"هل الفار نعمة أم نقمة على الكرة المغربية؟" سؤال فرض نفسه بقوة على الشارع الكروي المغربي، بعد الأحداث المثيرة للجدل التي عرفها نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الترجي الرياضي التونسي وضيفه الوداد الرياضي. وعادت أحداث هذه المباراة، أمس الجمعة، في إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا، والتي كان بطلها الفار، لتطرح سؤالًا عريضًا، حول مدى استفادة الكرة المغربية من تقنية الفار.
وهناك إجماع كبير في الشارع الكروي للفنيين والخبراء، أن الكرة المغربية ذهبت ضحية تقنية الفار، ولم تستفد منها، سواء على صعيد المنتخب الوطني أو الأندية.
المنتخب الوطني المغربي
لم تغفل جماهير الكرة المغربية أحداث المباراة المصيرية أمام البرتغال، في الجولة الثانية من دور المجموعات بمونديال روسيا، حيث خسر الأسود المواجهة بهدف نظيف، سجله كريستيانو رونالدو، نتيجة أخطاء تحكيمية.
ورفض حكم المباراة الأمريكي مارك جيجر، العودة للفار للحسم في اللقطة التي لمست فيها الكرة يد المدافع بيبي، رغم احتجاجات اللاعبين والجهاز الفني، ومطالبتهم بالعودة لتقنية الفيديو.
وأكدت الإعادة أن الكرة فعلا لمست يد المدافع، كما أن هدف رونالدو الذي سجله في مرمى الأسود، جاء إثر خطأ عندما دفع أحد اللاعبين قبل أن يسجل بالرأس، غير أن قاعة المراجعة لم تنبه لذلك، رغم وضوحه عند الإعادة.
وفي المباراة الثالثة والأخيرة، واجه المنتخب المغربي خصمه الإسباني، وسجل الأخير هدفًا في الوقت بدل من الضائع عبر أسباس، ألغاه الحكم المساعد بداعي التسلل.
بيد أن الحكم الرئيسي، الأوزبكي رافشان إرماتوف، طلب المساعدة بالفيديو، والتي أكدت، بعد فترة توقف طويلة، أن الهدف صحيح، وتعادل به الماتادور الإسباني (2-2)، ليضيع من الأسود فوزًا مهمًا وتاريخيًا.
لم يكن الفار رحيمًا بنهضة بركان وهو يبلغ لأول مرة نهائي كأس الكونفيدرالية الإفريقية، عندما واجه الزمالك المصري الذي حسم اللقب بركلات الترجيح (5-3).
وكان الفار سببًا في إعلان الحكم الإثيوبي تيسيما عن ركلة جزاء لصالح الأبيض، بعد أن أعاد اللقطة، وتأكد له أن العربي الناجي قائد بركان قد لمس الكرة باليد.
الفار أيضا تسبب في أن ينهي الفريق البركاني المباراة ب10 لاعبين، حيث عاد تيسيما للفيديو، ليتأكد له اعتداء المدافع عمر النمساوي على المصري محمود "كهربا"، ليشهر الكارت الأحمر للاعب بركان.
واحتجت مكونات نهضة بركان، على بعض الحالات التي لم يستفد منها فريقهم من الفار، كحالة لابا كودجو ومطالبته بركلة جزاء.
كما اعتبرت أيضا أن الحارس الزمالكاوي محمود عبد الرحيم "جنش"، اعتدى بالرأس على الهيلالي، وهي حالة في رأي البركانيين كانت تستوجب الاستعانة بالفار لطرده مباشرة.
الوداد الرياضي
تواصلت نقمة الفار على الكرة المغربية، في نهائي دوري أبطال إفريقيا، سواء في الذهاب أو الإياب.
وكانت مواجهة الذهاب التي أجريت في ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط وانتهت بالتعادل (1/1)، مسرحًا لقرارات مثيرة للجدل، ذهبت على إثرها الكرة المغربية ضحية الفار.
ولم يحتسب الحكم جهاد جريشة هدفًا مشروعًا للوداد، بعد عودته للفار، مستندًا في قراره أن الكرة لمست يد أحد لاعبي الوداد قبل تسجيل الهدف.
كما طالب الوداد في نفس المباراة، بركلة جزاء بعد أن لمست الكرة يد أحد لاعبي الترجي، غير أن عودة جريشة لتقنية الفار، لم تكن كافية لاحتساب ركلة جزاء، وسط احتجاجات الوداديين.
وواصل الفار خصامه للكرة المغربية، بل كان سببًا في منح اللقب للترجي، فعندما كان الوداد بحاجة له، وجده مُعطلًا، بعد أن سجل وليد الكرتي هدفًا مشروعًا.
مخاوف مستقبلية
أصبح الفار يشكل مصدر شؤم للمغاربة، بسبب سوابقه التي لم تخدم مصالح الكرة المغربية، ولم يعد الشارع الكروي يطيق هذا الاسم.
ولأن موعد كأس أمم إفريقيا بمصر يقترب، فإن الشارع الكروي يتساءل إن كان الفار سيواصل تأثيره السلبي على المنتخب المغربي في الكا، وكذا مشاركته في هذا الحدث القاري.