ذكر بلاغ لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الصحافي علي عمار،المدير السابق لمجلة لوجورنال، وضع تحت الحراسة النظرية مساء الإثنين قصد تقديمه للنيابة العامة بالدار البيضاء على خلفية "شكاية بالسرقة". و كانت قوات الأمن اقتحمت،فجر الجمعة،منزل زينب الغزوي،صحافية سابقة في مجلة لوجورنال الممنوعة،وشارك في العملية حوالي 15رجل أمن من رتب مختلفة،قاموا بتفتيش دقيق لكل محتويات الشقة،و كان يتواجد بداخلها،إضافة إلى مالكتها،المدير السابق لمجلة لوجورنال. و أفاد بيان للصحافيين،أن رجال الأمن صفدوا يدي علي عمار لإجباره على التمدد على السرير إلى جانب الصحافية الغزوي التي رفضت بدورها ذلك،رغم أن الأول كان بلباس مدني،قصد التقاط صورة لهما في هذه الوضعية لإثبات تهمة الفساد ضدهما. و ذكر البيان أن المسؤولين على هذه الفرقة الأمنية قابلوا باستعلاء حق الصحافيين في الإطلاع على وثيقة "أمر باسم وكيا الملك" التي تسمح لهم باقتحام شقة في مثل هذا التوقيت،كما رفضوا إظهار هوياتهم للمعنيين. و بعدما تم تفتيش المكان،والتقاط صور لفضاءات مختلفة،طاب لهم في الأخير، أن يفصحوا لهما عن سر وجودهم معهما في الشقة في ساعة جد مبكرة.فكل ذلك كان لأجل التحقيق في دعوة رفعتها شريكة سابقة لعمار على أنه،حسب زعمها،سرق منها حاسوبا،و عندما قدم لهم فاتورة الحاسوب تعاملوا معه و كأن هذا الدليل غير موجود. و تم اقتياد الصحافيين الى ولاية الامن و التحقيق معهما الى حدود الساعة السابعة و النصف مساء من يوم الجمعة، ليتم بعد ذلك إخلاء سبيلهما, وقال علي اعمار في أحد تصريحاته إن استنطاقه تمحور على الخصوص حول كتابه "محمد السادس سوء الفهم الكبير"،و الصدى الذي خلفه في فرنسا،و إن كان جنى أرباحا من مبيعاته،ما يعطي جوابا حقيقيا عن السر حول توقيفه،و شبه عمار قضيته بقضية بنبريك بتونس الذي أحيكت ضده مؤامرة لوضعه خلف القضبان لشهور. و قضى هذا الصحافي،المعروف بجرأته،يوما كاملا في ضيافة المحققين،حيث تم إطلاق سراحه مساء الجمعة،ليتم اعتقاله من جديد مساء الاثنين،و حصل هذا،حسب مصادر الحدود،بمدينة الرباط،ليوضع تحت الحراسة النظرية التي تدوم 48 ساعة قبل عرضه النيابة العامة. و يعتبر علي عمار من مؤسسي جريدة " لوجورنال" التي توقفت عن الصدور قسرا،بسبب أحكام قضائية بالتصفية،وهو ما فسر على أن الحكم كان سياسيا،و مؤامرة مسبقة لاغتيال منبر إعلامي،اعتبره الكثير من الفاعلين خسارة فادحة لحرية الصحافة في المغرب. و يرجع البعض سبب ما يتعرض له علي عمار من ملاحقات اليوم إلى كتابه،"محمد السادس.. سوء الفهم الكبير"،الذي انتقد فيه بشدة أداء القصر في الحكم في مرحلته الجديدة بعد رحيل الحسن الثاني،و إن كان عكس رؤيته الخاصة للعهد الجديد و التي تلزمه لوحده،حتى أن الكتاب انتقد من لدن صحافيين غربيين متتبعين للشأن المغاربي،و اعتبروه أنه لم يكن منصفا بالشكل اللازم في حق العهد الجديد. و إضافة لكونه كان مهددا بالسجن بعد تصفية لوجورنال،تكالبت على علي عمار أقلام صحفية مغربية بالتهجم عوض أي محاولة منها لمناقشته فكريا في كل ما كتب،ما اضطر هذا الصحافي إلى مغادرة المغرب نحو اسبانيا بتأشيرة محدودة جدا في المدة،و انتقل بعدها إلى باريس بإشراف من منظمة مراسلين بلا حدود،و لم يعرف عنه أي جديد بعد ذلك إلى أن تفجرت "قضية الحاسوب" بالدار البيضاء.