ضمن فعاليات الدورة الأولى للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة المنعقد أيام : 1 و 2 و 3 أكتوبر 2009 وضمن فقرة الافتتاح كان جمهور الحاضرين وضيوف الدورة على موعد مع فيلمين افتتاحيين : الأول بعنوان " خريبكة " من إنتاج المركز السينمائي المغربي والثاني فلسطيني تحت عنوان : " ظلال في الظلام " لمخرجه جهاد الشرقاوي ، لكن الشريط الذي أثارني بقوة هو ذلك الذي جعل من الماء تيمة لموضوعه والذي كان عبارة عن فيديو كليب للفنان نعمان لحلو مدته 5 دقائق ومن إخراج عبد الصمد شرف، الشريط بالرغم من بساطته، وابتعاده عن النمط الوثائقي إلا بالنسبة لي يعتبر صرخة مدوية إلى كل الذين يستهينون بهاته النعمة التي بها ومن خلالها تستمر الحياة، في المغرب كما في العالم لا يمكن أن نضمن تلك الاستمرارية لولا تلك النعمة، وجدير بنا أن نعترف أن السنوات القادمة ستكون سنوات حروب من أجل الماء وليس البترول، بالنسبة للفنان نعمان لحلو فقد اعتبر هاته المحاولة بمثابة هدية تقدير وتشجيع للدورة الأولى للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة فهي هدية لا تقدر بثمن على اعتبار أن عرضها ما قبل الأول تم بهاته المناسبة . هو حكي بالكلمة... حكي بالصوت... حكي بالصورة... حكي بالموسيقى... حكي بالتقاطيع الممتازة والمناظر الخلابة تارة والعنيفة تارة أخرى... حكي من قلب فنان يعشق الطبيعة ويحبها، هي صرخة مدوية بمؤثرات خاصة اختيرت من أجل أن تترك وقعها في عقل كل مشاهد لا يعطي لنعمة الماء أي اعتبار . هي صرخة موجهة إلى كل العالم كبارا وصغارا بلغة الصوت والصورة وبكلمات بسيطة ولكنها في العمق بليغة، لتجعلنا نسلم بأن الله جعل من الماء كل شيء حي ، ولأنه ضروري لكل الأجسام الحية التي توجد على الأرض والدليل على قيمة ذلك : أن الجسم البشري يحتوي على ما يقرب 65 % من الماء. كما أن 70% من سطح الأرض مغطى بالماء. وفي الديانات يعد الماء مادة طاهرة، ففي الدين الإسلامي الماء أساس الوضوء والطهارة في كل صلاة ولغسل الأموات وقد ذكر في 51 آية. وفي الديانة المسيحية يستعمل الماء للتعميد، أما في الديانة اليهودية يستعمل الماء للتطهر والاغتسال. ومن الوجهة الطبية فقد استعمل الماء في العلاجات القديمة لبعض الأمراض (الصداع، ضغط الدم، داء المفاصيل، السمنة...). ومن الوجهة الاقتصادية والفلاحية فالماء يستعمل في الزراعة أولا (% 68) والمتطلبات البشرية (% 24) والصناعة (%5) وصناعة الطاقة (%3). إن شريط الأستاذ نعمان لحلو الذي حمل من المشاهد واللقطات ما تعجز البحوث والأطروحات على إبلاغه لعامة الجمهور، ليعتبر بحق رسالة تحسيسية وتوعوية وتربوية وثوثيقية لفعل الحكي بهدف إرواء عطش كل من لا يقدس قيمة هاته النعمة الإلهية طبعا . إن اللهجة الموجهة من طرف كليب الأستاذ نعمان لحلو تهم الجميع وخاصة الأطفال فهي تتكلم بالصورة والصوت والكلمة. فالصورة معبرة وبسيطة وتفهم حتى من الأطفال، والصوت جميل ولكنه قوي بمنطوق تلك الكلمات ، ولعل ملامح تلك المشاهد التي ظهر فيها الأستاذ نعمان لحلو وهو يردد تلك المعزوفات تدل على أن هذا الفنان كان وفيا لمقاصده وأهدافه التي من أجلها أنجز ذلك، ملما بما يقوم به، ولتعميم الفائدة فإن العنونة التي جاءت في الشريط باللغة الانجليزية لدليل على تعميم هذا المطلب أفصد مطلب المحافظة على الماء بغض النظر عن الحدود أو الجنس أو الدين أو أي أشيء آخر......... . فتحية احترام وتقدير للفنان نعمان لحلو ومزيدا من العطاء . الدكتور بوشعيب المسعودي ''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر عند الاستفادة