أصدرت الكاتبة والصحفية المغربية، المقيمة بواشنطن، بالولاياتالمتحدة الأميركية، فرح كناني، كتابا للأطفال، تشرح فيه ركن من أركان الإسلام وهو الصوم للأمريكيين المسلمين وغير المسلمين. ويهدف المؤلف إلى تقديم فكرة عن إحدى الشعائر الدينية التي اكتشفت الكاتبة أنها تثير الكثير من الاستغراب في المجتمع الغربي. كما تسلط فيه الضوء على الممارسات الإسلامية التي تطبع الهوية والثقافة المغربيتين. تقول فرح في تقديم مؤلفها ” عندما تخلفت ليلى، طفلة صديقتي، عن موعد تناول وجبة الغذاء مع زميلاتها وزملائها في المدرسة، لم يفهم هؤلاء شيئا .. منهم من اعتقد أنها معاقبة ، والبعض تعاطف معها ليقترح عليها أن تختبئ لتأكل أو تشرب، لكن ليلى لم تكن معاقبة، بل فقط وبكل بساطة، كانت تؤدي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو الصوم خلال شهر واحد من السنة الهجرية، شهر رمضان”. وتشرح فرح في تقديمها للكتاب، أسباب إصدارها لهذا العمل المتواضع، وتقول ” لم يفهم زملاء وزميلات طفلة إحدى صديقاتي لماذا لم تتناول معهم ليلى وجبة الغذاء في المدرسة، ممتنعة امتناعا كليا عن الأكل والشرب، فاعتقدوا أنها تؤدي عقوبة ما، لكنها بكل بساطة شرحت لهم أنها تؤدي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو الصوم خلال شهر رمضان، ومع ذلك، ظل الأمر بالنسبة إليهم لغزا، احتاروا في حله”. وقالت فرح كناني في تصريح ل “المغربية” إنها مبادرة نابعة من انشغالنا نحن المسلمون في هذا البلد بديننا الذي لا يفهمه الكثيرون، وبالتالي علينا أن نقوم بدور ما، فقررت أن أدحض كل الأفكار الخاطئة التي تروج عن الإسلام وعن مسلمي العالم”. ويضم الكتاب 23 صفحة، مرفوقة بعدد من الرسومات، المعبرة عن عادات وتقاليد وطقوس شهر رمضان الكريم، كل ذلك بأسلوب بسيط يقرب الأطفال من المعنى الحقيقي للصيام، واستعانت الكاتبة، التي استغرقت سنة ونصف في كتابته بعدد من الأشخاص المثقفين حتى تكون نسخة صحيحة من الناحية الدينية. وتتحدث الكاتبة عن التراويح وليلة القدر، وعن ختم القرآن، ثم زكاة الفطر. وتريد الكاتبة، من خلال هذا العمل التربوي، في المقام الأول، أن تعبر عن امتنانها وتقديرها للأسرة التي تربت في كنفها، قبل أن تتزوج، وتنتقل للعيش مع زوجها الإيراني المسلم، في الولاياتالمتحدة الأميركية، مشيرة إلى أن والديها ركزا كثيرا في تربيتهما لها ولإخوتها، على استيعاب الدين الإسلامي، وفهمه فهما صحيحا، وتجنب اعتباره مجرد طقوس تؤدى في وقتها دون أن تؤثر على طريقة عيشنا أو على تصرفاتنا وسلوكاتنا اليومية. وتضيف فرح ” الكتاب أيضا هو فرصة لي أعبر فيها عن افتخاري بانتمائي إلى المغرب بلدي الأصلي، لأنه اتاح لي بتعدديته أن أتعامل مع الدين كمسألة شخصية، تساعدني على العيش بطريقة أفضل في الحياة، وليس كأداة للحكم على الغير أو لتكفير هذا أو تلك”. الكتاب، أيضا، مناسبة تذكر فيها الكاتبة المغربية بخصوصية اللباس التقليدي، الذي يرتدونه المغاربة، في شهر رمضان، للذهاب إلى المسجد، لصلاة التراويح، كرمز يحافظ على الهوية المغربية الأصيلة، كما يعتبر هذا التذكير تقديما أوليا لما ستتناوله في أعمالها المستقبلية التي ستخصصها لتعريف القارئ الأميركي على المغرب عبر خصوصياته المتمثلة في اللباس وفي عدد من التقاليد الاجتماعية والدينية التي مازال يحافظ عليها ويورثها أبناءه، دون تعصب أو قيد. نعيمة لمسفر . المغربية في الصورة الكاتبة والصحفية المغربية المقيمة بواشنطن بالولاياتالمتحدة الأميركية فرح كناني