الرباط تثير حالات الاختفاء التي ارتفعت وتيرتها خلال السنوات الماضية قلقا في الاوساط الحقوقية المغربية خاصة وان مصير هذه الحالات يظهر فيما بعد انها حالات اختطاف على ايدي اجهزة امنية سرية. وتدين القوانين المغربية حالات الاختفاء والاختطاف وتطالب جمعيات وهيئات حقوقية الدولة بإلزام اجهزتها الامنية باحترام هذه القوانين وعدم السماح بخرقها. وطالب منتدى الكرامة لحقوق الإنسان بالكشف عن مصير المواطن رشيد المكي، وإنصافه مما لحق به، والضرب على أيدي مختطفيه مهما كان سبب الاختطاف وحيثياته، احتراما لكل التزامات المغرب بالقوانين الدولية ذات الصلة. وقال بلاغ للمنتدى أن عائلة رشيد مكي (33 سنة) ابلغت المنتدى انه تعرض للاختطاف منذ 22 نيسان/أبريل 2010 بمدينة الدارالبيضاء ما بين الساعة العاشرة والحادية عشرة صباحا، وأضافت زوجته أن عناصر من الشرطة السرية زاروها أواخر شهر حزيران/يونيو وذكروا لها أنهم بصدد البحث عن زوجها دون تحديد المكان الموجود فيه. واعلن منتدى الكرمة عن اختطاف فؤاد لعرج في السابع من تموز/يوليو الجاري مطالبا بالكشف عن مصيره. ونقل المنتدى عن عائلة لعرج انه توجه إلى مدينة سطات/جنوبالدارالبيضاء للحصول على رخصة حفر بئر من إدارة التجهيز بالمدينة، وأن والده اتصل به هاتفيا ولم يرد عليه فانتقل الوالد إلى سطات حيث أكد له شهود عيان أن أربعة أشخاص بلباس مدني اختطفوا ابنه من إدارة التجهيز ما بين الساعة الواحدة والنصف والثانية بعد الظهر بعد أن وضعوا الأصفاد في يديه ثم ساقوه إلى وجهة مجهولة. وقال المنتدى ان الأسرة بذلت كل ما في وسعها للبحث عن ابنها في مراكز الشرطة في سطات وفي الدارالبيضاء لمعرفة مصير ابنها الذي ما يزال مجهولا مكانه إلى الان. وشكلت ظاهرة الاختفاء القسري والاختطاف محورا اساسيا في عمل هيئة الانصاف والمصالحة التي احدثها العاهل المغربي الملك محمد السادس نهاية 2003 لقراءة الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها الدولة واجهزتها ضد حقوق الانسان من 1956 الى 1999 وهو ما يعرف مغربيا ب'سنوات الرصاص' وقررت جبر ضرر ضحايا تلك الانتهاكات وعائلاتهم. وتحذر الاوساط الحقوقية من تكرار ما شهده المغرب في سنوات الرصاص مع تبدل الضحايا من ناشطين يساريين حوربوا بتهمة الشيوعية الى ناشطين اصوليين يحارَبون بتهم الارهاب. وقال بيان للمنظمة المغربية لحقوق الانسان ارسل ل'القدس العربي' انها توصلت بشكاية من عائلة المواطن محمد البقالي الطاهري بوطلحة الذي اختفى في ظروف غامضة الاسبوع الماضي إثر خروجه صباحا من بيت والديه بشارع انكلترا بطنجة وكان قاصدا متجره الموجود بشارع المكسيك لكنه لم يصل إليه. واعتقل محمد البقالي الطاهري بوطلحة وتقرر عدم متابعته على خلفية أحداث 11 آذار/مارس 2004 بمدريد. وقالت المنظمة إن هذا الاختفاء المفاجئ خلق وضعا نفسيا متأزما لدى والديه وأفراد عائلته ومعارفه (وهو مقبل على الزواج في الأيام القريبة). وجددت المنظمة موقفها بضرورة احترام القواعد القانونية فيما يخص اعتقال المواطنين وإخبار عائلاتهم، وطالبت السلطات المعنية بإخبار العائلة عن مكان تواجد المختفي واكدت انها ستتابع ملابسات وظروف اختفاء هذا المواطن. القدس العربي