استقبل رئيس مجلس المستشارين السيد النعم ميارة يومه الأربعاء 20 يوليوز 2022 بمقر المجلس السيد عمر فاروق دوغان السفير المفوض فوق العادة لجمهورية تركيا لدى صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله. وخلال هذا اللقاء تناول الطرفان عدة موضوعات تهم مجالات التعاون الثنائي وسبل الرقي به وإعطائه زخما متجددا ليكون في مستوى ما يجمع البلدين الصديقين من عرى وثيقة وروابط إنسانية وتاريخية متينة. وفي هذا الإطار، سجل السيد النعم ميارة ما يطبع العلاقات الثنائية بين البلدين من قيم وقواسم مشتركة توحد الشعبين الصديقين، مشيرا بالخصوص إلى جودة العلاقات السياسية التي تعكسها المواقف التركية الإيجابية تجاه القضايا المغربية العادلة وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية للمملكة. كما شدد السيد النعم ميارة على أهمية بذل مزيد من الجهود لتطوير العلاقات الاقتصادية والمبادلات التجارية بين البلدين اللذين يربطهما اتفاق للتبادل الحر، بالنظر إلى ما يزخران به من مؤهلات وإمكانيات واعدة وما يوفرانه من سوق استهلاكية واسعة. وهذا الصدد عبر عن استعداد مجلس المستشارين للقيام بجميع المبادرات الكفيلة بالدفع بالعلاقات الثنائية الاقتصادية وتنويع مضمونها، خاصة وأن تركيبته المتميزة بتمثيلية نوعية لأرباب المقاولات توفر له الشروط المثلى للحضور القوي والناجع في مسلسل تعميق الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وتركيا. من جهته، وبعد أن نقل إلى السيد رئيس مجلس المستشارين تحيات رئيس البرلمان التركي ودعوته للقيام بزيارة عمل لتركيا، عبر السفير التركي السيد عمر فاروق دوغان عن اعتزازه الكبير بمستوى العلاقات المغربية التركية المتسمة على امتداد التاريخ بالإيجابية والاحترام المتبادل، واعتبر في هذا السياق أن تركيا، وانطلاقا من تجربتها التاريخية، هي الأكثر تموقعا والمؤهلة أكثر لاستيعاب وتقدير الأدوار التي يقوم بها المغرب في محيطه، وأنها على هذا الأساس تبدي دائما احتراما كبيرا للمغرب ومؤسساته. وشدد السيد السفير في نفس الوقت على أهمية تطوير هذه العلاقات وفق رؤية استراتيجية متعددة الأبعاد حتى ترقى إلى مستوى المشاعر العميقة القائمة بين الشعبين التركي والمغربي الصديقين، مشددا على ما يطبع اقتصاديات البلدين من تكامل واعتماد متبادل، كما سلط الضوء في هذا الإطار على الاستثمارات التركية، القائمة والمرتقبة، والحضور الاقتصادي الداعم والفاعل في النسيج الاقتصادي الوطني في قطاعات حيوية كاللوجستيك والنسيج وصناعة السيارات. وفي ضوء الانطلاقة الجديدة المأمولة للعلاقات الثنائية، حرص المسؤول التركي على إبراز أهمية التعجيل بإنشاء مجموعة برلمانية للصداقة والتعاون تكون قاطرة لعلاقات برلمانية ناجعة وقادرة على المواكبة الفاعلة لحيوية العلاقات الثنائية من خلال تبادل الزيارات والخبرات. ومن جهة أخرى لم يفت الجانبان التأكيد على أهمية استثمار الموقع الاستراتيجي للبلدين في خدمة شعبيهما وتلبية طموحهما المشترك في مزيد من التعاون، وكذا لعب دورهما كجسر للتقارب بين مختلف مناطق العالم خاصة في ظل المتغيرات الاستراتيجية الجارية حاليا.