نشرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية المعروفة اختصارا ب"CIA" خريطة محينة للمغرب تشمل أقاليمه الصحراوية، تفعيلا لقرار أمريكا بالاعتراف بمغربية الصحراء، وكذلك لإعطاء الأثر العملي والقانوني لهذا القرار التاريخي. واعتمدت الCIA على موقعها الالكتروني خريطة المغرب كاملة في الورقة التعريفية بالمملكة، وهو اجراء بدأت المؤسسات الأمريكية في القيام به في اطار ملاءمة معطياتها حول الدول مع القرارات الرسمية التي تتخذها الإدارة الأمريكية في قضايا مختلفة في علاقاتها الاستراتيجية مع بلدان العالم. وبهذه الخطوات العملية والقانونية يصبح قرار إدارة الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، يكتسب قوة الشيء المقضي به، وفي ذلك أكبر رد على المروجين لأسطوانة إمكانية تراجع إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن على قرار سلفه دونالد ترامب. ويتزامن اعتماد وكالة الاستخبارات المركزية لخريطة المغرب كاملة بصحرائه مع افتتاح قنصلية الولاياتالمتحدةالأمريكية بمدينة الداخلة المغربية، يوم الأحد المقبل، كما يتزامن قرار الCIA، أيضا مع الصفعة الجديدة التي تلقاها النظام العسكري الجزائري، عندما فشل في دفع واشنطن الى التفكير في تغيير موقفها من الصحراء مع الإدارة الجديدة للرئيس بادين. و لم يرق الموقف الداعم للمغرب وقضية الصحراء المغربية، ومبادرة الحكم الذاتي، الذي عبر عنه ديفيد شنكر، مساعد كاتب الدولة الأمريكي للشؤون الخارجية وشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا، النظام العسكري الجزائري، اذ قال وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم، أمس الخميس بالجزائر العاصمة، ان " الجزائر تنتظر من الولاياتالمتحدةالأمريكية "الحياد الذي تقتضيه التحديات الراهنة" من أجل احراز تقدم في قضايا السلام على الصعيدين الإقليمي والدولي". ورغم كل المحاولات اليائسة من النظام العسكري الجزائري لتقديم تنازلات كبيرة للإدارة الأمريكيةالجديدة بقيادة جو بادين، لدفعها للتراجع عن قرارها التاريخي بالاعتراف بمغربية الصحراء، ومنها منح جزء من إنتاجها النفطي للشركات الأمريكية و استعدادها للتدخل ميدانيا لمحاربة "جماعاتها" الإرهابية بمنطقة الساحل، الا أن "ديفيد شنكر جدد خلال لقائه مع وزير الخارجية الجزائري، موقف الولاياتالمتحدة المعترف بمغربية الصحراء، و الداعم لمقترح الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع المفتعل في إطار السيادة المغربية، و كذا قرب افتتاح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة المغربية. وكان حلف الشمال الأطلسي "الناتو" قد أعلن اعتماد الخريطة الكاملة للمغرب بصحرائه، مما يؤكد على المكانة الاعتبارية الكبيرة اتي تحظى بها المملكة المغربية كحليف استراتيجي رئيسي للحلف، خصوصا في المجالات المتصلة بمحاربة الإرهاب والتطرف العنيف، واستتباب الأمن والاستقرار بشمال افريقيا، التي تعرف نشاط جماعات متطرفة تابعة للكيان الوهمي.