/ خوان بابلو إسكوبار- ترجمة حديفة الحجام الخيانة (3) غادرت ألبا مارينا في نفس الليلة نابوليس مغضبة. وبعد مرور أيام قلائل على ذلك اللقاء تلقيت، بمجرد عودتي إلى بوغوتا، اتصالا من الجدة إيرميلدا من نيويورك حيث كانت تقوم بجولة رفقة ألبا مارينا. وبعد أن أخبرتني أنها كانت مسافرة في إطار برنامج سياحي، سألتني إن كنت أحتاج لشيء من هناك. كنت ساذجا لدرجة أني لم أستوعب حينها المعنى الحقيقي الذي كان يمثله وجود جدتي في تلك البلاد، فطلبت منها اقتناء عطور لم أستطع تحصيلها في كولومبيا. أنهيت الاتصال وبالي مشتت. كيف استطاعت الجدة السفر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد وفاة والدي بسبعة أشهر، فإلى حدود علمي سبق ورفضوا منح التأشيرة لعائلتي إسكوبار وهيناو؟ تعددت الأحداث التي دلت على وجود صلات غير واضحة بين أقاربي وأعداء والدي. لكن وفي خضم الصراع من أجل البقاء، كنا نترك الزمن يكمل طريقه دون أن نتوقف كثيرا عند مجرد شبهات بسيطة. لم نكد نخرج من ذهولنا بعد مرور سنوات عديدة والاستقرار في الأرجنتين إثر حصولنا على اللجوء عند رؤية نشرات الأخبار المتلفزة تذيع خبر فرار رئيس البيرو، ألبرتو فوخيموري، إلى اليابان وإعلان استقالته عبر الفاكس. وجاءت الاستقالة المفاجأة لفوخيموري، الذي قضى عشر سنوات في الحكم، بعد أن نشرت مجلة "كامبيو" لقاء مع روبرتو أكد خلاله أن والدي منح مبلغ مليون دولار للحملة الرئاسية الأولى لفوخيموري سنة 1989. كما أكد كذلك أن المال نقل بواسطة فلاديمير مونتيسينوس، والذي حسب ما صرح به، سافر عدة مرات إلى ضيعة نابوليس. وأضاف عمي للمجلة أن فوخيموري التزم لوالدي أنه سيسهل له الاتجار انطلاقا من بلاده في حال تولى الرئاسة. وأوضح في الجزء الأخير من المقابلة أنه لا يتوفر على أدلة تؤكد أقواله، لأن المافيا، حسب أقواله، لا تترك أثرا لأفعالها المخالفة للقانون. مرت أسابيع وظهر في السوق كتاب "أخي بابلو"، لروبرتو إسكوبار، من 186 صفحة، عن دار نشر "كينتيرو"، "أعاد فيه بناء" علاقة والدي بمونتيسينوس وفوخيموري. وتطرق روبيرتو في فصلين عن زيارة مونتيسينوس إلى ضيعة "نابوليس" والطريقة التي كان يتاجر فيها بالكوكايين مع والدي، وتسليم مبلغ مليون دولار لحملة فوخيموري، واتصالات شكر الرئيس الجديد لوالدي، وعرض تقديم مساعدة اقتصادية. وفي النهاية، أثارت جملة انتباهي: "يعلم مونتيسينوس كما أعلم أنا، ويعلم فوخيموري أني أعلم ذلك، ولهذا وقع الرجلان معا". وروى روبرتو وقائع أكد أنه كان حاضر فيها وبأني أنا ووالدتي لم نرها ولم نسمع بها. لا أدري هل الأمر يتعلق بنفس الكتاب الذي اقترحوا عليه تأليفه للحصول على تأشيرات الولاياتالمتحدةالأمريكية. الحقيقة الوحيدة لدي بخصوص هذا الموضوع ظهرت بشكل عرضي صيف سنة 2013، خلال اتصال مع صحفي أجنبي سبق وعبرت له عن شكوكي في بعض المناسبات. –لدي شيء أخبرك به حدث معي للتو لا صبر لي على الانتظار إلى الغد! –ماذا حدث، أخبرني؟ –لقد تناولت العشاء للتو هنا في واشنطن رفقة اثنين من عملاء "قسم محاربة المخدرات في أمريكا اللاتينية" شاركا في مطاردة والدك؛ التقيت بهما للحديث عن إمكانية الاجتماع معك ومعهما خلال مسلسل تلفزي موجه للولايات المتحدةالأمريكية بخصوص حياة بابلو وموته. –جميل، لكن ماذا حدث بالضبط؟ –قلت بنوع من الإصرار. –هما على اطلاع جيد بالموضوع، حيث أشرت أثناء الحديث إلى نظريتك المتعلقة بخيانة عمك، التي تحدثنا فيها كثيرا. لعلمك ذلك صحيح! شخصيا لم أستطع التصديق عندما اعترفا بتورطه المباشر في قتل والدك. –هل رأيت، لقد كنت على حق؟ فلو لم يكن كذلك، كيف لك أن تفسر أن اللاجئين الوحيدين في عائلة إسكوبار هم نحن؟ فطالما عاش روبرتو في كولومبيا بسلام ، ونفس الشيء ينطبق على عماتي، دون أن يلمسهم أحد أو أن يطاردهم.