرب قد اتخذها بهذا الخصوص، وسيعطي دفعة قوية لتعميم الولوج إلى التعلم مدى الحياة”. ولفت إلى أن انضمام مدن مغربية لشبكة اليونيسكو لمدن التعلم “سيمثل، بدون شك، دعما قويا وثمينا للشبكة، وسيدفع نحو بناء تعاون جديد، غير ممركز تتولى اليونيسكو والمعهد التعريف به إعلاميا، بين المدن المغربية وباقي المدن في الشبكة”. اقرأ أيضا: مندوبية السجون تفند مزاعم نزيل سابق بالسجن المحلي (تيفلت 2) بشأن عدم استفادته من الرعاية الصحية والتغذية وتعرض سجناء للتعذيب وتضم شبكة مدن التعلم نحو 170 مدينة من 55 بلدا، وتروم تثمين وتنمية ممارسة التعلم، وضمان الولوج إليه للمواطنين من كل الفئات العمرية. وتسعى هذه الشبكة، التي تعمل من أجل نشر قيم الابتكار وتقاسم المهارات والممارسات الفضلى، إلى النهوض بالحوار حول السياسات والتعلم بين المدن الأعضاء، وبناء روابط وشراكات بينها، وتحسين قدراتها، وإيجاد الآليات التي تشجع على تحقيق التقدم وترسيخ المكتسبات في مجال التعلم مدى الحياة.