أكد ممثلا طلبة الطب والصيدلة في تصريح خصا به موقع الدار، أنه لا تراجع عن مطالبهم المشروعة المتمثلة في حماية جودة الخدمات الطبية، وإنصاف الكفاءات العمومية الجادة داخل الكليات العمومية، وعدم الخلط بينها وبين خريجي التدريس الجامعي المدعوم ماليا. وانتقد كل من أنس حسونة، ممثل طلبة الطب، ونهيلة مرزوق، ممثل طلبة الصيدلة، ما وصفاه ب(القنطرة) التي تسعى الوزارة إلى إحداثها من أجل إدماج خريجي كليات الطب الخاصة داخل القطاع العمومي. وقال حسونة ممثل طلبة الطب إن وزارتي التعليم والصحة، التزمتا في محضر اتفاق 3 نونبر 2015، مع التنسيقية الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان، (بعد الإضراب التاريخي لطلبة الطب وطب الأسنان)، بمجموعة من النقط ظل معظمها حبراً على ورق، منها توسعة أراضي التداريب الاستشفائية، متسائلا في الوقت نفسه عن مدى التزام الوزارة بمحضر الاتفاق، الذي ينص على الإرتقاء بتكوين الطالب المغربي في الطب وطب الأسنان والصيدلة. موضحا أنه في السنة (2015) تم إنزال مضامين إصلاح نظام الدراسات الطبية بعشوائية وضبابية لا تزال تخيم بظلالها على الدراسات الطبية، في غياب رؤية واضحة، وبدون إشراك الطلبة. وانتقد المنحة الشهرية الهزيلة التي تصرف لطالب الطب في سنته السابعة. حيث يقضي تداريبه الاستشفائية في المستشفيات الجهوية والإقليمية، ويقوم بكل مهام الطبيب من حراسات وغيرها. ويفترض من الطالب أن يتدبر أمره في مصاريف المبيت والتغذية وباقي احتياجاته اليومية علاوة على الغياب التام لشروط السلامة. وأضاف أنس أن "الوزارة تزيد من تأزم قطاع الصحة العمومية، باقتراح إدماج طلبة الكليات الخاصة في المستشفيات الجامعية العمومية، عبر اجتياز مباراة داخلية.عوض تحسين ظروف التكوين الصحي العمومي، كما التجأت، يسجل المتحدث، "إلى تفريخ طلبة الكليات الخاصة في المستشفى العمومي". وهو ما رفضته، يوضح المتحدث، "التنسيقية الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان بتنسيق مع طلبة الصيدلة بالمغرب"، كما ترفض التنسيقية "أي قنطرة تخول لطلبة الكلية الخاصة الانتقال إلى الكلية العمومية والمستشفى العمومي من خلال التداريب الاستشفائية". وانتقد حسونة ما وصفه "بتعنت الوزارة الوصية. بإصدار النظام المحدد للدراسات الطبية في الجريدة الرسمية بشكل أحادي وبدون إشراك التنسيقية الوطنية، النظام الذي يحمل في طياته "الامتحان الوطني للتأهيل" الذي ينص على الميزة"، موضحا أن دبلوم الطبيب سيصبح بالميزة، معتبرا أن طالب البكالوريا الذي حصل على معدل جيد بميزة حسن جدا، وبعد مروره بسبع سنوات من الدراسات الطبية "العسيرة" يكافأ أخيرا بدبلوم طبيب مقبول أو طبيب لا بأس به، دون الخوض في تفاصيل المقارنة مع الكليات الخاصة، وهو ما اعتبره ضرب في كرامة طالب الطب والطبيب وضرب في مبدأ تكافؤ الفرص، وتساءل عن الهدف المستقبلي لكل أشكال الخوصصة التي بدأت تستنزف القطاع الصحي. منددا بالتأخر في افتتاح كلية الطب بطنجة، والذي تسبب في تشرد الطلبة لمدة ثلاث سنوات دون كلية ملتجئين للمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية من خلال مدرج واحد، في غياب تام لكل شروط التكوين الطبي. كما تحدث أنس عن المستشفيين الجامعيين في طنجة وأكادير، مشيرا إلى أنهما لم يريا النور، كما تحدث عن معاناة طلبة طب الأسنان وطلبة الصيدلة مع ضبابية السلك الثالث من النظام الجديد وقضية الميزة، والمعاناة التي تنزف التكوين الخاص بهما على المحك. وجدد استمرار نضال الطلبة إلى حين تحقيق مطالبهم المشروعة. محملا الوزارة كل المسؤولية لما قد تؤول إليه الأوضاع، إن لم تضع خطة ممنهجة لاسترجاع كرامة طالب الطب وطب الأسنان والصيدلة بالكلية العمومية والمستشفى العمومي. ودعا حسونة إلى إنصاف طالب الطب، الشخص الذي تعوّد على التميز في دراسته وإعطائها الأولوية القصوى، حيث حصل على شهادة البكالوريا بميزة عالية، وتمكن من اجتياز مباراة كلية الطب/ طب الأسنان والصيدلة من بين آلاف المتبارين، ليجد نفسه أمام ظروف تكوين لا ترقى لانتظاراته ولانتظارات المواطن المغربي من طبيب المستقبل. ونبّه حسونة على أن المغرب لا يزال يعاني من نقص حاد في أعداد الأطباء. لهذا تم العمل على مشروع 3300 طبيب في أفق 2020. وتزايدت أعداد الطلبة المجتازين للمباراة. لكن بدون مواكبة على مستوى بنيات الاستقبال في الكليات وفي المصالح الاستشفائية. حيث أكد معاناة الطلبة من الاكتظاظ الذي ينعكس مباشرة على جودة التكوين. من جهتها قالت نهيلة مرزوق ممثلة طلبة الصيدلة، إن فتيل نار الاحتجاج اندلعت بإضرابات محلية عن الدروس النظرية والتطبيقية والتداريب الاستشفائية. لتتحول إلى موجة احتجاجات صاخبة أمام مقر وزارة الصحة، بسبب ضرب مجانية التعليم الجامعي ومبدأ المساواة. وتأسفت مرزوق في تصريح ل"الدار"، بشأن "معاناة الطالب الذي يفني زهرة شبابه في دراسة الطب والصيدلة، لاقتناعه ورغبته في تسخير طاقته، وقته وعلمه من أجل شعبه. ويصطدم في نهاية مساره الدراسي بالحصول على دبلوم، يحصل عليه طالب آخر بكلية خاصة وبمجهود وكفاءة أقل. وأكدت أن الطلبة الصيدلانيين يرفضون إشراك طلبة الصيدلة بالقطاع الخاص في مباراة الداخلية بالكلية العمومية. وطالبت المتحدثة بالزيادة في مقاعد المباراة الداخلية وتحسين التكوين. مبرزة تقلص عدد المقاعد المخصصة لمباريات التخصص. حيث لا يتجاوز ستة في شعبة الصيدلة، وواحد بالنسبة للتخصص في البيولوجية الكيميائية. كما انتقد أرضية التكوين و العمل غير المتوفرة ، والخصاص في الأساتذة الأطر. كما انتقدت مرزوق غياب كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي عن الاجتماع الذي انعقد بعد مسيرة الخميس 14 مارس. حيث انحصر نقاش طلاب الصيدلة والطب العام وطب الأسنان مع ممثلي وزارة الصحة. وتحدثت ممثلة طلبة الصيدلة عن مشكل اختلاط النظام الجديد بالقديم، وعن إصلاح تربوي وضعته وزارة التعليم العالي دون استشارة المعنيين بالأمر.