استجواب العميل السابق للاستخبارات الجزائرية كريم مولاي،لا يعني بالضرورة تبني تصريحاته في شأن حقيقة ما حدث بخصوص الاعتداء الإرهابي على فندق أطلس أسني سنة 1994،و إنما تطرح،اليوم،كفرضية جديدة،لا يمكن إلا للسلطات الأمنية و القضائية المغربية التأكد من صحتها،لأنها تصريحات خطيرة إن تأكدت حقيقتها فسوف تزيد من تعكير أجواء العلاقات المغربية الجزائرية،بل و في تعميق الأزمة أكثر بين البلدين. حاوره بوعلام غبشي الجزء الثاني و الأخير كنت تعلم مسبقا أن فندق أطلس اسني مستهدفا؟ لا،لو كنت أعرف بذلك لأبلغت السلطات المغربية كيف تبلغ السلطات المغربية و أنت كنت تعرف مسبقا أنك حضرت للبلد لأجل خلق ما أسميته "بلبلة أمنية"؟ صحيح لكني لم أكن أتصور أن العملية ستصل لهذا المستوى،لأن دوري كان تجسسي بالدرجة الأولى. أين كنت عندما وقع الاعتداء؟ في اليوم الموالي للسهرة قال لي مسئولي اذهب إلى جامع الفنا.توجهت لعرافة هناك التي كانت بصدد قراءة كفي،وفي لحظة من اللحظات سمعت دوي طلقات رصاص قوية.و للإشارة كنت قد كلفت من ذي قبل بالتقاط صور لنفس الفندق.و بعدها ضرب لي هذا المسئول موعدا بمحطة سيارات الأجرة،وهناك سلمني ظرفين بهما مبلغين ماليين،وقال لي إن الظرف الأول سلمه إلى المسئول الأمني و الظرف الثاني لمسئول الاتصالات في مكانين متفرقين من نفس المدينة. لديك فكرة عن قيمة هذين المبلغين الماليين؟ حسب معلوماتي آنذاك، كان مبلغ 20 ألف فرنك فرنسي من نصيب الضابط، و50 ألف فرنك فرنسي لمسئول الاتصالات، لكونه زودنا بمعلومات مهمة.وهذه معلومات دقيقة أكشفها لك. هل تعرفت على أسماء وردت في التحقيقات التي أجراها المحققون المغاربة أو أدينت على خلفية هذا الاعتداء بعد نشرها من طرف وسائل الإعلام؟ لا...ربما أنه كان هناك منفذون يتحركون خلف الستار،فيما العملاء الذين عرفتهم كان عملهم الأساسي هو تجميع المعلومة. كيف كانت الاستخبارات الجزائرية تتحرك في مراكش؟ كان لنا إقامات أمنية،وهي عبارة عن شقق و فيلات،و إن أتيحت لي الفرصة يمكن أن أدل المحققين عليها،إلا أنه بالنسبة للشقق يصعب علي ذلك،كما أننا كنا نعقد من حين لآخر لقاءات بفندق المامونية. بالإضافة إلى مركز الاتصالات بمراكش.هل استغل جهازكم مركزا آخر للاتصالات في مهام استخباراتية؟ نعم.كان لنا عملاء بإحدى مراكز اتصالات بالدار البيضاء. هل كان هناك رجال أو نساء في الاستخبارات الجزائرية قاموا بالمهمة نفسها في مناطق أخرى من المغرب؟ كنت الوحيد،وكان معي ستة ضباط مخابرات بالإضافة إلى مسئولي المباشر ع القادر عباسي الذي أشرف على نقل السجين الإسلامي ع الحق لعيايدة من المغرب نحو الجزائر. و لماذا برأيك استهدفت الاستخبارات الجزائرية المغرب بهذا الاعتداء لو صدقنا قولك؟ تصريح الملك الحسن الثاني رحمه الله ضد إلغاء المسلسل الانتخابي في الجزائر،الذي أعطى فوز جبهة الإنقاذ في دورته الأولى،لم يستسغه الجيش،و أرادوا زعزعة الأمن في المغرب و بالتالي الانتقام منه. لماذا تم اختيارك أنت بالأساس لهذه المهمة القدرة لزعزعة أمن المغرب؟ أولا لمؤهلاتي،لأني شخص له تكوين،وأتحدث عدة لغات،و كنت معروف بموهبة الاختراق,و كان يقال لي على أني الوحيد الذي لا يلقى أي صعوبة في الرد على أي سؤال كيفما كان حجمه،ثم لمظهري و أناقتي،و هو عنصر مهم في عمل المخابرات. قبلت بهذه "المهمة" للوهلة الأولى و دون تردد؟ نعم رغم أنك كنت تعلم أن الهدف منها تخريبي؟ لأني قمت بها من أجل المصالح العليا للجزائر،وكان يقدم لنا المغرب على أنه العدو اللدود،ثم لم أكن أتصور أنها ستكون بذلك الحجم و تسفر عن ضحايا. هل لديك حتى الان علاقات مع مغاربة في المغرب؟ لا. هل سبق أن التقيت بأحد المسئولين المغاربة دون أن يعلم بهويتك الحقيقية؟ نعم التقيت ببعض المسئوولين المغاربة دون أن يعلموا بحقيقة أمري،إلا أني لا يمكن لي ذكر أسماءهم في الوقت الراهن. مقابل ماذا كان العملاء المغاربة يتعاونون معك،و ما هي القطاعات التي كانوا يشتغلون فيها؟ الجميع كان يتعاون معنا مقابل عمولات،و كانوا هؤلاء متواجدون في قطاعات مختلفة. يمكن لك أن تذكرها لي؟ لا...آسف لا يمكن لي تابعة للدولة أو لا؟ فيها من هو تابع للدولة و فيما من هو من الخواص. هل حصلت أنت على مكافأة خاصة بعد وقوع الاعتداء على الفندق؟ حصلت على مكافأة هامة يمكن أن أكشف عنها في الوقت المناسب،وبالوثائق اللازمة،كما تحصلت على تعويضات مالية مهمة. لديك أصدقاء مغاربة في بريطانيا؟ تماما ينتمون إلى النخبة أو مواطنين عاديين؟ مواطنون عاديون.مثلا حلاقي الخاص هو مغربي. يعلمون بدورك في الاعتداء على أطلس اسني؟ لا. هل أنت مستعد للتعاون مع القضاء المغربي إن طلب منك ذلك؟ مستعد للتعاون معه مائة في المائة،شرطي الوحيد هو توفير الحماية لي. ضباط المخابرات الجزائرية التي كنت تعمل إلى جانبهم في المغرب كانوا يأتون من الجزائر أو كانوا يشتغلون في السفارة الجزائرية بالرباط؟ هناك من كان يشتغل في السفارة و آخرون كانوا يأتون من الجزائر.و إن فتح تحقيق أنا مستعد لإعطاء أسماء.أتحدث عن الأسماء الجزائرية.أما الأسماء المغربية فلن أكشف عنها ولو قتلوني. هل برأيك لا يزال يتواجد حتى الآن عملاء للاستخبارات الجزائرية في مدن مغربية؟ أكيد،لا يزال هناك عملاء جزائريون في المغرب. هل سبق أن تعرضت لتهديدات بعد خرجتك الإعلامية؟ بالفعل تعرضت إلى تهديدات،إلا أن بريطانيا بلد قانون.وهذه التهديدات كانت من طرف جزائريين و مغاربة و حتى تونسيين،و القدر الأكبر منها تلقيته من المخابرات الجزائرية.و الخوف من ربي سبحانه."وقل ما أصابنا إلا ما كتب الله لنا" صدق الله العظيم. ما الرسالة التي تود اليوم تبليغها إلى المغاربة؟ (يرد باكيا)،و الله أحب المغرب و الشعب المغربي،وحلمي أن أزور المغرب،ولو خيروني بين لندن و المغرب لاخترت المغرب. هل تشعر بالندم على مشاركتك التي تسميها "بغير المباشرة"،بعد كل هذه المدة،في هذا الاعتداء؟ نعم أنا أشعر بالندم،و أنا أبكي الآن.لأن المغرب ربما سوف لن أزوره مرة أخرى.أشعر بالندم تجاه الشعب المغربي تجاه مراكش،تجاه أصدقائي و العملاء الذين استغلتهم.فأنا أحترم الشعب المغربي.في هذا الشهر المبارك أريد منه عموما و المراكشيين خصوصا أن يسامحونني.و لو أني أظن أن السماح غير ممكن.لكن الاعتراف بالخطيئة شيء مهم.كان بإمكاني البقاء في الظل إلا أنني قررت أن أتحدث،لأنني كنت أعاني نفسيا وحتى أريح ضميري. وهذه رسالتي إلى الملك:سيدي،كنت عميلا مجبرا و لا مخيرا،أحب المغرب أحب الشعب المغربي،وتحية لهذا الشعب و للملك و الأسرة المالكة و كل الشرفاء في المغرب. الصباح