من المنتظر أن يوقع مجلس المستشارين و المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، يوم غد الأربعاء بالرباط، اتفاقية تتضمن مجالات الدعم التقني وتعزيز القدرات والتكوين المستمر لإدماج الأمازيغية في أعمال البرلمان وتيسير استعمالها كلغة رسمية. كما سيقوم المجلس بتشكيل فريق عمل متخصص، بتعاون مع خبراء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، يعهد إليه بإنجاز معجم المصطلحات القانونية المستعملة في العمل التشريعي مكتوب باللغة الأمازيغية الممعيرة وبأبجدية "تيفيناغ"، كما سيعهد لنفسفريق العمل بإعداد قاعدة المعطيات ورقمنتها لتسهيل عملية الترجمة بالجلسات العمومية وبأجهزة مجلس المستشارين من وإلى الأمازيغية. ووفقا لنص الاتفاقية، الذي اطلع موقع "الدار" على نسخة منها، تهدف هذه الاتفاقية إلى وضع إطار عام للتعاون بين مجلس المستشارين والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية قصد أجرأة وتفعيل مخطط عمل المجلس المتعلق بكيفيات ومراحل إدماج اللغة الأمازيغية في أشغال الجلسات العمومية لمجلس المستشارين وأجهزته، وكذا من أجل المساهمة المشتركة في تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وتيسير استعمالها من قبَل المجلس وتذليل جميع الصعوبات التقنية المرتبطة بذلك. كمايسعى الطرفان إلى تنسيق الجهود بينهما من أجل وضع برامج مشتركة للتكوين والتكوين المستمر في مجال تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية وفي مختلف مجالات النهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين؛ كم يوثق الجانبان علاقات التعاون بينهما من خلال تبادل الخبرات والوثائق، كل في مجال اختصاصاته. وبموجب الاتفاقية سيقوم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بتقديم المساعدة اللازمة من أجل تيسير إدماج اللغة الأمازيغية بتعبيراتها اللسنية في أشغال الجلسات العمومية لمجلس المستشارين ومختلف أجهزته، وذلك وفق الكيفيات والمراحل التي يحددها مخطط عمل المجلس في هذا المجال، كما يقدّم المعهد خبراته واستشاراته العلمية والتقنية للمجلس في مجال إعداد منشورات وحوامل تواصلية باللغة الأمازيغية، ولاسيما لإنجاز معجم موحد للمصطلحات التشريعية والقانونية باللغة الأمازيغية. وتنص الاتفاقية المذكورة على أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يمكن المجلسَ من التطبيقات والبرمجيات المعلوماتية المتوفرة الخاصة بكتابة اللغة الأمازيغية بحرف "تيفيناغ"؛ كما يقوم المعهد بتزويد المجلس بإصداراته؛ كما يقدم المعهد المساعدة اللازمة في اختيار المجلس للموارد البشرية المتخصصة في مجال الترجمة من وإلى الأمازيغية؛ فضلا عن تقديم المساعدة والمواكبة اللازمتين للمجلس قصد تكوين وإعادة تكوين موارده البشرية في مختلف المجالات المرتبطة باللغة والثقافة الأمازيغيتين. من جانبه، سيكون على مجلس المستشارين تقديم المساعدة لباحثي المعهد في القيام بالأبحاث والدراسات ذات الصلة بمجالات العمل البرلماني؛ كما يمكن للمجلس أن يطلب استشارة المعهد بشأن مشاريع أو مقترحات قوانين ذات الصلة بمجالات تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكذا النهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين، وتزويد المعهد بالمنشورات التي يصدرها. وتنص الاتفاقية على أن الطرفان يتحذان بصفة مشتركة جميع التدابير التي يريانها مناسبة وفعالة من أجل ضمان تطبيق هذه الاتفاقية، كما تحدث لجنة مشتركة بين الطرفين يعهد إليها بتتبع تنفيذ ما تم إقراره من قبَل ممثلي المؤسستيْن، من إجراءات تطبيق مضامين هذه الاتفاقية وتتبعها وتقييمها وفق برنامج عمل مشترك يحدده الطرفان. يشار الى أنه يمكن تعديل أو تحيين هذه الاتفاقية بمبادرة من أحد الطرفين، و ستدخل هذه الاتفاقية حيز التنفيذ ابتداء من تاريخ التوقيع عليها من قبل الطرفيْن، ممثلا في النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين و أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. التوقيع على الاتفاقية سيتم في ختام ندوة، انطلقت أشغالها اليوم الثلاثاء، بتعاون بين مجلس المستشارين، و المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وبدعم من برنامج التوأمة المؤسساتية المغرب _الاتحاد الأوروبي وبرنامج دعم دور البرلمان في توطيد الديمقراطية بالمغرب لمجلس أوروبا، وبمشاركة خبراء من منظمة يونيسكو وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، وتتناول موضوع "مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفيات إدماجها في الجلسات العمومية لمجلس المستشارين وفي أجهزته".