يعد حوض البحر الأبيض المتوسط أكثر مناطق العالم، حرارة، وفقًا لمئات من الدراسات حول عواقب الاحتباس الحراري، التي نقلتها صحيفة لوموند الفرنسية. وبحسب هذه الدراسات، فإن حرارة حوض البحر الأبيض المتوسط، التي يبلغ عدد سكانها500 مليون نسمة، تعرف ارتفاعا بنسبة 20٪ مقارنة بباقي مناطق العالم، كما أن بلدانها ومن ضمنها المغرب، مهددة بهذا الارتفاع دون استثناء. التقرير العالمي حول "مخاطر تغير المناخ في منطقة البحر الأبيض المتوسط"، الصادر أمس الخميس، في برشلونة، كشف أن منطقة البحر الأبيض المتوسط، تعد من بين أكثر المناطق تضرراً على كوكب الأرض، ومن "المناطق الساخنة" بفعل التغيرات المناخية. وأظهر ذات التقرير أن درجة حرارة منطقة البحر الأبيض المتوسط، ارتفعت بمقدار 1.5 درجة مئوية منذ عصر ما قبل الصناعة، وهي نسبة أسرع ب 20 ٪ من المتوسط العالمي، مشيرا الى أنه بحلول عام 2040 ، ستصل درجة الحرارة أعلى بمقدار 2.2 درجة مئوية مقارنة بنهاية القرن التاسع عشر، و3.8 درجة مئوية بحلول عام 2100 . ارتفاع درجة الحرارة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، تتسبب في عواقب وخيمة، من بينها تآكل التربة، اختفاء الأراضي الزراعية والتنوع البيولوجي، تدهور الغابات، اندلاع الحرائق، انتشار الأنواع الغازية، علاوة على تكاثر مسببات الأمراض والتلوث". وسبق أن أعد المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، تقريرا بشأن التغيرات المناخية، بعنوان "إدماج متطلبات التغيرات المناخية في السياسات العامة"، الذي قدم من خلاله توصيات تستهدف إدماج الأخطار المناخية على مستوى إعداد السياسات العامة الوطنية وإعادة توجيه السياسات القطاعية التي تهم معالجة إشكالية تدبير المناخ. ودعا المجلس إلى تدارك الضعف على مستوى التدبير الترابي للمخاطر المناخية إن على مستوى التخطيط والإعداد أو استغلال البنيات التحتية، وذلك في إطار مشاريع القوانين سواء المتعلقة بالتعمير أو ذات الصلة بالادماج في مخططات التهيئة السياحية في إطار رؤية 2020 مشددا على أهمية إشراك المجتمع المدني في متابعة وتقييم السياسات العامة المحلية والوطنية وكذا على مستوى تنفيذ الالتزامات الدولية للمغرب المتعلقة بالمناخ.