دعا رئيس الفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية، المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء، السيد خليل الهاشمي الإدريسي، اليوم الجمعة بالرباط، إلى تعزيز التعاون أكثر بين وكالات الأنباء الإفريقية، وذلك من خلال إقامة شراكات استراتيجية في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك، قصد رفع التحديات التي يطرحها انتشار الأخبار الزائفة. وأكد السيد الهاشمي الإدريسي، في كلمة له بمناسبة افتتاح أشغال الدورة الخامسة للجمعية العامة للفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية، أن وكالات الأنباء الإفريقية تمثل "حصونا منيعة ضد المد العارم من الأخبار الزائفة". واعتبر أن وكالات الأنباء الإفريقية هي التي يمكنها، بفضل جودة عملها، سد الطريق أمام آفة العصر هاته، التي أضحت تلوث المشهد الإعلامي أكثر فأكثر، مسجلا أن أصحاب هذه الأخبار الزائفة لا يراعون الأخلاقيات والمبادئ المهنية. وقال ''في هذا السياق، نعتقد أنه من الضروري إيلاء أهمية أكبر للتشاور والتنسيق بين وكالات الأنباء الإفريقية، التي لا تزال المصادر الأكثر مصداقية في مجال الإعلام"، علما أن الفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية تواصل الابتكار والتطور، والتألق على المستويين الإفريقي والدولي. وذكر السيد الهاشمي الإدريسي بأن الفيدرالية تعد من بين أهم التجمعات المهنية التي أصبحت رائدة على صعيد الأخبار الإفريقية، وذلك باعتمادها منصة مهنية تجمع نحو 30 وكالة أنباء من القارة. وسجل أن الفيدرالية توحد جهود وكالات الأنباء الإفريقية في المجال الاستراتيجي للتكوين، وذلك بإحداث المركز الإفريقي لتكوين الصحفيين، الذي يستقبل كل سنة نحو 60 صحفيا من وكالات الأنباء الإفريقية في إطار دورات تكوينية يتم تنظيمها حول مواضيع غنية ومتنوعة. وأشار إلى أن آخر دورة تكوينية تم تنظيمها تحت شعار "الريادة النسائية.. احتياجات واستراتيجيات وكالات الأنباء الإفريقية"، بمشاركة 25 صحفية وإطار، والتي توجت بإحداث شبكة للنساء الرائدات في الوكالات الإفريقية للأنباء، وتأتي تعزيزا لمنصات الفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية الأخرى، من قبيل منتدى مدراء الإعلام، وشبكة مسيري تكنولوجيا المعلومات (IT managers). من جهة أخرى، أشار السيد الهاشمي الإدريسي إلى أن إحداث الجائزة الكبرى للفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية مكن هذه المنظمة من مكافأة التميز داخل وكالات الأنباء الإفريقية، من خلال القيام كل سنة بمنح الصحافيين جوائز عن أحسن مقال، وأحسن صورة، وأحسن ربورتاج فيديو. وانطلقت أشغال الدورة الخامسة للجمعية العامة للفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية بحضور مجموعة من المدراء العامين لوكالات الأنباء الإفريقية، وممثلي شركاء الفيديرالية، والأمينة العامة الجديدة لمنظمة وكالات الأنباء لآسيا والمحيط الهادئ (أوانا)، السيدة دونغ مين لي وتم، خلال حفل افتتاح هذه الجمعية العامة، بث شريط مؤسساتي يتوقف عند أهم اللحظات التي ميزت الفيديرالية منذ إحداثها يوم 14 أكتوبر 2014 بالدار البيضاء، لاسيما إحداث المركز الإفريقي لتكوين الصحفيين، وانعقاد مختلف المجالس التنفيذية وندوات الفيديرالية في المملكة ومختلف الدول الإفريقية. وتميزت هذه الجمعية العامة، أيضا، بتقديم مداخلة حول موضوع "أي نموذج اقتصادي لصحافة اليوم: هل الصحافة الورقية محكوم عليها بالاندثار"، وبتنظيم ندوة حول "وفاة النموذج التاريخي والوحيد لوكالة الأنباء، أعيدوا ابتكار مستقبلكم"، سينشطها ثلة من خبراء الإعلام. وسيشهد اليوم الثاني من هذه الجمعية العامة تقديم تقرير أنشطة الفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية، ومخطط عملها لسنة 2020، وتقريرا حول الاجتماع السابع لمجلسها التنفيذي المنعقد ببرايا، وإحصاءات حول الموقع الإلكتروني للفيديرالية. وتعتبر الفيدرالية الأطلنتية لوكالات الأنباء الإفريقية، التي تتخذ من المغرب مقرا لها، منصة مهنية للنهوض بتبادل الخبرات والمعلومات ومنتجات الوسائط المتعددة، وكذا لتبادل الأفكار والنقاش حول مستقبل وكالات الأنباء الإفريقية والدور الذي يجب أن تضطلع به في القرن الحادي والعشرين، وذلك بناء على تنوع وخصوصية كل وكالة على حدة. وتشمل أهداف الفيدرالية إرساء شراكة استراتيجية وتطوير العلاقات المهنية بين وكالات الأنباء الأعضاء، إلى جانب المساهمة في تعزيز التداول الحر للمعلومة وتكثيف التعاون والتنسيق على مستوى المنتديات الإقليمية والدولية. (و م ع)