الحاج عبد الله كوى، أكبر مُعمّر في المغرب، يبلغ من العمر مائة وخمسة عشر سنة، ولد الحاج عبد الله سنة 1904. ويعيش بمنطقة بزو بدوار يدعى "زلكن" التابع لإقليم أزيلال. رُزِق الحاج كوى ب 12 ابنا وابنة، بالإضافة إلى 27 حفيدا وحفيدة، يحب الحاج كوى الحياة ولم يسئم منها ولا هي سئمت منه، متمسكا بها، بما تبقى له من قوة. يتمتع الحاج كوى بكل قواه العقلية، وبذاكرة قوية تحتفظ بأبرز الأحداث التاريخية التي عايشها المغرب خلال القرن العشرين، ومحتفظا بجراح فؤاده، إثر فقدان ابنه البكر، مصطفى كوى سنة 2008، وابن آخر، ميلود كوى سنة 1990. ويروي حفيده، عبد الهادي بنعمرو، في حديث ل"الدار"، ارتباط الحاج عبد الله بمسقط رأسه، والمكان الذي أفنى فيه حياته وهو يعمل كفلاح، مشددا على أنه لا يستطيع الابتعاد عن بيته، رفقة أبناءه وأحفاده، في ظروف يصفها بالبسيطة ويطغى عليها طابع الفقر. ويشهد له حفيده، بقوة بصره وسمعه، وقدرته على استيعاب الأحداث الرائجة حوله، رغم أنه طريح الفراش منذ سنوات، مشيرا إلى انه كان مؤذنا في المسجد، إلى غاية حادث سقوطه وإصابته على مستوى الورك، إذ خضع بعدها إلى عملية جراحية سنة 2017. ومنذ ذلك الحين لم يحرك ساكنا". يصف عبد الهادي. وأعلن حفيده، في ختام حديثه، أن جده شارك في الحرب العالمية ضمن صفوف الجيش الفرنسي سنة 1944، ولم يستفد من أي تعويض مادي، رغم مراسلته سنة 2006 مركز قدماء المحاربين بفرنسا إلا أنه لم يتلق أي رد.