في أول تجمّع انتخابي له منذ إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن انسحابه من السباق الرئاسي ودعمه لترشيح نائبته، وصف الرئيس السابق دونالد ترامب، يوم الأربعاء، نائبة الرئيس كامالا هاريس بأنها "يسارية متطرفة". جاءت تصريحات ترامب خلال خطاب ألقاه أمام حشد من مؤيديه في ولاية فلوريدا، حيث سعى لاستغلال انسحاب بايدن من السباق لتعزيز موقعه في السباق الرئاسي المقبل. في خطابه، اتهم ترامب كامالا هاريس بأنها تمثل "أجندة راديكالية" تتعارض مع قيم ومصالح الأميركيين. وأشار إلى سياسات هاريس الداعمة لزيادة الضرائب وإصلاح نظام الرعاية الصحية كأمثلة على توجهاتها اليسارية. وأضاف أن اختيار بايدن لها كنائبة كان "خطأً كبيرًا" وأنها لن تكون قادرة على قيادة البلاد في الاتجاه الصحيح. ترامب لم يكتفِ بانتقاد هاريس فقط، بل هاجم أيضًا إدارة بايدن وسياساتها، مشيرًا إلى تراجع الاقتصاد الأميركي وزيادة التضخم وارتفاع أسعار الوقود كأدلة على فشل الإدارة الحالية. وأكد أن انتخاب هاريس سيكون استمرارًا لهذه السياسات الفاشلة. على الجانب الآخر، ردت حملة هاريس على تصريحات ترامب بأنها تعكس "يأسه المتزايد" و"عدم قدرته على تقديم رؤية مستقبلية واضحة للبلاد". وأشارت الحملة إلى أن هاريس، كنائبة للرئيس، أظهرت قدرة على القيادة واتخاذ القرارات الصعبة، وأكدت على أهمية استمرار الإصلاحات التي بدأت في عهد بايدن. يذكر أن بايدن أعلن دعمه لترشيح هاريس خلال خطاب في البيت الأبيض، مشيرًا إلى أنها "قائدة قوية" وقادرة على مواجهة التحديات التي تواجه الولاياتالمتحدة. وأضاف بايدن أن قراره بالانسحاب من السباق الرئاسي جاء بعد تفكير طويل ومناقشات مع عائلته ومستشاريه، وأنه يعتقد أن الوقت قد حان لتمكين جيل جديد من القادة. مع تصاعد التوترات السياسية في البلاد واقتراب موعد الانتخابات، يتوقع المحللون أن تزداد حدة التصريحات والهجمات المتبادلة بين المرشحين. وفي هذا السياق، يسعى ترامب لتوحيد صفوف الحزب الجمهوري خلفه، بينما تركز هاريس على كسب ثقة الناخبين وتعزيز دعم الحزب الديمقراطي. يظل المشهد السياسي الأميركي مليئًا بالتحديات والتغيرات، ومع اقتراب موعد الانتخابات، ستتضح أكثر ملامح السباق الرئاسي والصراع على قيادة الولاياتالمتحدة في الفترة القادمة.