في الوقت الذي تسابق الحكومة، الزمن لتوسيع تجربة مؤسسات الريادة، لا تزال نسبة مهمة من الأقسام بالمدارس المغربية تعاني من الاكتظاظ بشكل مخيف، إذ أن بعض أقسام مدارس الريادة تحتضن أزيد من أربعين تلميذة وتلميذا.
وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح، أكدت خلال تقديمها مساء السبت الخطوط العريضة لمشروع قانون المالية أمام مجلسي البرلمان، أن الحكومة ستواصل توسيع برنامج "مدارس الريادة" ليشمل 2626 مدرسة ابتدائية و232 إعدادية في نفس الموسم،
ويرى متتبعون أنه كان حريا بوزارة التربية الوطنية توفير الشروط المطلوبة لتنزيل "مشروع الريادة"، خاصة ما يتعلق بالبنية التحتية ومعالجة إشكالية الاكتظاظ، على اعتبار أن غياب هذه الشروط الأساسية لهذا المشروع يهدد فرص نجاحه.
ولذا يؤكد العديد من نساء ورجال التعليم، أنه كان من الأولى استثمار الأموال التي خُصصت لورش مدارس الريادة، في تعزيز البنية التحتية للمؤسسات التعليمية العمومية من خلال بناء مدارس جديدة، وبناء أقسام جديدة في المدارس التي تعرف اكتظاظا كبيرا، خاصة وأن نتائج مؤشرات التربية الصادرة عن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، كشفت أنه على الرغم من التطور الحاصل على مدى السنوات الماضية فإن نسبة مهمة من الأقسام، خاصة في المدارس العمومية، يتجاوز عدد تلاميذها 40 وحتى 45 في الأسلاك الثلاثة.
ووفق ما أظهرته الوثيقة الرسمية، فإنه على مستوى السلك الابتدائي كانت نسبة الأقسام التي يصل عدد تلاميذها ما بين 37 و40 تلميذا خلال الموسم الماضي تصل 9,1 في المائة، وترتفع النسبة في المجال الحضري إلى 16,4 في المائة وفقط 4,7 في المائة في القرى.
أما نسبة الأقسام التي يصل عدد تلاميذها ما بين 41 و44 تلميذا فتقدر ب3,2 في المائة، وترتفع النسبة في المجال الحضري إلى 5,6 في المائة و1,8 في المائة بالمجال القروي، إضافة إلى أنه توجد أقسام يتراوح عدد التلاميذ بها ما بين 45 و50 تلميذا وتقدر نسبتها بواحد في المائة؛ فيما ترتفع إلى 1,7 في المائة بالحواضر، و0,5 في المائة بالقرى.
أما على مستوى السلك الإعدادي، فقد بلغت نسبة الأقسام التي يصل عدد تلاميذها ما بين 37 و40 تلميذا إلى 31.9 في المائة، وترتفع النسبة بالمجال الحضري إلى 33.2 في المائة و29,9 في المائة بالقرى.
كما أن نسبة الأقسام التي يصل عدد تلاميذها ما بين 41 و44 تلميذا فتصل إلى 16 في المائة، ونجد أن النسبة مرتفعة أكثر في المجال القروي لتصل إلى 16.3 في المائة و15,9 في المائة في المجال الحضري. أما نسبة الأقسام التي يتراوح عدد التلاميذ بها ما بين 45 و50 تلميذا، فتصل إلى 5,6 في المائة.
وعلى مستوى السلك التعليم الثانوي التأهيلي، فإن حصة الأقسام التي يصل عدد تلاميذها ما بين 37 و40 تلميذا كانت خلال الموسم الماضي 22,9 في المائة؛ فيما نسبة الأقسام التي يصل عدد تلاميذها ما بين 41 و44 تلميذا فتقدر ب10,6 في المائة، و2,8 في المائة هي نسبة الأقسام التي يتراوح عدد التلاميذ بها ما بين 45 و50 تلميذا.