رصدت وزارة الخارجية الأميركية أمس الجمعة مكافأة مالية قدرها سبعة ملايين دولار مقابل أي معلومات تؤدي للقبض على القيادي في حزب الله اللبناني سلمان رؤوف سلمان. وجاءت خطوة الخارجية الأميركية بالتزامن مع إعلان وزارة الخزانة وضع سلمان على قوائم الإرهاب الأميركية لتنسيقه التفجير الذي استهدف مقر جمعية يهودية أرجنتينية في بوينس آيرس عام 1994 أسفر عن مقتل 85 شخصا. من هو سلمان؟ يعتقد أن سلمان من مواليد 1965 أو 1963 في مدينة سان أندرس الكولومبية، ولديه اسم آخر يستخدمه هو صامويل رؤوف. يقول مسؤولون أميركيون إن سلمان لعب "دورا مباشرا في التآمر الإرهابي ضد مدنيين أبرياء في تشيليوبيرو، والذي منعته الأجهزة الأمنية بنجاح". وأشار مسؤول أميركي إلى أن سلمان "موجود في مكان ما في الشرق الأوسط"، فيما ذكرت تقارير أنه قد يكون موجودا في لبنان. سلمان عضو بارز في منظمة الجهاد الإسلامي التابعة لحزب الله، وهي وحدة النخبة التابعة للحزب وتعمل كذراع استراتيجي ووحدة عمليات في الخارج، يقودها طلال حمية المدرج على قوائم الإرهاب الأميركية منذ شتنبر 2012. يتمتع سلمان بتاريخ طويل في قيادة وتخطيط العمليات التي ينفذها حزب الله في الخارج، وأبرزها الهجوم الذي استهدف مركزا اجتماعيا يهوديا في بيونس آيرس. في أعقاب هذا الهجوم اكتشفت السلطات الأرجنتينية أن سلمان كان على اتصال مع أسد بركات المدرج على قوائم الإرهاب الأميركية بتهمة إدارة أنشطة إجرامية لصالح حزب الله في أميركا الجنوبية. كما تمكنت من العثور على أدلة تثبت أن سلمان كان ينسق عمل خلايا حزب الله النائمة في بوينس آيرس والمنطقة الحدودية الواقعة بين الأرجنتين والبرازيل وباراغواي. ومنذ دوره في هجوم بوينس آيرس، ارتفعت أسهم سلمان داخل خلال صفوف حزب الله، حيث تمكن من الفرار من الأرجنتين، ليشغل منصب عضو في وحدات النخبة التابعة لحزب الله. وخلال عمله في وحدات النخبة ركز بشكل خاص على مناطق جنوب شرقي آسيا وأميركا الجنوبية في تسعينيات القرن الماضي، ويعتقد أنه قام بزيارات عديدة إلى بنما وكولومبيا والبرازيل باستخدام وثائق سفر مزورة. ومؤخرا شغل سلمان منصب مساعد محمد حمدار المدرج على قوائم الولاياتالمتحدة للإرهاب وأحد قيادات حزب الله في بيرو (اعتقلته شرطة مكافحة الإرهاب في بيرو في أكتوبر 2014 لتخطيطه لعملية إرهابية). وبعد القبض على حمدار عثرت الشرطة في منزله على آثار متفجرات وأجهزة تفجير وغيرها من المواد القابلة للاشتعال ومواد كيميائية تستخدم في صنع المتفجرات. حمدار كان يخطط لاستهداف أماكن مرتبطة بإسرائيليين ويهود في بيرو، بالإضافة إلى مناطق تحظى بشعبية لدى السياح الإسرائيليين، وكذلك السفارة الإسرائيلية في ليما، ومؤسسات مجتمعية يهودية. بعد اعتقال حمدار اعترف بأن سلمان رؤوف سلمان هو مساعده. تشير تقارير صحفية إلى أن سلمان نجح في إنشاء شبكة متكاملة لغسيل الأموال والاتجار بالمخدرات عبر نقل كميات كبيرة منها إلى موطنه الأصلي في لبنان ومنه إلى أوروبا والشرق الأوسط.