تزامنا مع اليوم العالمي للطفولة، الذي يخلده العالم في 20 نونبر من كل عام، رصدت منظمة الأممالمتحدة لحماية الطفولة واقعا مريرا للأطفال المغاربة، وتفاوتا كبيرا بين ظروف عيشهم في العالمين القروي والحضري. وأصدر فرع اليونيسيف في المغرب، صباح اليوم الإثنين، تقريرا ضمنه معطيات صادمة عن واقع الأطفال المغاربة منذ ولادتهم، حيث لا زالت 55 في المائة من الولادات في العالم القروي تتم بعيدا عن الظروف السليمة، وخارج المراكز الطبيية، ما جعل نسب الوفيات في صفوف حديثي الولادة في قرى المغرب، تسجل 24 في المائة من مجموع الولادات الحديثة. ورصدت المنظمة في تقريرها، الإشكالات الصحية التي يعانيها الأطفال المغاربة، حيث أن 14 في المائة منهم يعانون من تأخر في النمو الناتج عن سوء التغذية، أغلبهم في العالم، و 2.3 في المائة يعانون من نحول مرضي، و 12 في المائة يعانون من السمنة، ترجعها المنظمة لسوء جودة الأغذية، والتي لا تتلاءم مع احتياجات الأطفال. وأوردت المنظمة معطيات صادمة عن التفاوت في الولوج للتعليم في المغرب، ففي وقت تصل فيه نسبة التمدرس عند الأطفال ما بين 15و17 سنة في الوسط الحضاري إلى 86.3 في المائة، لا تتجاوز نسبة المتمدرسين في القرى المغربية خلال نفس الفئة العمرية 40.6 في المائة، كما أن مليون و685 ألف شاب من الشباب المتراوحة أعمارهم ما بين 15 و24 سنة، حسب التقرير ذاته، لا يدرسون ولا يعملون ولا يمارسون أي نشاط، ولا يتابعون أي تكوين. ورغم كل المجهودات المبذولة لتسهيل الإجراءات الإدارية، لا زال الفقر يقف عائقا أمام تمكين الأطفال من حقهم في إثبات أنسابهم، حيث أن 6 في المائة من أبناء المغاربة لا يتم تسجيلهم في سجلات الحالة المدنية، أغلبهم في العالم القروي، حيث أن ما يقارب 20 في المائة ممن لم يسجلوا أبناءهم في القرى يرجعون سبب ذلك لارتفاع التكلفة المادية للعملية. وفي تزويج القاصرات، اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 15و19سنة، كشفت الدراسة أن 11 في المائة من الفتيات في المغرب متزوجات، وفيما لا تصل نسبة المتزوجات من هذا العمر وسط المدن 2 في المائة، ترتفع وسط العالم القروي إلى 6في المائة من مجموع فتياته. كما رصد التقرير وجود 11373طفل مغربي، موزعين على 114 مؤسسة لحماية الأطفال في وضعية صعبة، 7918 ذكور و3455 إناث.