ضرب الرجاء البيضاوي بقوة وأطاح غريمه الأزلي ومضيفه الوداد البيضاوي من الدور ثمن النهائي لبطولة الأندية العربية لكرة القدم "كأس محمد السادس للأندية الأبطال"، بعدما عاد من بعيد محولا تخلفه 1-4 الى تعادل 4-4 السبت إيابا، فيما فجر مواطنهما أولمبيك آسفي مفاجأة من العيار الثقيل بإقصائه الترجي التونسي. في المباراة الأولى على ملعب "مركب محمد الخامس" في الدارالبيضاء وامام زهاء 45 ألف متفرج جاءت المباراة قمة بكل ما للكلمة من معنى، حيث قدم مناصرو الناديين ابداعات مميزة على المدرجات، انعكست على أداء اللاعبين في أرض الملعب، فقدموا مباراة تاريخية إذ قلب "النسر الأخضر" الطاولة فبعدما كان متأخرا 1-4، سجل أبناء المدرب الجديد جمال السلامي، الذي أشرف على الرجاء في أول مباراة رسمية بعدما تسلم المهمة بدلا من الفرنسي باتريس كارتيرون، ثلاثة أهداف ليدركوا التعادل وينتزعوا التأهل بجدارة وسط فرحة مجنونة.
وكان الفريقان تعادلا 1-1 ذهابا.
ولم يمهل الرجاء جاره اللدود وقتا طويلا إذ بدأ بتهديد مرماه سريعا عندما أنقذ حارس الوداد أحمد رضا التكناوتي تسديدة محسن متولي القريبة (7)، رد "وداد الأمة" بقوة اذ احتسب له الحكم المصري محمود البنا ركلة جزاء بعدما تعرض إسماعيل الحداد للعرقلة من محسن متولي، فانبرى لها محمدالناهيري بنجاح مفتتحا التسجيل.
وسيطر الفريق الأخضر على المجريات وسدد الكونغولي فابريس نغوما كرة قوية أبعدها الحارس التكناوتي (19)، وواصل الحارس الدولي التألق أمام سيل من الفرص الخضراء ومن كافة الزوايا لينتهي الشوط الأول بتفوق أحمر.
وحصل الرجاء على مبتغاه سريعا مع انطلاق الشوط الثاني اذ أدرك التعادل من ركلة جزاء بعدما اخترق متولي وتعرض للعرقلة من العاجي شيخ كومارا، انبرى لها متولي بنفسه بنجاح (49).
ودفع مدرب الوداد الصربي زوران مانولوفيتش بأيمن الحسوني، فأعاد البديل التقدم مجددا للوداد برأسية باغتت حارس الرجاء أنس الزنيتي (56)، وبعدها بدقيقتين استغل أيوب الكعبي خطأ من دفاع الرجاء وانفرد وسجل الهدف الثالث بتسديدة بعيدة (58).
وواصل فريق "القلعة الحمراء" سطوته وأضاف الهدف الرابع عبر الجناح بديع أووك الذي استفاد من تمريرة الحسوني المباغتة ليسجل في المقص الأيمن لمرمى الزنيتي (72).
وقلص البديل حميد أحداد النتيجة بعدما تابع عرضية البديل الآخر أنس جبرون الى الشباك (75)، ثم احتسب الحكم البنا ركلة جزاء ثالثة في المباراة والثانية للرجاء اثر لمسة يد على كومارا انبرى لها متولي مجددا بنجاح (89)، قبل أن يسجل الكونغولي بن مالانغو هدف التعادل والتأهل برأسية اثر ركلة حرة جانبية لمتولي (90+5).
وعلى الملعب الأولمبي في رادس، فجر أولمبيك أسفي مفاجأة كبرى بعدما أخرج الترجي، بطل دوري أبطال أفريقيا، بفوزه عليه 4-2 بركلات الترجح بعدما انتهى الوقت الأصلي بالتعادل 1-1، وهي نتيجة الذهاب ذاتها.
وقدم الفريق المغربي أداء دفاعيا قويا واعتمد على مراقبة مفاتيح لعب الترجي وتضييق المساحات أمام مهاجميه، مع الانطلاق في المرتدات السريعة، والتي اثمرت عن افتتاحه التسجيل بعدما مرر العاجي كوفي بوا كرة بينية الى المنطلق عبد الغني معاوي فسددها زاحفة غالطت الحارس التونسي معز بنشريفية (20).
وواصل الترجي سيطرته محاولا اختراق الدفاع المتراص لأولمبيك اسفي، الا ان استحواذه لم يأت بالنتيجة، فتكسرت الفرص عند أقدام المدافعين المغاربة.
وتابع الترجي اندفاعه الهجومي مع انطلاق الشوط الثاني بوجود طه ياسين الخنيسي وأنيس البدري، باحثا عن ادراك التعادل والذي تحقق سريعا بعد مرور 7 دقائق عندما سدد محمد بن رمضان كرة بعيدة ارتدت من دفاع أسفي لتتهيأ أمام الغاني كوامي بونسو الذي سددها في سقف المرمى (52).
وتابع أصحاب الأرض تفوقهم وحاولوا بشتى الطرق الوصول الى شباك الحارس المغربي مروان بساك، وسدد البدري كرة قوية لامست الشباك الجانبية (62)، وكاد بن رمضان ان يباغت مرمى الضيوف لكن كرته مرت فوق المرمى (89)، وأطاح البدري الكرة فوق المرمى من انفراد (90+1)، وسدد البديل هيثم الجويني من مشارف المنطقة الى جانب المرمى (90+5)، واشرك مدرب الترجي معين الشعباني الحارس الاحتياطي رامي الجريدي المتخصص بركلات الجزاء بدلا من بنشريفية، حيث كان لا بد من ركلات الترجيح لحسم اللقاء.
وسجل للترجي أنيس البدري وبونسو وأضاع فادي بن شوق وهيثم الجويني. وسجل لأسفي محمد المرابط ووليد صبار وزكريا الهلالي وحمزة خابا.