صرح جان فرانسوا دلفريسي رئيس المجلس العلمي الذي يقدم المشورة للحكومة الفرنسية بشأن أزمة فيروس كورونا، بأن فرنسا قد تحتاج لفرض حجر صحي عام ثالث تزامنا مع العطلة المدرسية المقررة أوائل فبراير القادم، لكنه أوضح أن طبيعة هذا العزل المنتظر سيحددها السياسيون. وأضاف دلفريسي أن ظهور نسخ متحولة من الفيروس غير الوضع تماما في فرنسا التي قد تجد نفسها في موقف صعب للغاية منتصف مارس ما لم تشدد الإجراءات المتبعة. ولم يستبعد وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران الأحد تشديد الإجراءات وحتى فرض الحجر في حال تدهور الأوضاع بسبب الوباء. وتجتمع الحكومة الفرنسية الأربعاء للنظر في التطورات الصحية ومن المنتظر أن تعلن قرارات جديدة لمكافحة المرض. قال كبير المستشارين الطبيين للحكومة الفرنسية بشأن سياستها المتعلقة بكوفيد-19 الأحد إن فرنسا قد تحتاج لتطبيق حجر صحي عام ثالث ربما مع بدء العطلة المدرسية في فبراير بسبب انتشار أنواع جديدة من فيروس كورونا. وقال جان فرانسوا دلفريسي رئيس المجلس العلمي الذي يقدم المشورة للحكومة بشأن التصدي لكوفيد-19 لمحطة "بي إف إم" التلفزيونية "ربما نحتاج إلى التوجه نحو الحجر. سواء كان ذلك يتطلب فرض قيود صارمة للغاية مثل القيود الأولى في مارس أو تطبيق شكل أكثر ليونة مثل نوفمبر، فهذا قرار سياسي". وستجتمع الحكومة يوم الأربعاء لتقرير ما إذا كانت بحاجة إلى اتخاذ إجراءات إضافية. وقال دلفريسي "إذا لم نشدد الإجراءات فسنجد أنفسنا في موقف صعب للغاية ابتداء من منتصف مارس". وأضاف أنه سيكون من المنطقي جعل العزل الجديد يتزامن مع العطلة المدرسية القادمة وتمديد الإجازات لمدة أسبوع على الأقل. وقال دلفريسي إن وصول الأنواع الأكثر عدوى من بريطانيا وجنوب أفريقيا والبرازيل قد غير وضع الجائحة تماما في الأسابيع الثلاثة الماضية. وأضاف "هذه المتغيرات الجديدة تعادل جائحة ثانية". ويُرتقب هذا الأسبوع صدور قرار بشأن تأثير حظر التجوّل المفروض في البلاد التي يمكن أن تشهد إعلان "تدابير جديدة" في حال لم تنخفض أعداد المصابين بفيروس كورونا في المستشفيات وفي حال تواصل تفشي النسخ المتحوّرة من كوفيد-19. وفي مقابلة مع صحيفة "لوباريزيان" نُشرت الأحد، قال وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران إنه ينتظر "إبلاغه بآثار حظر التجول" موضحا أن ذلك سيحصل "الأسبوع المقبل". وحذر من أنه "إذا لم تنخفض الأعداد وفي حال بدأت النسخ المتحوّرة من (كوفيد-19) تنتشر في كل مكان"، فإن الحكومة "ستتخذ تدابير إضافية" من بينها "الإغلاق". وتابع "إذا رأينا أن الفيروس يبدأ بالتفشي بقوة مرة أخرى، سنغلق. سنفعل ذلك إذا لم يكن لدينا خيار" آخر مضيفاً أن الحجر الصحي العام "الذي فرضناه في أكتوبر كان مجديا. لكن يمكنني أن أقول لكم إنه ليس هناك خطة مخفية ولا سيناريو مكتوب مسبقا". ويرقد في المستشفيات الفرنسية السبت قرابة 25900 مصاب بكوفيد-19 من بينهم حوالى 2900 بحال حرجة (وبالتالي في وحدات الإنعاش). وتُعتبر هذه الأعداد مستقرة مقارنة بحصيلة اليوم السابق، بعد عدة أيام من التزايد البطيء للأعداد. وتراجع عدد المصابين في المستشفيات مطلع ديسمبر ولا يزال مذاك مستقرا ويراوح بين 24 ألفا وأقل بقليل من 26 ألفا. وأعلن قصر الإليزيه أن اجتماعا لمجلس الدفاع سيُعقد الأسبوع المقبل، في موعد لم يكُشف عنه حتى الآن. فيما يخصّ المدارس، أكد وزير التربية الوطنية جان-ميشال بلانكيه لصحيفة "لو جورنال دو ديمانش" أن "الوضع يسمح بمواصلة التعليم. لكننا يقظون". وأضاف "كل عملنا يكمن في تجنب هذه الفرضية: إغلاق المدارس، حتى لو أنها لا تزال ممكنة في حال الضرورة المطلقة. المدرسة تبقى أساسية لأطفالنا". وليل السبت الأحد، أصبح إبراز نتيجة سلبية لفحص الكشف عن الإصابة بكوفيد-19، إلزاميا للمسافرين الوافدين من دول الاتحاد الأوروبي في المرافئ والمطارات الفرنسية. ونُشر المرسوم في الجريدة الرسمية الأحد. وكان إبراز نتيجة سلبية لفحص أُجري خلال 72 ساعة قبل الرحلة، مفروضا منذ منتصف يناير على المسافرين الوافدين من دول خارج الاتحاد. ويتمّ تطبيق الإجراءات الرقابية في المرافئ والمطارات بشكل أساسي، ويبلغ عدد الأشخاص الوافدين أسبوعيا نحو 62 ألف شخص، بحسب وزير النقل جان-باتيست دجباري. إلا أنه يُستثنى من القرار العمال العابرون للحدود والنقل البري. لقاحات في مطار رواسي- شارل ديغول، أُقيمت أكشاك مخصصة لإجراء فحوص في مبنى تصل إليه الرحلات الأوروبية، لكن مصدرا في إدارة المطارات والمرافىء أوضح لوكالة الأنباء الفرنسية أن هذا التدبير الجديد "لن يغير الكثير". وقال إن معظم هؤلاء المسافرين يحملون معهم نتائج فحوصهم والآخرين يمكن أن يجروا فحصا فوريا في المكان و"الأمر المجهول الوحيد سيكون فترة الانتظار". على صعيد اللقاحات، أكد رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس السبت أن البلاد تجاوزت عتبة مليون شخص ملقّح ضد كوفيد-19، على الأقل بالجرعة الأولى. وكان قد حُدّد موعد تجاوز هذا العدد في نهاية الشهر الحالي، إلا أنه تم تخطيه بعد أربعة أسابيع من بدء حملة التلقيح في فرنسا. المصدر: الدار- أف ب