يواجه الملياردير الأميركي مايكل بلومبرغ الذي يتهمه خصومه بانه "اشترى" مكانه في السباق الرئاسي، الأربعاء منافسيه المرشحين الآخرين لنيل ترشيح الحزب الديموقراطي من أجل خوض الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، خلال أول مناظرة متلفزة له في الحملة. ويتوقع ان تكون المناظرة التي تجري مساء في لاس فيغاس في ولاية نيفادا (2,00 ت غ الخميس)، حامية بين من يتطلعون إلى إلحاق الهزيمة بالرئيس الجمهوري دونالد ترامب خلال الانتخابات الرئاسية. ويقدّم بلومبرغ الذي تصنفه مجلة "فوربز" بانه تاسع أغنى رجل في العالم، نفسه على أنه المرشح القادر على استقطاب الوسط. وتكلّف حملة بلومبرغ الذي تولى رئاسة بلدية نيويورك ويدير وكالة بلومبرغ المالية مئات الملايين من الدولارات، تصرف من حسابه الشخصي. وفي عطلة نهاية الأسبوع، توجه السناتور المستقل بيرني ساندرز صاحب الحظوظ الأعلى للفوز في ترشيح الحزب الديموقراطي بحسب استطلاعات الرأي، لبلومبرغ بالقول إن "الأميركيين اكتفوا من أصحاب المليارات الذين يشترون الانتخابات". وقالت من جهتها السناتورة التقدمية إليزابيث وارن الثلاثاء "عار أن يتمكن مايك بلومبرغ من شراء مكان له في المناظرات"، واصفةً إياه ب"الملياردير المغرور". لم يشارك بلومبرغ بعد في أية جولة من الانتخابات التمهيدية، لكنه صعد إلى المركز الثالث بين 8 مرشحين في معدّلات نسب التأييد في استطلاعات الرأي الوطنية، بعد بيرني ساندرز وجو بايدن، نائب الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. وقد يرفع بايدن السقف خلال المناظرة خصوصاً بسبب الهزيمتين اللتين تعرض لهما في أيوا ونيوهامبشر. تعاني السناتورة إليزابيث وارن من انتكاسة أيضاً بحلولها رابعةً في الاستطلاعات، يليها مرشحان معتدلان حققا تقدماً مفاجئاً هما رئيس بلدية ساوث بند السابق بيت بوتيدجيدج والسناتورة إيمي كلوبوشار. بعد دخوله المتأخر في الحملة الانتخابية في نوفمبر، اعتمد بلومبرغ استراتيجية نادراً ما استخدمت في تاريخ الانتخابات التمهيدية في الولاياتالمتحدة، بقراره عدم خوض الانتخابات في الولايات الأربع التي تصوت في فبراير (أيوا، نيوهامبشر، نيفادا، وكارولاينا الجنوبية). وسيدخل السباق في 3 مارس حين ستجري الانتخابات في 14 ولايةً. معتمداً على هذه الولايات التي تضم عدداً كبيراً من "المندوبين"، يأمل بلومبرغ أن يعوض عن دخوله المتأخر، علماً أن من يحصل على غالبية المندوبين (أي 1991 مندوباً)، يفوز بترشيح الحزب. أنفق بلومبرغ، الذي تقدّر "فوربز" ثروته بنحو 60 مليار دولار، اكثر من 300 مليون دولار على الإعلانات. ويشدد المرشح على عزمه في مكافحة التغير المناخي والتصدي لعنف السلاح المنتشر في الولاياتالمتحدة. لكن الجناح اليساري من الحزب الديموقراطي غير مقتنع ببلومبرغ، وينظر بعدائية لهذا المرشح الذي كان جمهورياً، ثم مستقلاً، قبل أن ينضم للحزب الديموقراطي. وينتقد المرشحون المعتدلون بلومبرغ أيضاً لتصريحاته وسياسته السابقة التي تعدّ عنصرية. وهو يتهم بمدافعته عن الاستجوابات وعمليات التفتيش التعسفية التي تعتبر خلف تفشي التنميط العنصري في نيويورك. غير أنه يسعى إلى إلقاء الضوء على مقترحاته بشأن دعم الأقليات، وتلقى دعم نواب سود يرحبون باعتذاراته ويدعونه إلى المضي قدماً. والهدف الأساسي بالنسبة للناخبين الديموقراطيين هو اختيار مرشح قادر على هزم دونالد ترامب في 3 نوفمبر. ويرى البعض في بلومبرغ الخيار الأفضل لذلك. وسبق أن اندلعت الحرب أصلاً بين المليارديرين على مواقع التواصل الاجتماعي. ويلقب الرئيس الجمهوري المرشح الديموقراطي ب"ميني مايك" أو "مايك الصغير" للسخرية من قامته التي تبلغ 170 سم. واتهمه الثلاثاء دون دليل ب"شراء الترشيح الديموقراطي بشكل غير قانوني". يردّ بلومبرغ بالقول إن الملياردير الجمهوري يخشى مواجهته في الانتخابات الرئاسية. ويصفه ب"الرجل الذي صنع نفسه بنفسه" للسخرية من ثروته التي "ورثها عن والده وأنفقها على نحو سيء". وتعقد مناظرة الأربعاء في ولاية نيفادا الواقعة في الغرب الأميركي لأنها ستكون السبت الولاية الثالثة التي تنظم فيها جولة من الانتخابات التمهيدية الديموقراطية. ويتصدر ساندرز استطلاعات الرأي في نيفادا، يليه جو بايدن ثم إليزابيث وارن وبيت بوتيدجيدج. المصدر: الدار أ ف ب