أثار خبر وفاة الشاعر المغربي محسن أخريف، يوم أمس الأحد 21 أبريل 2019، والذى عُرف بين محبيه، بروعة أعماله الأدبية المتنوعة، حالة من الحزن الشديد، بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما أن وفاته جاءت مفاجئة وغير متوقعة. فأوخريف لم يمت بسبب معاناة مع مرض ما، أو تعرض إلى حادث سير خطير أنهى حياته، لكنه توفي بسبب صعقة كهربائية وهو يلقي كلمته أمام الملء، ففارق الحياة، في عرس ثقافي يحتفي به كل أديب وأديبة، وبدى وكأنه قدم "قربانا" له. ونعاه أصدقاؤه ومحبوه بكلمات تشهد بمسيرته الأدبية وبعطائه، لا سيما أن معظمهم جمعهتم به لقاءات أدبية وثقافية عديدة. وكتبت زميلته، الشاعرة المغربية، فضيلة وزاني توهامي، التي كانت شاهدة على وفاة محسن أخريف، على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، " كنت أسير الجلسة، وكان مكبر الصوت بيدي وكنا على وشك الانتهاء، فوجئت بالشاعر محسن أخريف يتقدم بسرعة ليمنع متطفلا من إفساد اللقاء، تناول المكبر وقبل أن يقدمه، تجمد ثم سقط على ظهره فوق الزرابي المبللة يصارع الموت". وأضافت الشاعرة، "الموت كان يطوف حول خيمتنا، ينتظر من يخطو فوق الماء ليضمه إليه". وفي تعليقها حول الحادث، كتبت عائشة بلحاج، الشاعرة والإعلامية المغربية " يوم حزين للثقافة المغربية، هل علينا أن نفقد شاعرا في ندوة لنطرح بجدية موضوع الظروف التي تقام فيها الأنشطة الثقافية في بلادنا"، وزادت،" لم أحضر عيد الكتاب في تطوان، لكنني حضرت المعرض الجهوي في طنجة، ورأيت الأسلاك المرمية على الأرض، وغياب الماء والكهرباء، والمرافق الصحية.. ما فائدة تنظيم نشاط ثقافي من دون ظروف لوجيستكية ملائمة والأدهى من دون جمهور". وشددت الإعلامية، في هذا الصدد " يجب إعادة النظر في أشياء كثيرة في المشهد، يجب أن نمنح الثقافة القيمة التي تستحق، أو نتوقف تماما عن التضحيات التي تبقي الأمر على ما هو عليه". أما محمد الخضاري، الإعلامي والباحث في السياسات العامة، فاختار التعلق حول هذا الحادث المأساوي، باستدعاء جملة مشهورة لمحمود درويش "يحبونك ميتا حادث تافه يقع لك قد يؤذي إلى حتفك"، وقال في هذا الصدد: "رحيل الشاعر محسن أخريف، بالطريقة إياها، أمس أعاد إلى فمي المذاق المر للكلمة، أتفهم الحزن الصادق للمقربين منه، ومعارفه، لكن ماذا عن المرثيات الأخرى المنافقة" وزاد، " هناك من سينبش في نصوصه كمتربص بالجثث ليبحث عن كلمة عميقة عن الموت، ومن سيدعي الحزن… الذين واللواتي يدخلونك ويخرجونك من الحياة بلا أثر، رجاء توقفوا عن بكائياتكم التي بلا معنى، لأن الحب ننشره في وجه من نحبهم في الحياة ، أما أمام الموت، فالصمت أحق وأنصع". ويشار إلى أنه يوم الحادث، كان يجرى الاحتفال بالدورة الحادية والعشرين لعيد الكتاب، بمدينة تطوان، والذي يجرى من 16 إلى 23 أبريل، وتشرف على تنظيمه وزارة الثقافة والاتصال بشراكة مع رابطة أدباء الشمال بتطوان، ودار الشعر بتطوان والجمعية الجهوية للكتبين وبتعاون مع عمالة إقليمتطوان والمجلس الإقليميلتطوان وجماعة تطوان. ويذكر أنه إثر ذلك، عملت السلطات المحلية على إخلاء محيط الساحة، فيما فتحت عناصر الشرطة تحقيقا في الموضوع لمعرفة ظروف وملابسات الحادثة. وتجدر الإشارة إلى أن محسن أوخريف (1979 – 2019)، هو شاعر وكاتب مغربي من مواليد مدينة العرائش شمال المغرب عام 1979، حاصل على الدكتوراه في الآداب، وهو رئيس رابطة أدباء الشمال بالمغرب، ومن أشهر إصداراته الشعرية "ترانيم للرحيل" (2001)، "حصانان خاسران" (2009) التي حازت على جائزة القناة الثانية الوطنية، و"ترويض الأحلام الجامحة" (2012)، وديوان «مفترق الوجود» 2019.