بني ملال – يجيب رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال السيد نبيل حمينة في هذا الحوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء عن تساؤلات حول التدابير والإجراءات التي اعتمدتها الجامعة لمكافحة وباء كورونا مع ضمان مواصلة التعليم والتلقين من خلال تأمين التعليم عن بعد. 1/ ما هي الإجراءات التي اتخذتها جامعة السلطان مولاي سليمان للحد من انتشار فيروس كورونا؟ *على غرار جميع جامعات المملكة، بذلت جامعة السلطان مولاي سليمان منذ ظهور الحالات الأولى لكوفيد 19 في المغرب ، جهودا كبيرة لوقف انتشاره. أولا ، قررت إخلاء جميع مؤسساتها بعد صدور بلاغ وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي يوم الجمعة 13 مارس 2020. ثم وضعت في وقت قياسي مخططها المتعلق بالاستمرارية البيداغوجية، والذي يرتكز على التعليم عن بعد ليحل محل التدريس بالفصول الدراسية (التعليم الحضوري). -بعد ذلك قامت الجامعة بتخفيض كبير للغاية في عدد موظفيها من أجل تجنب الاتصال المباشر إلى أقصى حد ممكن ، وتقليل التنقلات بشكل كبير. – نظمت الجامعة أيضا حملة تحسيسية حقيقية شاركت فيها بفعالية جميع المؤسسات التابعة لها. وتضمنت حث الناس على الالتزام بالحجر المنزلي واحترام الضوابط الصحية وجميع الإجراءات التي تتخذها السلطات المختصة لمكافحة انتشار فيروس كورونا. -تم إعداد مجموعة كبيرة من الملصقات ومقاطع الفيديو ذات الطابع البيداغوجي والإرشادي من قبل طلبة الجامعة وتوزيعها على أوسع نطاق ، حتى تستهدف أكبر عدد ممكن من المواطنين. اقرأ أيضا: جائحة #كورونا ... أهم الاحتياطات عند العودة إلى المنزل 2/ ما هو تقييمكم لتجربة تقديم الحصص الدراسية عبر الأنترنيت ورقمنة الموارد ذات الصلة، وما مدى تفاعل الطلبة مع هذه التجربة؟ *يحق لنا في جامعة السلطان مولاي سليمان أن نؤكد بفخر أننا في المرحلة التي أصبح فيها التعليم عن بعد ، بحق، وسيلة للتعلم، تتماشى وتواكب تحديث وسائل الإعلام والاتصال. لقد كان حماس أساتذة الجامعة، الذين أشكرهم وأهنئهم على هذا الانتقال، مثيرا للإعجاب. فرقمنة ومتابعة الحصص من قبل الطلبة أتت أكلها بكل تأكيد. وعلى مستوى جميع المؤسسات التابعة للجامعة، تم القيام بعمل متميز حتى ينطلق التعليم عبر الأنترنت منذ اليوم الأول بعد الحجز ، أي بدء من 16 مارس. فقد وصل عدد كل من الحسابات العملية والموارد التعليمية عبر الأنترنت بسرعة إلى نسب عالية مافتئت تعرف تزايدا مطردا. وأصبحت العديد من المؤسسات اليوم تعتمد تقنية المحاضرات عن طريق الفيديو ، وفقا للجداول الزمنية الموضوعة في إطار التدريس الحضوري. كما تم إنشاء خلايا للمتابعة على المستوى المركزي وعلى مستوى كل مؤسسة، تتكلف بمواكبة الأساتذة والطلبة، ومتابعة وتحديث جميع الإحصائيات المتعلقة بمشاركة المستخدمين في تحقيق هذا التعليم عن بعد الذي استحسنه الكثيرون. ويمكن القول إن الرقمنة فتحت آفاقا أخرى على مستوى التجديد والابتكار البيداغوجي الذي مكن جامعة السلطان مولاي سليمان من المضي قدما وتحقيق الأهداف المنشودة. 3/ هل كان لتعليق المقررات تأثير ما على الموسم الدراسي الدراسي ومستوى الطلبة؟ *يجب التأكيد أولا وقبل كل شيء على أنه تم تعليق الحصص التي كانت تقدم في إطار التعليم الحضوري ، لكن تم استبدالها على الفور بالتعليم في إطار مسار الاستمرارية البيداغوجية التي أطلقتها الوزارة الوصية. يجب التذكير أيضا أنه قبل بدء الحجر الصحي، تم استكمال 75 في المائة من مقرر السنة الجامعية عبر التعليم الحضوري، في حين لم تتبقى سوى نسبة 25 في المائة فقط لإنهاء السنة الجامعية في ظل ظروف عادية. لذلك من غير المتصور التفكير قطعا في أن تكون هذه السنة الدراسية الجامعية موضع تساؤل. اقرأ أيضا: غزة: حملة تضامن مع دول العالم المتأثرة بجائحة كورونا ومع ذلك ، فنحن ندرك تماما أن التعليم عن بعد لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يحل محل التدريس الحضوري على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلت على وجه الخصوص مع الفاعلين في مجال الاتصالات لضمان الربط المجاني بمنصات الجامعة المتعلقة بالتدريس عبر الأنترنت. فقد ينتفي مبدأ المساواة في الفرص في بعض الأحيان. حيث أن بعض طلبة الجامعة،الذين لحسن الحظ عددهم محدود ويقطنون مناطق تعاني من العزلة وغير مرتبطين بشبكة الانترنيت، ليست لهم القدرة على الاستفادة من المضامين البيداغوجية الرقمية التي توفرها منصات الجامعة.لذا فمن المحتمل أن يتأثر مستوى هؤلاء السكان سلبا. على العكس من ذلك ، يمكن ملاحظة ظاهرة أخرى ، نتيجة تعليق الحصص الدراسية إنه التكوين الذاتي الذي يتطور بشكل طبيعي لدى بعض الطلبة. وهو الأمر المطلوب للغاية في وضع طبيعي. 4/ ما هي الإجراءات المواكبة التي اتخذتها جامعتكم لمساعدة الطلبة خلال هذه الأزمة التي تسبب فيها فيروس كورونا؟ * وبغض النظر عن منصات “موودل وتيمز” Moodle et Teams التي أشرنا إليها من قبل ، اتخذت جامعة السلطان مولاي سليمان مجموعة من الإجراءات بهدف دعم الطلبة خلال هذه الأوقات الصعبة، حيث تنظم الجامعة بكل مكوناتها اجتماعات بشكل منتظم عبر الفيديو بهدف تقييم حالة المتابعة ومواكبة الطلبة ولكن أيضا من أجل التفكير في آليات وضوابط أخرى يمكن وضعها من أجل تعزيز التعلم عبر الانترنت. ومع ذلك ، فإن الجامعة ملتزمة بقوة إلى جانب الجامعات الوطنية الأخرى في تسجيل الحصص والموارد الرقمية وبثها من قبل قناة الرياضية وإذاعة الدارالبيضاء اللتان نشكرهما لمشاركتهما في نجاح التدريس عن بعد خلال هذه الأزمة. إن جامعة السلطان مولاي سليمان، التي تنخرط في تنفيذ سياسة الوزارة الوصية ، مصممة العزم اليوم أكثر من أي وقت مضى على عدم ادخار أي جهد ليحقق التعليم عن بعد نتائجه المرجوة. فالأساتذة والطاقم الإداري…والجميع يعمل بجد وبشكل منتظم لتعزيز دعم الطلبة وتكييف الجامعة مع واقع غير متوقع وغير مسبوق. ومن أجل إرشاد الطلبة ومساعدتهم على التغلب على كل المعاناة والمشاكل المتعلقة بالتأقلم مع هذه الأزمة، قمنا بإنشاء قنوات للتواصل والدعم والاستماع. اقرأ أيضا: كوفيد-19 : المغرب اعتمد سياسة لاختبارات الكشف واسعة النطاق في القطاع الخاص (الاتحاد العام لمقاولات المغرب) ويتابع الطلبة من منازلهم عددا كبيرا من الحصص الدراسية عبر الأنترنيت ، والتي تمكنت جامعتنا من بثها في وقت قياسي. نود أن نضمن استمرارية بيداغوجية وإدارية حقيقية لجامعتنا. وبالتالي ، فإن اللحظات الصعبة التي نمر بها تفرض علينا جهودا كبيرة للتكيف سواء على المستوى الشخصي أو المهني. 5/ في إطار مواجهة فيروس كورونا أطلقت جامعة السلطان مولاي سليمان النسخة الخامسة من مسابقة الابتكار الدولية تحت شعار “لنتحدى كوفيد 19”. كيف ستجرى هذه المسابقة في زمن الحجر المنزلي وحالة الطوارئ الصحية على المستوى الوطني؟ وما هي أهداف تنظيم الدورة الخامسة لهذه المسابقة؟ *أولا ، يندرج هذا الحدث الذي ننظمه في إطار مكافحة انتشار فيروس كوفيد. وتسعى هذه المسابقة إلى أن تكون أرضية لحاملي المشاريع مما يسمح لهم بإظهار مؤهلاتهم وأفكارهم أمام هيئة خبراء. هدفنا هو المشاركة في تعزيز التعليم والتكوين عن بعد من خلال الانترنت بالنظر إلى وضعية الحجر الصحي التي نعيش ، مع تعزيز مساهمة جامعة السلطان مولاي سليمان في مكافحة انتشار فيروس كورونا. ولذلك ، نود أن نرفع تحديا كبيرا من شأنه تحفيز حاملي المشاريع على الابتكار والتجديد وتأكيد إرادتهم الكبيرة للمضي قدما. بالإضافة إلى ذلك، تهدف هذه الدورة، التي ستركز على التداعيات الضارة لكوفيد 19 ، إلى تقديم مقترحات لوقف انتشاره. وتسعى مبادرتنا إلى البحث عن حلول مبتكرة ومجددة، ذات طبيعة تكنولوجية أو تنظيمية أو تدبيرية…، يمكن تعبئتها أثناء الأزمة أو بعدها بهدف مواجهة مختلف عواقب كوفيد 19. إن تنظيم هذا الحدث يشكل تحديا كبيرا بالنسبة لنا في وقت يواصل فيه هذا الوباء حصد الأرواح بالعديد من البلدان الموبوءة.