أكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم الثلاثاء بالرباط، أنه بالنسبة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، فإن عمل المغرب داخل منظمة التعاون الإسلامي ينبغي أن يتسم بالتضامن وبالالتزام بشأن كافة المشاريع الأساسية للمنظمة. وأبرز بوريطة، خلال ندوة صحفية مشتركة مع حسين إبراهيم طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي عقب محادثات أجرياها، الدور والأهمية التي يوليها جلالة الملك لهذه المنظمة التي تأسست "بالتزام من المغرب". وقال إن المغرب يقدم بتوجيهات سامية من جلالة الملك، كل دعمه لولاية السيد حسين ابراهيم طه على رأس منظمة التعاون الإسلامي، ولأعماله ومشاريعه من أجل تعزيزها، مؤكدا أن المملكة مستعدة لمواكبة الأمين العام في عدد من المبادرات حتى تتمكن المنظمة من رفع تحدياتها. وقال بوريطة إن "السياق الإقليمي والدولي يطرح على الأمة الإسلامية عددا كبيرا من التحديات، معتبرا أنه من الأساسي أن تتمكن المنظمة، كأداة وفضاء للتنسيق بين الدول الإسلامية، من أن تتكيف وتتعزز لرفع ومواجهة هذه التحديات". ومن بين هذه التحديات، استعرض الوزير عدم الاستقرار السياسي، والتخلف في مجال التنمية الاقتصادية، والهجمات ضد الإسلام، وكراهية الإسلام التي تنتشر في العديد من مناطق العالم، مضيفا أن منظمة التعاون الإسلامي تضطلع بدور هام من أجل إنجاح مبادراتها. وأكد، من جانب آخر، أن صاحب الجلالة، بصفته رئيسا للجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، سيواصل العمل بالالتزام ذاته، دفاعا عن المدينة المقدسة. ولاحظ أن المغرب يعد، ومن خلال وكالة بيت مال القدس الشريف، فاعلا رئيسيا في تعزيز مقاومة المقدسيين وتمكينهم من الحفاظ على الطابع التاريخي والقانوني والإسلامي للمدينة المقدسة. وسجل، في هذا الصدد، أن المغرب يعول كثيرا على الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي حتى تكون وكالة بيت مال القدس الشريف أداة عملية فاعلة على أرض الميدان من أجل تعزيز صمود المقدسيين في هذه المدينة. وشدد على أن جلالة الملك ما فتئ يُذَكّر داخل لجنة القدس، بموقف المغرب بشأن القضية الفلسطينية، والمتمثل في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، في إطار رؤية دولتين تعيشان جنبا إلى جنب، مع دولة فلسطينية ضمن حدود يونيو 1967، عاصمتها القدس الشرقية. وأكد من جانب آخر، أن المغرب مستعد لتقاسم تجربته وخبرته مع منظمة التعاون الإسلامي في العديد من المجالات من أجل إغناء برامج التعاون التي يرغب الأمين العام في إنجازها وتطويرها لفائدة مختلف مكونات المنظمة، وخاصة المكون الأفريقي. وأبرز بوريطة، في هذا الصدد، أن نموذج التعاون الديني بين المغرب والبلدان الإفريقية وبعض البلدان الأوروبية يمكن أن يشكل نموذجا جديرا بالاستلهام بالنسبة للعمل الذي يمكن لمنظمة التعاون الإسلامي القيام به على المستوى الدولي. ومن جهته أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين ابراهيم طه أن المغرب ملتزم بتنمية إفريقيا، مبرزا أهمية الخبرات التي راكمتها المملكة في بعض الميادين بالنسبة للقارة. وقال حسين إبراهيم طه ، خلال اللقاء صحفي المذكور "إن إفريقيا بحاجة إلى خبرات المغرب، لا سيما في مجال الأمن الغذائي، مشيرا إلى أن القارة تعول كثيرا على المملكة. وأضاف أن "هناك إرادة في المغرب للمساعدة ويكون إلى جانب أشقائه" في إفريقيا، مثمنا الدور الذي تضطلع به المملكة في القارة الإفريقية. كما أشار الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إلى أن إفريقيا ، ولا سيما منطقة الساحل ، تحتاج إلى المساعدة لمحاربة الإرهاب. من جهة أخرى، أكد حسين إبراهيم طه على أهمية أن تتباحث منظمة التعاون الإسلامي مع بلدان مثل المغرب، خاصة في ظل الظروف "العصيبة للغاية" التي يمر بها العالم. كما تطرق إلى آخر مستجدات الوضع في اليمن، مشيرا إلى تحسن الأوضاع في هذا البلد بعد انخراط جماعات معينة في عملية السلام. وتناول الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أيضا الاهتمام الذي أبدته بعض الدول مثل الولاياتالمتحدة وروسيا للتعاون مع المنظمة، لا سيما في هذه الظرفية الدولية الصعبة.