تتوقع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء-سطات، أن يرتفع العدد الإجمالي للأطفال في وضعية إعاقة المتابعين لدراستهم بالمؤسسات التعليمية الدامجة بالجهة، إلى أربع آلاف طفل مع متم الموسم الدراسي 2020-2021، مقابل 2653 طفل في الموسم الماضي. ولتيسير اندماج هذا العدد، المتزايد بنسبة تفوق 33 في المائة، وتمكينه من التعلم واكتساب المهارات والكفايات اللازمة في إطار تكافؤ الفرص في ولوج نفس البيئة المدرسية، فإن هناك توجها لنقل عدد المؤسسات التعليمية العمومية الدامجة من 444 مؤسسة فيما قبل إلى 700 مؤسسة بالنسبة للسنة الجارية. ولمواكبة هذا التصور المستقبلي أبرز ساخي عثمان رئيس مصلحة التربية الدامجة بالأكاديمية المذكورة أن مكاتب التربية الدامجة التابعة للمديريات الإقليمية 16 للتربية والتكوين على مستوى الجهة، مطالبة في هذا الشأن بتنزيل مضامين المشروع 4 المتعلق بتمكين الأطفال في وضعية إعاقة أو وضعيات خاصة من التمدرس (اللاجئين والعائدين من ديار المهجر..)، وذلك تفعيلا لمقتضيات قانون الإطار 17-51 للتربية والتكوين المتضمن لسلسلة من التدابير والإجراءات العملية على الصعيدين المؤسساتي والبيداغوجي. ولإنجاح هذا المشروع التأهيلي أكد ساخي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على ضرورة انخراط الجميع كل من موقعه في التعبئة والتحسيس بطبيعة وأهداف التربية الدامجة لتحفيز ذوي الإعاقة على الالتحاق بمؤسسات التربية والتعليم المسخرة لتكييف التعلمات وطرائق وتقنيات العمل والمراقبة المستمرة والامتحانات الإشهادية مع قدراتهم وخصوصيات إعاقاتهم المختلفة بما فيها التوحد، والإعاقة الذهنية، والسمعية، والبصرية ، والشلل الدماغي الحركي، واضطرابات التعلم. وبالموازاة مع ذلك، كما قال ، ستعزز المؤسسات التعليمية على مستوى الجهة بعدد من "قاعات الموارد للتأهيل والدعم"، التي من المرتقب أن ينتقل عددها من 101 قاعة في السنة الماضية إلى 200 قاعة برسم الموسم الحالي، والتي تسهر عليها فرق متعددة الاختصاصات تضعها الجمعيات الشريكة رهن إشارة المؤسسة، حيث تجمع بين الدعم الطبي والشبه الطبي والدعم السيكولوجي والسيكوسيولوجي إلى جانب الدعم البيداغوجي. ويذكر أن الجمعيات الفاعلة في هذا المجال على مستوى الجهة تعد حاليا بما يربو عن 100 جمعية، تعمل27 منها في إطار اتفاقية مع الأكاديمية، و37 من خلال اتفاقيات مع المديريات الإقليمية، و16 في ظل اتفاق مباشر مع المؤسسة التعليمية، فيما تحصل 22 من الجمعيات على تراخيص للعمل داخل المؤسسات التعليمية. وفي السياق نفسه سيتم توسيع العرض المدرسي على مستوى الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الدارالبيضاءسطات، حسب ساخي، بتعميم الولوجيات والمرافق الصحية على 700 من المؤسسات التعليمية بشكل يتلاءم مع حاجيات مرتديها من هذه الشريحة المجتمعية، دون إغفال عامل الحكامة الجيدة في التسيير بشقيه الإداري والتربوي. وإسهاما في تطوير النموذج البيداغوجي فالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين تراهن على تكوين نحو 5 آلاف من الأساتذة إسهاما منها في ملاءمة خدمات المؤسسات التعليمية مع متطلبات التربية الدامجة في مختلف مراحل التعليم الأولي والابتدائي والثانوي بسلكيه، وذلك إلى جانب خدمات أخرى بما فيها الأنشطة ذات البعد الثقافي والفني والرياضي وكذا التربية على الصحة. وإلى غاية مطلع السنة الجارية فقد استفاد من التكوين في مجال التربية الدامجة أكثر من 500 من الأساتذة إلى جانب 184 من المديرين و10مفتشين، الى جانب تكوينات لفائدة الجمعيات المهتمة وأسر الأطفال المستهدفين من خلال ما يسمى بإذكاء الوعي. وانسجاما مع مرامي وأهداف مشروع التربية الدامجة، فقد نظمت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالفداء مرس السلطان والجمعيات الشريكة أسبوعا تربويا (1-5 دجنبر2020)احتفاء باليوم العالمي للأشخاص في وضعية إعاقة التي يصادف تاريخه 3 دجنبر من كل سنة وذلك تحت شعار"لن نترك أي طفل خلفنا". ولرفع هذا التحدي فقد تضمن البرنامج الاحتفالي تنظيم ورشات تحسيسية في التربية الدامجة من تنشيط مختصين في علم النفس والترويض النطق والترويض الحسي الحركي لتمكين الأطر التربوية من الوسائل اللازمة للتشخيص والتعامل مع الأطفال في وضعية إعاقة. كما تم فتح قاعات جديدة لمورد التأهيل والدعم لتأمين المواكبة النفسية والشبه الطبية للأطفال في وضعية إعاقة ولتأهيلهم من أجل الدمج ومسايرة مسارهم الدراسي على غرار أقرانهم الأسوياء بمدرستي أبي ذر الغفاري وابن خلدون وإعدادية مولاي رشيد، لتنضاف إلى باقي القاعات المحدثة خلال السنتين الماضيتين وفقا لمقتضيات البرنامج الوطني للتربية الدامجة. وبالمناسبة تم أيضا إبرام شراكتين إحداهما مع الشبكة الجهوية لخبراء التربية الدامجة بهدف مواكبة المديرية في دمج الأطفال في وضعية إعاقة ومواكبتهم وكذا تكوين جميع المتدخلين ، والأخرى مع جامعة محمد السادس لعلوم الصحة من أجل احتضان هذه الفئة من الأطفال واستقبال طلبة الجامعة بالمؤسسات التعليمية. ولفتح المزيد من قاعات الموارد للتأهيل والدعم تتطلع المديرية مستقبلا إلى إبرام شراكات أخرى في هذا الباب. وقد توجت أنشطة الأسبوع، التي تتخللها فقرات تربوية وترفيهية بمختلف المؤسسات الدامجة للأطفال في وضعية إعاقة، بندوة افتراضية تمحور موضوعها حول"الإعاقة والدمج المدرسي" بمشاركة كل من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والمديرية الإقليمية ، والجمعيات الشريكة وبعض الخبراء في هذا المجال. وتأتي هذه الأنشطة كنموذج ضمن المبادرات التي انخرطت فيها باقي المديريات الإقليمية بالجهة ، لإبراز الاهتمام الذي توليه الأطر الإدارية والتربية لإدماج هذه الفئة في الوسط المدرسي، وذلك بدعم من العديد من الفعاليات والمؤسسات من جمعيات المجتمع المدني والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتعاون الوطني وغيرهم. المصدر: الدار– وم ع