تألق الكرة المغربية، في السنتين الأخيرتين، على الصعيد القاري، لم يرُق لبعض القوى في القارة السمراء، تصنف في خانة "الحرس القديم"، كانت، لأزيد من 20 سنة، تحصر النجاحات لصالحها فقط، عبر أساليب وممارسات غير مشروعة، كما لم يرقها، أيضا، التوغل المغربي، بقيادة فوزي لقجع، في مختلف أجهزة القرار في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف". ويبدو أن المغرب أصبح مزعجا جدا لهذه التيارات، الموالية لنظام الحكم السابق تحت رئاسة الكاميروني عيسى حياتو، وهو النظام ذاته الذي مازالت تلاحقه، إلى اليوم، تهم الفساد، ورغم ذلك، لم يضع أسلحته بعد، ويتطلع للعودة لسدة الحكم، لهذا يعارض الدور الريادي الذي يقوم به المغرب على الصعيد القاري، خاصة فيما يتعلق بمحاربة الفساد، ويضع أمامه ألغاما ويرميه بسهام الغدر والخيانة، في محاولة منه لسحب البساط من تحت أقدامه، وبالتالي استعادة سلطته وهيمنته. حملة مزدوجة ضد لقجع وبركان يبدو أن بلوغ الوداد الرياضي ونهضة بركان الدور النهائي لمسابقتي دوري أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية، على التوالي، أجج غضب التيار المعارض لتألق الكرة المغربية، إذ أن بعض التقارير الإعلامية، التونسية والمصرية، لم تتوان في إعلان حرب، بلا هوادة، على الكرة المغربية. التونسيون لم يتقبلوا تأهل نهضة بركان إلى نهائي كأس الكونفدرالية، على حساب فريقهم الصفاقسي، حين فاز أمامه بثلاثة أهداف "نظيفة"، وهاجموا الحكم ماخيتي نداي، ودخل وديع الجريء، رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم، على الخط، محاولا الضغط على المغرب، قبل أن يتراجع عن موقفه حين اضطلع على تقرير حكم المباراة، مقدما اعتذاره لفوزي لقجع عما بدر من لاعبي الصفاقسي بعد نهاية المباراة إياها. أكثر من ذلك، أنشأ التونسيون حسابات وهمية، على موقع التواصل الاجتماعي، باسم فوزي لقجع، تتضمن توجيه الأخير لشتائم في حق جمهور وفريق الترجي. حملة ضد الوداد فتحت بعض صفحات مشجعي الترجي التونسي، النار على فريق الوداد الرياضي، ودخلت، مبكرا، مرحلة "التسخينات"، لاستقبال أنصار القلعة الحمراء في "ملعب رادس"، ب"مجزرة". وانتشرت في مختلف الصفحات المساندة للترجي التونسي، "تدوينة" جاء فيها: "ليعلم كل مغربي، وكل ودادي، أن مباراة الذهاب التي ستلعب في المغرب، لو يصير أي استفزاز أو اعتداء على جمهور الترجي أو اللاعبين، فستكون مجزرة في مباراة الإياب في رادس، نحن لا نهدد، نحن لا نخاف من أحد إلا من الله، الصورة وحدها تكفي، واسألوا عن جمهور الترجي". البعض اعتبر هذه التدوينة، استفزازا لجمهور الوداد، وأنه ليس الغرض من التدوينة تنبيه الأخير، بل دفعه لارتكاب أفعال شغب في حق الجمهور التونسي، حتى يكون الفريق الأحمر أمام فوهة مدفع الاتحاد الإفريقي "كاف". حملة "فرعونية" ضد لقجع البداية كانت حين أعفي المصري عمرو فهمي من منصبه كاتبا عاما للاتحاد الإفريقي، بسبب سوء السلوك، وعين محله المغربي معاذ حاجي، وقتها، ثارت ثائرة المصريين، واعتبروا أن الجهاز القاري، أصبح لعبة في أيدي المغرب، وأن المغاربة، يتجهون إلى السيطرة على كل أجهزته. وفي هذا السياق، اعتبرت بعض المنابر، أن فوزي لقجع، يعتبر "الرجل القوي" في الاتحاد الإفريقي، وأنه هو من يحرك دواليب "الكاف"، وبات المرشح الأول لخلافة أحمد أحمد، الرئيس. رئيس الزمالك يهدد لقجع مرتضى منصور، رئيس الزمالك المصري، انضم إلى حملة مهاجمة المغرب، إذ أنه استغل التقارير الإعلامية التونسية التي وجهت اتهامات، بالجملة، لنهضة بركان، ليوجه، بدوره، تحذيرات لفوزي لقجع، من وقوع أفعال مماثلة في مباراة نهائي كأس الكونفدرالية، المرتقب بين الفريقين. وقال المتحدث ذاته مخاطبا فوزي لقجع: "ما أريد أن أقوله لك، هو أن الزمالك ليس الصفاقسي التونسي، نحن نتعامل مع الشعب المغربي بمنتهى الاحترام والأدب، والشعب المغربي أيضا عاشق لمصر، كما الشعب المصري عاشق لمصر، لكن الحكم الذي ستختاره لإدارة مباراة نهضة بركان والزمالك، لا أعتقد أن أحمد أحمد، رئيس الاتحاد الإفريقي، سيوافق عليه، لأن فريق نهضة بركان، ليس في حاجة لأحد لكي يساعده". وأضاف المتحدث ذاته، أنه في حال قام نهضة بركان بممارسات غير رياضية في حق فريقه، خلال مباراة ذهاب كأس الكونفدرالية الإفريقية، في مدينة بركان، فإن فريقه سيرد بالمثل في مباراة الإياب، مبرزا: "إذا كنا نعامل مع أولاد المغرب، هنا في الزماك، بمنتهى الاحترام والحب، فنتمنى أن يلقى أولادنا معاملة بالمثل في المغرب.. المعاملة ستكون بالمثل". لقجع يخرج عن صمته أدرك فوزي لقجع، أنه بات مطالبا بالرد على الاتهامات الموجهة لشخصه ونهضة بركان، والدفاع عن الكرة المغربية، وقال، في تصريح صحفي: "إذا أرادوا فتح نقاش حول التحكيم، مرحبا، لكي نرى من استفاد من التحكيم للفوز بالألقاب منذ 20 سنة، على مستوى المنتخبات والأندية". وقال لقجع، إنه إذا كان مرتضى منصور، يشكك في نزاهة الأهداف الثلاثة التي أحرزها فريقه في مرمى الصفاقسي، في نصف نهائي كأس الكونفدرالية، فكان حريا به لو يفتح النقاش، أيضا، حول الهدف الذي أحرزه حسنية أكادير في مرمى فريقه، في الدور ذاته، ولم يحتسبه الحكم، رغم أن الكرة تجاوزت خط المرمى بأمتار، مبرزا: "من يريد أن يعطينا الدروس والموعظة، يجب عليه، أولا، أن لا يسمح بأخطاء تحكيمية منحت فريقه التأهل إلى النهائي". لقجع يرد بقوة بعث لقجع بمجموعة من الرسائل إلى "الحرس القديم"، الذين مازالوا يحنون إلى ممارساتهم "البائدة" في القارة الإفريقية، مذكرا إياهم بماضيهم "الأسود"، وكيف عاثوا فسادا في القارة السمراء، وتلاعبوا بالتحكيم لصالح فرقهم ومنتخباتهم. وفي حديثه عن التحكيم في القارة الإفريقية، وما يصاحب ذلك من جدل، قال لقجع، وهو يرد على تحذيرات مرتضى منصور، إن لجنة التحكيم في الاتحاد الإفريقي، كان يرأسها، قبل 20 سنة، التونسيين والمصريين، والآن يرأسها الجيبوتي سليمان وابيري، مشيرا إلى أنه من منطلق حرصه الشخصي على عدم تكرر أخطاء الماضي، بادر إلى اقتراح اعتماد تقنية حكم الفديو المساعد "الفار" في نهائي دوري أبطال إفريقيا المرتقب بين الوداد الرياضي والترجي التونسي، وقال: "ليس المغرب من استفاد قبل 20 سنة من الفوز بالكؤوس والألقاب، ما أعرفه أنه طيلة هذه المدة لم نفز بأي لقب، وما أعرفه أيضا، أن أي مسؤول يرأس لجنة ما، سيعمل على مد يد العون، بطريقة أو أخرى، لفرق ومنتخبات بلاده، وإذا أراد مرتضى منصور أو غيره فتح نقاش، بمختلف تجلياته، في هذا الموضوع، فأنا موجود". وختم فوزي لقجع تصريحه قائلا إنه لا يتقبل التهديد، لأنه، أيضا، لا يهدد أحدا، داعيا مرتضى منصور إلى تطوير أساليبه في ممارسة الضغوط النفسية، "حتى يساير مستوى وطموح وموقع الزمالك". عودة الهيبة للكرة المغربية منذ انتخاب فوزي لقجع، رئيس جامعة الكرة، عضوا في المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي، في 16 مارس 2017، وانتشار مجموعة من الأسماء المغربية في مختلف أجهزة القرار في الاتحاد الإفريقي، استعادت الكرة المغربية جزءا من هيبتها، وصارت محمية من ظلم التحكيم في المنافسات القارية بعدما عانت منه لعشرات السنين. وكان من نتائج استعادة الهيبة القارية، تتويج الوداد الرياضي بدوري أبطال إفريقيا سنة 2017، وبلوغه المباراة النهائية لهذه السنة، والمرتقبة أمام الترجي التونسي، إضافة إلى تتويج الرجاء البيضاوي بكأس السوبر الإفريقي، وتتويج المنتخب المحلي بكأس إفريقيا، وتأهل نهضة بركان للمباراة النهائية لكأس الكونفدرالية، للمرة الأولى في تاريخه، وفوز المنتخب الوطني لأقل من 15 سنة بكأس شمال إفريقيا. المغرب يعود لمكانته "الأفريقية" بعدما كانت تقتصر على عضو واحد فقط، عادت، التمثيلية المغربية في الاتحاد الإفريقي لمكانتها الطبيعية، في السنتين الأخيرتين، إذ أن فوزي لقجع، إضافة إلى انتخابه في المكتب التنفيذي، يشغل، أيضا، منصب نائب الرئيس، وعضوا في لجنة الطوارئ، ورئيسا للجنة المالية. وإضافة إلى فوزي لقجع، أصبح المغرب ممثلا، في الاتحاد الإفريقي، بكل من سعيد الناصيري، رئيس الوداد، في لجنة الأندية والرخص، ومصطفى حجي في لجنة المنظمة لبطولات الشباب، ونوال المتوكل، عضوا باللجنة المنظمة للبطولات النسوية، ويحيى حدقة عضوا بلجنة الحكام، وناصر لارغيت، المدير التقني السابق للجامعة، في لجنة التقنية، وعبد الرزاق هيفتي، طبيب المنتخب الوطني، عضوا باللجنة الطبية، محمد مقروف، الناطق الرسمي باسم الجامعة، ضمن أعضاء اللجنة الإعلامية، وسعيد بلخياط في اللجنة بلجنة تنظيم نهائيات كأس إفريقيا للأمم، وحمزة حجوي، في منصب عضو بلجنة بطولة إفريقيا للاعبين المحليين.