أفادت مصادر بأن الرئيس الكيني، ويليام روتو، من المتوقع أن يقوم بزيارة رسمية إلى المغرب بعد شهر رمضان، حيث يُنتظر أن يستقبله الملك محمد السادس. تأتي هذه الزيارة بعد عام من محاولات روتو لتحقيقها، خاصة وأنه خلال حملته الانتخابية كان من أبرز المؤيدين لموقف المغرب بشأن قضية الصحراء المغربية. وكانت زيارته المنتظرة تتضمن تدشين السفارة الكينية الجديدة في الرباط، بعد أن قام بالفعل بتعيين سفير بلاده لدى المغرب. لكن الأهمية لا تتوقف عند الجانب الدبلوماسي، إذ يُنتظر أن تشهد الزيارة انطلاقة رسمية لأحد أكبر المشاريع الاقتصادية بين البلدين، وهو مشروع مجموعة OCP المغربية في كينيا، الذي يهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي في هذا البلد الإفريقي، وسط تحديات ديموغرافية متزايدة. رغم الأهمية الاستراتيجية للمشروع، إلا أنه شهد تأخيرًا في التنفيذ، كما تأجل افتتاح السفارة الكينية في الرباط، ما دفع البعض للتساؤل عن العوامل الدبلوماسية التي قد تكون وراء ذلك. ويُرجّح أن يكون السبب الرئيسي مرتبطًا بالموقف المتقلب للرئيس روتو تجاه قضية الصحراء المغربية. فخلال حملته الرئاسية، وعد بإعادة النظر في اعتراف كينيا ب"الجمهورية الوهمية"، وبالفعل أعلن سحب الاعتراف فور انتخابه، لكنه سرعان ما تراجع عن قراره في اليوم التالي بسبب ضغوط داخلية وخارجية. زيارة روتو للمغرب، إذا ما تأكدت رسميًا، قد تكون مؤشرًا على استعداد نيروبي لتصحيح موقفها بشكل نهائي، وهو ما قد يعيد العلاقات المغربية الكينية إلى مسارها الطبيعي. تعكس هذه التطورات النهج الذي يتبناه المغرب في تعاونه مع الدول الإفريقية، وفق رؤية الملك محمد السادس التي تركز على شراكات استراتيجية قائمة على مبدأ "رابح-رابح"، حيث تجمع بين المصالح الاقتصادية والتقارب السياسي لتعزيز الاستقرار والتنمية في القارة.