حقق السناتور الاشتراكي بيرني ساندرز ضربة كبرى في الانتخابات التمهيدية للديموقراطيين بفوزه الواسع في ولاية نيفادا، لكن تقدمه يخلف حزبا منقسما غارقا في تساؤلات عن استراتيجيته لدحر الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في نوفمبر المقبل. وكانت النتائج جزئية الأحد غداة انعقاد مجالس الناخبين في نيفادا التي كانت ثالث محطة في الانتخابات التمهيدية الطويلة. لكن بعد فرز الأصوات في 72 بالمئة من مراكز التصويت، يبدو المرشح الذي يقدم برنامجا يميل بشكل واضح إلى اليسار، يتقدم بفارق كبير على منافسيه بحصوله على 72 بالمئة من الأصوات، مقابل 20,9 بالمئة لنائب الرئيس السابق جو بايدن و 13,6 بالمئة للمعتدل بيت بوتيدجيدج.
ووجه فريق حملة بوتيدجيدج رسالة إلى الحزب الديموقراطي في الولاية يتحدث فيها عن “مخالفات” في احتساب الأصوات. وقال ساندرز (78 عاما) أمام حشد من الناشطين مساء السبت في سان انطونيو بولاية تكساس “شكلنا تحالفا عابرا للأجيال ومتعدد الأعراق، لن يفوز بنيفادا وحدها بل سيجتاح كل أنحاء البلاد”. وبعدما كان يعتبر دخيلا على الساحة السياسية في بلد تثير لدى البعض وقائع من الحرب الباردة، بات بيرني ساندرز في موقع يسمح له بخوض السباق إلى البيت الأبيض. فقد نجح في إزالة الشكوك المرتبطة بسنه أو بحالته الصحية بعد أشهر فقط من إصابته بأزمة قلبية، ويتقدم من موقع قوة قبل “الثلاثاء الكبير” في الثالث من مارس عندما ستصوت 14 ولاية أميركية في هذه الانتخابات التمهيدية للديموقراطيين. ويكشف صعود ساندرز أيضا شروخ الحزب الديموقراطي الذي لم ينجح اي مرشح معتدل فيه حتى الآن من منافسته. حزب منقسم يثير صعود ساندرز قلقا أيضا بشأن قدرته على جمع الأميركيين بشكل واسع لإلحاق الهزيمة بترامب في نوفمبر المقبل. وقد عبر ترامب الأحد عن تهانيه لساندرز على “فوزه الكبير”، قبل أن يتوجه إلى الهند. ويسعى ثلاثة وسطيين إلى التقدم على السناتور الاشتراكي الذي يدعو إلى نظام ضمان صحي عام كامل ومجانية التعليم الجامعي. ويبدو جو بايدن الذي كانت استطلاعات الرأي ترجح فوزه في الاقتراع التمهيدي، مرتاحا للمرتبة الثانية التي وصل إليها بعد إخفاقه في ولايتي أيوا ونيوهامبشر. وهو يعتقد أنه يملك تحالفا يسمح له بالفوز بفضل شعبيته لدى الناخبين السود الذين ستكون أصواتهم حاسمة السبت المقبل في ولاية كارولاينا الجنوبية. ويأمل بايدن في فوز في هذا الاقتراع ينعشه قبل “الثلاثاء الكبير”. لكن احتمال تقدمه على ساندرز يتبخر على ما يبدو. فحسب معدل لنتائج ثلاثة استطلاعات للرأي على المستوى الوطني، لا يتعدى الفارق بين بايدن المتقدم على ساندرز، الثلاث نقاط، مقابل 12,5 نقطة قبل عشرة أيام. أما المرشح الاصغر سنا بيت بوتيدجيدج، فقد تبنى استراتيجية أكثر جرأة ضد بيرني ساندرز. فقد حذر رئيس مدينة ساوث بيند في ولاية إنديانا بشدة من خطر اختيار اشتراكي يرى في الرأسمالية “مصدر كل الشرور”. وقال بوتيدجيدج إن “السناتور ساندرز يؤمن بثورة عقائدية متصلبة تنسى كل الديموقراطيين إن لم يكن معظم الأميركيين”. وقدم الملياردير مايكل بلومبرغ تحليلا مماثلا، إذ يعتبر إن ساندرز لا يتمتع بأي فرصة للفوز على ترامب. وتخلى رئيس بلدية نيويورك السابق عن الانتخابات التمهيدية الأولى للديموقراطيين التي تجلب عددا قليلا من المندوبين وفضل التركيز على الجهود في “الثلاثاء الكبير” عندما تصوت ولايات كبيرة بينها كاليفورنيا وتكساس. “خطأ مميت” يغرق بلومبرغ صاحب تاسع أكبر ثروة في العالم، البلاد بإعلانات دعائية لحملته إلى درجة أنه سجل بعد أربعة أشهر فقط على بدء الحملة، الرقم القياسي لمرشح أميركي للانتخابات. ويحتل الرجل السبعيني المرتبة الثالثة في معدل استطلاعات الرأي على المستوى الوطني. وقال فريق حملته “سنحتاج إلى المستقلين والجمهوريين لإلحاق الهزيمة بترامب”، مؤكدا أن اختيار بيرني ساندرز لتحدي ترامب سيكون “خطأ مميتا”. ورسميا ما زال ثمانية مرشحين يتنافسون في الانتخابات التمهيدية للديموقراطيين. لكن المرشحتين العضوين في مجلس الشيوخ إليزابيث وارن وإيمي كلوبوشار اللتين حلتا في المرتبة الرابعة والمرتبة الخامسة على التوالي في نيفادا بحصولهما على 10 بالمئة وخمسة بالمئة، قد تواجهان صعوبات ومشاكل في التمويل. ويمكن أن ينسحب مرشحون آخرون في بداية مارس.