صدرت الكاتبة المغربية فرح كناني أول مؤلف لها في محاولة لشرح الإسلام للأطفال غير المسلمين في الولاياتالمتحدة. "رمضان" يستشكف شعائر المسلمين خلال الشهر المقدس وطبيعة هذا الدين. وقالت كناني "لا يعقل أن نظل مكتوفي الأيدي وأن ننتظر من غير المسلمين اكتشاف الوجه الحقيقي للإسلام. من واجبنا تقديم ديننا للآخرين"، مضيفة أن "الإسلام الذي ترعرعت في حبه يعني الحب والرحمة، فإسلامي يعني مد اليد للآخرين واحتضانهم؛ لا يهم إن كانوا مسلمين أو غير مسلمين". وقالت كناني لمغاربية "الإسلام المصور في الإعلام اليوم لا يمثلني"، في محاولة لتوضيح كيف شعرت بضرورة الكتابة عن دينها. كناني التي عملت أزيد من 10 سنوات في المغرب كصحفية قبل أن تستقر بالولاياتالمتحدةالأمريكية مع زوجها، لتعمل مراسلة من هناك مع بعض الصحف المغربية، قالت إن الهدف الرئيسي من هذا العمل هو شرح الدين الإسلامي وتصحيح النظرة الخاطئة التي يحملها البعض لهذا الدين. وقالت "من واجبنا كمسلمين وأجانب أن نقوم بدور السفراء الذي يضطلع بنا في بلد رحب بنا". ومن خلال تجربتها اكتشفت كناني أن الناس ثواقون لمعرفة المزيد. "لديهم الكثير من الأسئلة. فالحديث مع الناس بعد نشر الكتاب ومن خلال التقديم الذي عرضته حول رمضان، اتضح لي أنه شأنهم شأن المسلمين يريدون معرفة روايتنا عما ينشره الإعلام". وأشارت كناني ""لأنني اكتشفت أن هناك نظرة مغلوطة من واجبنا نحن المسلمين أن نصححها في أذهان الآخر، فلا يعقل أن نظل مكتوفي الأيدي ونكتفي بالامتعاض والتأسف على هذه النظرة السلبية، بل علينا التحرك، خاصة وأننا نتواجد في بلد يؤمن بالحوار وله استعداد للإنصات إلى الآخر قبل الحكم عليه، يكفينا فقط أن نأخذ المبادرة ونحسن ثقافة الإقناع". وفرح كناني، تعيش بواشنطن منذ حوالي 10 سنوات، تعرفت خلالها على الجاليات المسلمة هناك. وتمكنت من سبر أغوار قضايا التأقلم والاندماج مع مجتمع مختلف في كل شيء عما عرفته في بلدها المغرب المتشبت بافتخار بتقاليده وهويته الدينية. فوجدت كناني أن الأمر ممكن في ظل حوار متفتح معتدل يدعو إلى التسامح وتقبل الآخر، وينبذ التطرف والعنف وفرض الرأي على الآخر. ارتأت الكاتبة فرح أن تكون البداية مع الأطفال على اعتبار أن التربية والتوجيه في الصغر له دوره في ترسيخ الأفكار الصحيحة. وذلك بعد حدث طرأ لها مع الطفلة ليلى ابنة إحدى صديقاتها. تقول فرح في تقديم مؤلفها "عندما تخلفت ليلى، ابنة صديقتي، عن موعد تناول وجبة الغذاء مع زميلاتها وزملائها في المدرسة، لم يفهم هؤلاء شيئا. منهم من اعتقد أنها معاقبة، والبعض تعاطف معها ليقترح عليها أن تختبئ لتأكل أو تشرب، لكن ليلى لم تكن معاقبة، بل فقط وبكل بساطة، كانت تؤدي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو الصوم خلال شهر واحد من السنة الهجرية، شهر رمضان". وتضيف الكاتبة "حين حدثتني بالموضوع، ذهبت إلى مدرستها، وكانت لي فرصة إلقاء خطاب وجيز عن رمضان أمام التلاميذ. فاكتشفت أن عددا كبيرا من الأطفال، وحتى المراهقين، في هذا البلد، لا يستوعبون معنى ومغزى الصيام. فكان هذا الكتاب الذي أردت به أن أقدم فكرة واضحة وموضوعية عن شهر رمضان في محاولة مني للرد عن بعض القضايا الأساسية. كما يقدم فكرة عن بعض الأشكال والمظاهر التي يحتفل بها عدد من الجاليات المسلمة الأمريكية المختلفة، بهذا الشهر الكريم". كتاب فرح كناني يقع في 23 صفحة مرفوقة بعدد من الرسومات من تصميم الفنانة لورا دياب، واستعانت بعدد من الشخصيات حتى يكون مؤلفا صحيحا من الناحية الدينية. وقالت المؤلفة "أعتبر أنه علينا، نحن المسلمون الأمريكيون، أن نكون في الطليعة لشرح إلى غير المسلمين كيف نعيش إسلامنا بطريقة حقيقية وصحيحة. وكمندمجين في هذا المجتمع الذي ننهل من علمه وثقافته، علينا أن ننقل لهم بدورنا، ما هي ثقافتنا وحضارتنا نحن أيضا التي تعتبر ثروة من شأنها إغناء الثقافة الأمريكية وليس أن تكون دخيلة عليها". إلى جانب شرح رمضان بأسلوب بسيط وسلس، تتحدث كناني عن "التراويح" وهي سنة الصلاة في المساجد ليلا، وعن "ليلة القدر" التي تعتبر ليلة مقدسة، تقرب بين المسلمين وبين الله، وتتميز بالخشوع والصلاة إلى حدود ساعات الصباح الموالي، وعن ختم القرآن الذي يعتبره المسلمون زادا يقوي العلاقة بالدين الإسلامي، ثم زكاة الفطر باعتبارها تقوي إحساس المسلم بالفقير والمحتاج. كما لم تنس الكاتبة وصف المغاربة وهم في حلة أنيقة ترمز للطهارة وتتمثل في الجلابة التقليدية والبلغة، كهندام يعبق بسحر الهوية المغربية الإسلامية، ويليق بالمسجد الذي يأمونه جماعة مع كل أفراد العائلة لصلاة التراويح بما فيهم الأطفال الصغار. وختمت فرح كناني "هناك الكثير مما ينبغي علينا أن نشرحه للأمريكيين، حتى نقوم بدورنا في دحض الكثير من الأفكار الخاطئة والمغالطات التي مافتئت تشوه صورة الإسلام والمسلمين في المجتمعات الغربية، لهذا قررت أن أواصل رسالتي عبر إصدار كتب أخرى في المستقبل القريب". وعن الكتاب قالت تاو نغوين "بعد قراءة كتاب السيدة ناني عن رمضان، قالت لي ابنتي في ربيعها الثامن إنها كانت تعتقد في البداية أن رمضان مجرد عدي يُحتفل به. لكنها اليوم أدركت أن رمضان أكثر من عيد خاص لأن لديها فهم أعمق بأسباب وكيفية إحياء المسلمين لهذا الشهر المقدس. أخذ نظرة عن العالم الإسلامي يعتبر امتيازا خاصا بالنسبة لنا". تامارا كونديك الصربية-الكرواتية تتفق معها وقالت إن الكتاب "تقديم جيد لإحياء رمضان. ويقدم نظرة نادرة عن تقليد خاصة والأسباب التي تدفع لإحيائه. هذا الكتاب يهدف إلى تعليم الأطفال والمراهقين. لكنني أوصي بقراءته لكل من يريد التعرف على التجربة الروحية لرمضان". أبو السرور بوبكر، متخصص في الاقتصاد بالبنك الدولي ومؤسس أكاديمية ابن خلدون قال "خلال العشر سنوات الأخيرة كُتبت وقيلت أشيا كثيرة عن الإسلام والمسلمين. الكتاب يأتي في وقت مناسب وجاء لتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة وتحيز بعض الأشخاص عن الإسلام والمسلمين". وقال بوبكر "في رمضان يرى الناس المسلمين يرتادون المساجد ويتساءلون حتما عما يقوم به هؤلاء المسلمين في المساجد وما تأثير ذلك عليهم وهذا مفهوم، على أمل أن يرد الكتاب على تساؤلاتهم". وأشاد بوبكر بمبادرة تعليم عموم الناس. وقال "فرح كناني جد مطلعة وتعرف مجتمعنا وتفهم المجتمع الأمريكي، كمسلمة متدينة ومعتدلة، إنها أفضل شخص لتقديم ديننا. كلنا كنا بحاجة للكتاب وليس فقط الأمريكيين بل أيضا أطفالنا الذين يترعرعون في أمريكا". مغاربية