في خطوة تعكس استباقية دولة الامارات العربية المتحدة في الاستجابة الفورية كعادتها لنداءات الإغاثة الدولية بعد الزلزال العنيف الذي ضرب سوريا، وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، ستقدم الامارات مبلغ إضافي بقيمة 50 مليون دولار أميركي لإغاثة المتضررين من الزلازل في سوريا. وبالنظر الى الخسائر الفادحة التي خلفها هذا الزلزال المدمر، سيخصص 20 مليون دولار من المبلغ الإضافي لتنفيذ مشاريع إنسانية استجابة لنداء منظمة الأممالمتحدة العاجل بشأن سوريا بالتنسيق مع مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا". وفور وقوع الزلزال، بادرت دولة الامارات العربية المتحدة الى تقديم مبلغ 50 مليون دولار أميركي للمتضررين من الزلازل في سوريا، إضافة إلى 50 مليون دولار أخرى إلى تركيا، فيما لازالت المساعدات الإنسانية والاغاثية الإماراتية متواصلة، لليوم العاشر على التوالي. والى غاية اليوم، سيرت الامارات 70 طائرة إلى سورياوتركيا، حيث تم تسيير38 طائرة إلى سوريا محملة بنحو 1,243 طنا من المساعدات الغذائية والطبية، إضافة الى 2893 خيمة لإيواء قرابة 20 ألف شخص، إلى جانب إرسال فريق للبحث والانقاذ مكون من 42 شخصاً لتنفيذ مهام البحث والانقاذ في المناطق المتأثرة من الزلازل. أما تركيا، فقد استفادت من مساعدات إنسانية إماراتية، حيث سيرت الإمارات 32 طائرة تحمل الأجهزة والمواد الطبية، إضافة إلى 927 خيمة إيواء يستفيد منها قرابة 5000 شخص، إلى جانب افتتاح مستشفى ميداني في منطقة " إصلاحية " يحتوي على 50 سريراً متكاملاً بجميع المستلزمات والأجهزة الطبية وغرف العمليات وفريق طبي يضم 75 طبيباً وممرضاً، ومساعداً إضافة إلى إنشاء مستشفى آخر في منطقة هاتاي يحتوي على 200 سرير، الى جانب ارسال فريق بحث وانقاذ مكونا من 92 شخصاً لتنفيذ عمليات البحث والانقاذ في منطقة كهرمان مرعش. هذه المساعدات الإنسانية والاغاثية المقدمة الى سوريا، و تركيا، ليست بأمر جديد على دولة الامارات العربية المتحدة، حيث كانت الدولة سباقة إلى إرسال مساعدات إنسانية إغاثية للمنكوبين من هذه الكارثة، حرصا منها منذ تأسيسها على أن يكون الدعم الإنساني والتنموي جزءا أساسيا من علاقاتها الخارجية. لذلك، لا غرابة أن تتصدر الامارات، منذ سنوات القوائم العالمية لأكبر المانحين في مجال المساعدات التنموية قياسا لدخلها القومي، كما تجسّد هذه المساعدات الإنسانية والاغاثية الإماراتية الى سوريا، وتركيا، الرسالة الإنسانية للإمارات من خلاله المبدأ التاسع من مبادئ الخمسين، الذي أكد الثوابت الأخلاقية في العمل الإنساني للدولة وعدم ارتباط مساعداتنا الإنسانية الخارجية بدين أو عرق أو لون أو ثقافة. يشار الى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، كان أول زعيم عربي يجري اتصالاً بالرئيس السوري بشار الأسد لتقديم التعازي والمواساة والتعبير عن التضامن بعد وقوع الزلزال، كما كان في طليعة قادة الدول الذين أجروا اتصالاً بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان. كما اتخذت الامارات العربية المتحدة، فور وقوع الزلزال، خطوات سبّاقة تجسّد مبادرتها السريعة والفعالة لتقديم جهود الإغاثة، وتعبّر عن مواقفها الإنسانية الرائدة في الوقوف إلى جانب الأشقاء في تركياوسوريا، حيث انطلقت الجهود الإماراتية الإنسانية باتصالات تعازي ومواساة ودعم على مستوى القيادة، تلتها مساعدات عاجلة لإغاثة المحتاجين والمتضررين من تلك الكارثة. دعم انساني اغاثي اماراتي غير مسبوق، يؤكد بأن أيدي الخير الإماراتية لا حدودها لا ولا تخضع لمنطق الجغرافيا، بل هدفها خدمة الإنسانية والبشرية في المحن والأزمات، وهو النهج القويم، الذي يواصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، تكريسه يوما بعد آخر، ليضع الامارات بذلك في مصاف وصدارة الدول العالمية و لسنوات عدة، كأكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية نسبة إلى دخلها القومي.