صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، أصحاب الجلالة والسمو، أصحاب الفخامة والمعالي، السيدات والسادة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، بداية وقبل كل شيء، أتشرف بأن أنقل تحيات وتقدير صاحب الجلالة الملك محمد السادس – نصره الله – إلى أخيه صاحب الجلالة، الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة. كما أتشرف بأن أنقل تحيات وتقدير جلالته إلى فخامة السيد عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، وإلى معالي السيد Antonio Guterres، الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة، حضرات السيدات والسادة، إن ما يحدث في غزة ليس مجرد أرقام مهولة لعدد الضحايا المدنيين، ودمار واسع النطاق أو تقارير عن فظاعة الوضع على الأرض؛ إن ما يحدث في غزة هو مأساة إنسانية حقيقية منقطعة النظير، لأزيد من 2.3 مليون شخص في القطاع يعيشون ظروفا لا يحتملها بشر. ومع استمرار الحصار المطبق على غزة وتقييد وصول المواد الإغاثية، يصبح العيش في هذا المكان، الأكثر اكتظاظا في العالم، جحيما لا يطاق، في ظل غياب الأمن وفرص الحصول على الماء والغذاء والدواء. ومن منطلق مسؤولية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، كرئيس للجنة القدس، فقد أمر جلالته بإرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى أشقائنا الفلسطينيين في غزة وفي القدس، وتقديم منح دراسية إضافية للطلبة الذين يتابعون دراستهم في المعاهد والجامعات المغربية. وتجدد المملكة المغربية في هذه المناسبة، استعدادها التام لمواصلة تقديم العون والدعم للأشقاء الفلسطينيين. حضرات السيدات والسادة، إن المساعدات الموجهة لإنقاذ الأرواح وإغاثة المستضعفين، يجب ألا تكون – بأي شكل من الأشكال – رهينة للسياسات والصراعات. وقد شدد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في غير ما مرة، على أهمية التحرك العاجل لضمان وصول المساعدات الإنسانية بانسيابية وبدون قيود، ومن جميع المنافذ، من أجل إنهاء هذه المأساة الإنسانية. وفي هذا الصدد، تؤكد المملكة المغربية على ضرورة تمكين الوكالات الأممية العاملة في المجال الإنساني، وخاصة منظمة الأونروا، من القيام بالمهام المنوطة بها بدون عوائق. فهذه المنظمة أثبتت على مدى عقود أنها شريان الحياة الذي يمد الفلسطينيين بالمساعدات الأساسية. كما أن المملكة المغربية، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تدين وترفض بشدة محاولات التهجير القسري واستهداف المدنيين في أي ظرف وكيفما كانت الدوافع والمبررات. صاحب الجلالة، أصحاب الجلالة والسمو، أصحاب الفخامة والمعالي، السيدات والسادة، إن الحلول العسكرية لن تجلب السلام أو الاستقرار. والاستمرار في إدارة الصراع بدون أفق معقول للحل، لن يجلب الأمن المستدام. ولقد أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس – نصره الله، في أكثر من مناسبة، موقف المملكة المغربية الراسخ من عدالة القضية الفلسطينية ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حل الدولتين، وأن الحوار والتفاوض هما السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم وعادل وشامل لتجنب تكرار مثل هذه الكارثة الإنسانية. في هذا السياق، فإن المملكة بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله تجدد دعمها لكل المبادرات والمقترحات الهادفة إلى وقف إطلاق النار الدائم في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، وتدعو إلى التعامل معها بجدية وإيجابية، حقنا للدماء والعمل على خلق الظروف الملائمة لتجسيد حل الدولتين. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.