لم تستثني هراوات القوات الأمنية الفرنسية أحدا، حتى الصحفيين تعرضوا للتنكيل والقمع خلال تغطيتهم للاحتجاجات المتواصلة في مختلف أنحاء باريس ضد اصلاح نظام التقاعد، الذي ينوي الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، تنفيذه ضدا على إرادة الشعب الفرنسي. وأظهر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، تعرض الصحفي ومراسل موقع "لوب سايدر"، عمار تاواليت، لاعتداء باستعمال الغاز المسيل للدموع، على يد القوات الأمنية المعروفة ب" Brav-M" في ساحة "فاندوم" إحدى أشهر الاماكن في العاصمة باريس، وذلك حينما كان يزاول نشاطه المهني. ولم يمنع ادلاء الصحفي عمر تاواليت، بصفته وبطاقته الصحفية، القوات الأمنية الفرنسية من الاعتداء عليه، بعدما رفض مغادرة مكان الاحتجاجات متمسكا بحقه في التغطية الصحفية للاحتجاجات، غير أن القوات الأمنية الفرنسية كان لها رأي آخر، واعتدت عليه باستعمال الغاز المسيل للدموع، مثلما فعلت مع صحفيين آخرين منعتهم من تغطية الاحتجاجات المتواصلة بمختلف أرجاء فرنسا. هذا، وقد حذرت منظمات حقوقية دولية من تدهور أوضاع حقوق الانسان في فرنسا بسبب قمع القوات الفرنسية للمحتجين، حيث أكدت منظمة العفو الدولية، إن آلاف المتظاهرين السلميين في فرنسا تعرضوا "لحملة قمع مشددة"، مستنكرة استخدام القانون من طرف السلطات "للمساس بحقوق المواطنين وتكميم أفواههم". وتعيش فرنسا على صفيح ساخن بسبب تواصل الاحتجاجات، وفشل الرئيس ايمانويل ماكرون، وحكومته في احتوائها رغم القمع الممارس ضد المحتجين، حيث انتقدت منظمة "أمنيستي" تبني الحكومة الفرنسية المقاربة الأمنية كأداة لإسكات الغضب الشعبي وفرض مشروع إصلاحها بالقوة، الأمر الذي دفع عدد من النواب البرلمانيين الى الاستنجاد بالاتحاد الأوروبي من أجل إيجاد حل لهذه الأوضاع.