توالت الأخبار، طوال يوم أمس الثلاثاء، من سوق مقريصات الأسبوعي (الواقع بين شفشاون، ووزان )، حول تنفيذ السكان للمقاطعة الشعبية في نسختها الثانية، والتي تشمل إلى جانب العلامات الثلاث (سيدي علي، وسنطرال، وأفريقا غاز )، والتي انهت شهرا كاملا منذ انطلاقها، مقاطعة السمك، وتحديدا سمك السردين تحت شعار "#خليه يعوم" و "#خليه يخناز". واتفق السكان، صباح أمس في سوق الثلاثاء الأسبوعي، في مقريصات، على مقاطعة السمك، الذي أصبح يقارب سعره سعر لحم البقر، بحسب تعبيرهم. وتدخل السكان بطريقة حضارية، وأرجعوا صناديق السمك إلى الشاحنات. كما تناقلت صفحات التواصل الاجتماعي صور من غضب الناس في السوق، واحتجاجهم ضد ارتفاع الأسعار، وتناقل المقاطعون فديوهات توثق إرجاعهم لصناديق السمك إلى موريدي السوق. يذكر أن شراء السردين تحديدا عادة متجدرة في الأسواق الأسبوعية في الشمال، خصوصا في البوادي، لتعذر وجوده خلال الأسبوع، وبالتالي فإن استغناء السكان عن السردين يوم السوق الأسبوعي هو استغناء عن مادة أساسية تشكل قفتهم الأسبوعية المعتادة، وتنازل عن تقليد موروث، ما يوضح بالملموس تأثير الغلاء عليهم. وكان نشطاء مواقع التواصل قد دعوا إلى حملة مقاطعة السردين، والشطون يوم الأحد، بعد أن تجاوز سعرها على التوالي 30 و 40 درهما. وعمت المقاطعة مدن طنجةوشفشاون والتحق بها فاعلون من الرباط وباقي المدن، كما تفاعل معها مهنيون في أسفي. وارتفعت أصوات محتجين في آسفي تندد بدور كبار الصياين والتجار في ارتفاع أسعار السمك، وما يعرفه القطاع من تهريب، وشجع الوسطاء. ويعتبر التجار والبائعين بالتقسيط أن الثمن يحدده السوق ونظام العرض والطلب. فهل تسهم المقاطعة في تراجع الطلب وبالتالي انخفاض الأسعار، أم يستمر الشجع سيد الموقف