في محاولة لإخراس الأصوات التي فضحت تردي الوضع الوبائي في مخيمات المحتجزين في تندوف بالأراضي الجزائرية، شنت قيادة جبهة البوليساريو الوهمية، منذ يومبن، حملة اعتقالات ليلية، على عشرات العاملين في القطاع الصحي داخل المخيمات. كما تم استدعاء بعضهم من طرف قيادة الجبهة عقب نشرهم لمعطيات مخالفة لرواية القيادة بخصوص تداعيات جائحة كورونا على المخيمات، والحديث عن الوضع الكارثي، وتزايد أعداد الوفيات، بسبب حمى خطيرة، ذات علاقة بأعراض فيروس كورونا المستجد. وفي هذا الصدد، كشف منتدى "فورساتين"، منتدى دعم الحكم الذاتي في مخيمات تندوف، اليوم الأحد، أن الحملة التي تقودها القوات التابعة للبوليساريو، شملت أيضا بعض الصحافيين، والشباب المدونين ممن سلطوا الضوء على الواقع المرير لقطاع الصحة في المخيمات، وأطلقوا نداءات، لإنقاذ السكان، وتجاوز حالة الاستهتار، التي تتعامل بها قيادة "البوليساريو". وأشار المصدر ذاته، الى أن الحملة لم تقتصر على القاطنين في المخيمات، بل تجاوزتها، لتصل إلى الأطباء الصحراويين في الخارج، ممن تحدثوا عن الوضع الصحي الداخلي بكل شفافية. وفضحت تسريبات و تسجيلات صوتية أطلقها الأطباء، والعاملون في القطاع الصحي في المخيمات، الأرقام الحقيقية للإصابات بجائحة كورونا، وحجم الوفيات، كما فضحت هذه التسريبات رواية القيادة حول عدد الإصابات، والتحكم في الوضع، وتوفر الأدوية، والتجهيزات بالمرافق الصحية. الفيديوهات المصورة في الأيام الأخيرة أماطت اللثام عن تردي الوضع الوبائي، المتسم بالغياب التام للمعدات، والتجهيزات، التي تلقتها جبهة البوليساريو الانفصالية كمساعدات لمواجهة الوضع من طرف الدول المانحة، التي تبرعت بملايين الدولارات، وكميات هائلة من الأدوية، والأجهزة الطبية، وهي المساعدات التي لم تجد طريقها الى مكانها الصحيح. وحاول الكيان الوهمي إخفاء الأرقام الحقيقية لعدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد كوفييد19، خصوصا بعد أن دخلت عدد من المنظمات الحقوقية الدولية على الخط محذرة من تفشي الجائحة بالمخيمات، مشيرة الى أن قيادة الجبهة الوهمية تحاول تضليل الرأي العام الدولي.