وعلالم يعد وجود الصحافيين الدوليين على الأراضي المصرية لتغطية التظاهرات الشعبية مرغوبا فيه، وتعاطت جهات مع ممثلي وسائل الإعلام المختلفة "بعنف غير مسبوق"، بحسب جيل لوردي المتحدث باسم منظمة مراسلين بلا حدود،التي تابعت الوضع بالكثير من "الذهول" على حد تعبيرها. وقامت المنظمة، الجمعة، بتنظيم وقفة مباغتة فاجأت حتى السلطات الفرنسية نفسها، حيث تجمع نشطاؤها عند مشارف السفارة المصرية مرددين "هنا تقتل المعلومة"،"مصر أوقفوا العنف ضد الصحافيين"، كما رفعوا صور الاعتداءات على الصحافيين أثناء الاحتجاجات الشعبية. وقال جيل لوردي المتحدث باسم منظمة مراسلين بلا حدود، في تصريح ل(إيلاف)، معلقا على التضييق بأشكاله المختلفة على رجال الصحافة في مصر: "إنه أمر غير مقبول، ولأول مرة يطارد الصحافيّون في العالم بهذه الطريقة ". ولم تكتف المنظمة بالشجب والإدانة بل تؤكد على متابعة المتورطين في هذه الاعتداءات، بحسب لوردي الذي أوضح أن هناك دعاوي قضائية ستقدم في مصر بهذا الخصوص، ولو أن الوضع الحالي لا يسمح بالخروج بتقرير كامل حول ما حصل. وتنتظر المنظمة معرفة مصير هذه الاحتجاجات لإنجاز تقرير حول الاعتداءات والعمل على متابعة المتورطين قضائيا لأنه "لا يمكن أن تمر هذه الممارسات بدون عقاب، فما نخشاه هو أن عودة الوضع في مصر إلى مجراه الطبيعي، يعني للبعض إسقاط أي متابعة بحق هؤلاء"، على حدّ تعبير المتحدّث باسم منظمة مراسلون بلا حدود. متابعة المتورطين في الاعتداءات يلحّ جيل لوردي بشدة على متابعة جميع المتورطين في ضرب واحتجاز صحافيين، بما فيهم أولئك الذين كانوا وراء التخطيط لجعل ممثلي وسائل الإعلام طريدة لبعض المتظاهرين، والذي قال عنهم أنهم من أتباع الرئيس مبارك ومجموعة من رجال الأمن بزي مدني. ويضيف: "لا يمكن لتلك الاعتداءات على الصحافيين أن تحصل دون تخطيط مسبق فهي اعتداءات ممنهجة تورط فيها كذلك رجال أمن أو أنها وقعت أمام أعينهم دون أن يتدخلوا كما يفرض عليهم عملهم". وعن الدعم الذي يمكن أن تقدمه المنظمة للصحافيين الذين فضلوا البقاء بمصر لإكمال مهامهم، يفيد لوردي أنه "من المبكر أن نتحدث عن ذلك اليوم"، نظرا لتطور الأحداث بسرعة وما نجم عنها من اعتداءات كثيرة ضدّ الصحافيين حيث "سجلت المنظمة سبعين اعتداء خلال يومين". ما بعد الاحتجاجات واستعصى على المتحدث باسم مراسلين بلا حدود أن يقدر نتائج هذه الاحتجاجات الشعبية مصر، إلا أنه يقر بوجود طاقة داخلية في هذا البلد ممثلة في مجتمعها المدني وقواه السياسية، مستندا في ذلك على التجربة التونسية التي تطورت فيها الأحداث بسرعة فائقة ولم يكن المتابعون في الغرب يتوقعون فرار بن علي بتلك الطريقة. الحصيلة الثقيلة وضعت مراسلون بلا حدود حصيلة تقريبية يوم الجمعة الماضي للاعتداءات ضدّ الصحافيين في مصر إذ لم يكن بوسعها نظرا للظروف التي يشتغل فيها الصحافيون وتوالي التضييق عليهم خلال يوميين متتابعين، أن تضع حصيلة نهائية. وسجلت المنظمة 75 اعتداء، اعتقال 72 صحفيا في ظرف ساعتين، سبع صحافيين يجهل مصيرهم، وتخريب تجهيزات أو مكاتب صحفاية. وكانت قناة الجزيرة بحسب نفس الحصيلة هي المستهدف الأول كقناة من هذه الاعتداءات، فيما سجلت المنظمة أن الصحافيين الذين استهدفوا يحملون جنسيات أمريكية، فرنسية، بولونية وقطرية. و من جانبه، قدم مراسل صحيفة "لوسوار" البلجيكية في شهادة لإذاعة فرانس أنفو الفرنسية ،صورة سوداء عن عملية الاحتجاز التي تعرض لها من طرف الاستعلامات العسكرية والذي دام لساعات طويلة استنطق خلالها بشكل مهين. مصر مدعوة لاحترام حرية الصحافة وجه الأمين العام لمراسلين بلا حدود، جون فرانسوا جوليار في بيان للمنظمة أصبع الاتهام مباشرة إلى أجهزة الأمن المصرية "التي اخترقت المتظاهرين بعناصرها" لارتكاب اعتداءات على الصحافيين الدوليين. ودعا المجتمع الدولي للتدخل للضغط على الحكومة المصرية لتوفير الأمن للجميع بما في ذلك مهنيي وسائل الإعلام. وفي تصريح خاص بإيلاف، قال الصحافيّ السويسريّ كلود أوليفي فولوز: لا يمكن لي إلا أن أدين هذه الاعتداءات، وهذا يدل على توتر أعصاب الحكم، أنا بدوري اعتقلت في مناسبتين أثناء الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان سنة 2000، وكنت في مرات عدة موضوع ترهيب عند إنجازي لاستطلاعات". ويتابع فولوز: "في كل الحالات الأمر يتعلق بمحاولة إخفاء أشياء والتخلص من شهود مستقلين، وهي حالة مصر اليوم في ظل حكم فقد السيطرة على الوضع وبدأ يتطرف، ونشير إلى نجاح الجزيرة في نقل الأحداث، إذ اعتبر الحكم ذلك كإهانة له". وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أدان بشدة الاعتداءات على الصحافيين في مصر واعتبر ذلك "مسا بحرية الصحافة وحرية الإخبار، واعتبرها أمرا "غير مقبول". إيلاف الصورة لمظاهرة تضامنية مع الاحنجاجات المصرية في باريس