شكلت موريتانيا، خلية أزمة في السفارة المغربية في الرباط لمتابعة تطورات ملف المهاجرين غير النظامين الذي جرى الحديث عن مقتلهم في حادث غرق زورق في المياه المغربية. ونقلت مصادر إعلامية موريتانية، أن "خلية الأزمة" تشكلت من السفير الموريتاني محمد الأمين ولد آبي رئيسا، وبعضوية المستشار المكلف بالشؤون القنصلية، وعدد من الدبلوماسيين العاملين في السفارة الموريتانية بالرباط، مردفة أن الخلية كانت على اتصال دائم بالسلطات العليا بنواكشوط، وخاصة الوزير الموريتاني الأول محمد سالم ولد البشير، مؤكدة أنه كان يتابع الأحداث مباشرة، ويستفسر عن التطورات أولا بأول ويعطي التعليمات.
وأضافت المصادر أن الخلية باشرت كذلك الاتصال بكافة المصالح المغربية المختصة، وعلى رأسها وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وكذا المصالح الأمنية المختصة، مؤكدة أن هذه الجهات كلها أكدت أن لا وجود لأي حالة غرق لقارب في أي نقطة من المياه الإقليمية للمملكة المغربية، ولا وجود لأي ضحايا.
وبخصوص المهاجرين الذي جرى الحديث عن توقيفهم، قال المصدر إن السفارة الموريتانية في الرباط باشرت العمل فور إشعارها بتوقيفهم من طرف السلطات المغربية، حيث أوفدت السفير المستشار المكلف بالشؤون القنصلية في السفارة إلى مدينة الناظور من أجل الوقوف ميدانيا على حالتهم، والاستماع لهم وتم إبلاغ الخارجية بنواكشوط بتفاصيل المهمة.
وأكد المصدر أنه يجري حاليا العمل على استكمال تحديد هويات 19 شخصا الذين صرحوا بأنهم موريتانيون قبل أن يتم ترحيلهم لاحقا إلى نواكشوط بعد التثبت من الهويات، لافتا إلى وجود أكثر من 150 مهاجرا غير نظامي ينتمون لعدة جنسيات إفريقية أخرى منها مالي، والسنغال، وغامبيا، وغينيا، والكاميرون.
وقال المصدر الدبلوماسي الموريتاني إن خلية الأزمة التي شكلتها الحكومة الموريتانية ما تزال في حالة انعقاد مستمر حتى اللحظة، كما أن السفير يواصل اتصالاته على مختلف المستويات لاستطلاع الجديد في الموضوع، كما يواصل التنسيق مع الجهات المغربية لمتابعة أي جديد معها.
وكانت أسر موريتانيا تقطن في قرى بولاية كيدماغا قد أعلنت الأربعاء تلقيها تأكيدات بوفاة 19 من أبنائها في غرق قارب يحمل مهاجرين غير نظاميين يوم السبت 12 يناير الجاري في المياه الإقليمية المغربية، وأقامت الأسر سرادق عزاء في هذه القرى الواقعة جنوب البلاد.