ذُكر اسمها أكثر من مرة داخل قاعة المحكمة اليوم بالقاعة 7 بمحكمة الاستئناف بمدينة الدارالبيضاء، حيث يحاكم الصحافي توفيق بوعشرين ناشر يومية أخبار اليوم وموقعي "اليوم24" و"سلطانة". عفاف برناني ، التي تقدمت بشكاية لدى محكمة النقض بالرباط تطعن فيها في محاضر الضابطة القضائية، التي قالت إنها لم تحضرها بحسب ما كشف محمد زيان اليوم في الجلسة الأولى من المحاكمة، التي يتابع فيها توفيق بوعشرين بتهم جنائية ثقيلة.
وبما أن القانون الجنائي يعاقب من يبلغ بجريمة يعلم عدم حدوثها، حسب الدفاع فإنها طلبت من محكمة النقض إلغاء المحضر الذي يدعي أنها ضحية جريمة لم تقع.
هذه الشكاية استند عليها دفاع بوعشرين للمطالبة بتأجيل الجلسة إلى حين البث فيها، وهو الأمر الذي رفضه ممثل سلطة الاتهام والنيابة العامة الاستاذ جمال الزنوري، الذي قال إن "المعنية تقدمت بالنقض في الرباط والمحاكمة تجري في البيضاء متسائلا: لماذا لم تطعن أمام هيئة المحكمة؟"
لكن بالنظر إلى محاضر الضابطة القضائية فإن المسماة عفاف والتي هي صديقة مقربة لخلود الجابري، التي تقدمت بشكاية قبل يوم واحد من اعتقال توفيق بوعشرين من مكتبه في 23 فبراير 2018.
فقد صرحت عفاف بحسب ما ورد في هذه المحاضر التي اطلعت عليها الأيام24، أنها التحقت بالعمل لدى توفيق بوعشرين يوم 2 فبراير 2016 حيث اشتغلت بقسم التحرير كمناولة بالموزع الهاتفي ، قبل أن يتم نقلها إلى القسم التجاري، في يوليوز 2017 الذي استمرت به إلى غاية فاتح فبراير 2018 .
واستنادا إلى محاضر الضابطة القضائية فقد انتقلت المعنية إلى مدينة الرباط حيث اسندت لها مهمة تدبير صفحة الموقع على منصة انستغرام.
وعند سؤالها من قبل الضابطة القضائية، عن ظروف وحيثيات تحرش بوعشرين بها، فقد أجابت عفاف أنه بالفعل قد تحرش بها جنسيا وقد كان ذلك بعد مرور حوالي 6 أشهر من التحاقها بالعمل بالجريدة الإلكترونية اليوم24 .
وعن واقعة التحرش تحديدا تسرد عفاف بالقول : "في عشية أحد الأيام وبينما كنت أزاول مهامي طلب مني رئيسي في العمل المسمى توفيق بوعشرين، أن أراجع مكتبه قبل مغادرتي للعمل، ولما انتهت فترة العمل توجهت إلى مكتبه وطلب مني الجلوس وبدأ بملاطفتي بالكلام المعسول على غير عادته في محادثتي، حيث طلب مني أن اربط معه علاقة صداقة وصرح لي بالعبارة إنه معجب بي، وقد فطنت إلى طبيعة العلاقة التي يود أن يربطها معي، والتي تتجاوز علاقة الصداقة إلى العلاقة الجنسية، وقد صٌدمت من طلبه هذا .." وكشفت عفاف في محضر الضابطة القضائية، الذي تقدمت بطعن فيه لدى محكم النقض ان بوعشرين لم ينل مراده منها رغم تحرشه بها.
تناقضات تصريحات زيان مع نص شكاية عفاف برناني !
المحامي محمد زيان صرخ اليوم في قاعة المحكمة قائلا" عفاف تقول لكم لم ابلغ بجريمة اغتصاب ولم احضر أمام الفرقة الوطنية ".
وأشار النقيب زيان في بداية الجلسة اليوم إلى ان عفاف برناني و أمل هواري لم يسجل أحد للنيابة عنهما .
واعتبر زيان، أن إقدام المستخدمة عفاف على الطعن في محضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية "يجعلنا نفتخر بها في هذا اليوم العالمي للمرأة".
ولكن بالنظر إلى الطعن الذي تقدمت به عفاف برناني (انظر الوثيقة) فإنها تقول إنها استدعيت هاتفيا للمثول أمام الفرقة الوطنية للضابطة القضائية ، وأثناء مقابلتها مع عناصر الفرقة الوطنية سئلت عن وقائع مرتبطة بالجنس وتتعلق بالسيد توفيق بوعشرين." وهو ما ما يتناقض مع ماصرح به النقيب زيان اليوم داخل قاعة المحكمة .
وبالإضافة إلى شكاية عفاف فقد تقدم بوعشرين بشكاية تزوير في محرر رسمي إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض بالرباط.
ورد ممثل النيابة العامة على دفاع بوعشرين، بعد تأكيده على الطعن في محرر رسمي للوكيل العام، بالقول: إن "وثيقة الطعن لا صلة لها بالملف المعروض أمام المحكمة".
وتابع الوكيل العام: "من حقكم التقدم بشكايات الزور، لكن عليكم تحمل مسؤوليتكم، ولن نسمح لأي شخص أن يطعن في النيابة العامة واستقلاليتها ونزاهتها"، مضيفا: "يجب إثبات الزور، والنيابة العامة مستعدة للمحاسبة، وهي خصم شريف تدافع عن المجتمع والأمن الاقتصادي والحقوقي والقضائي."
وستشهد المحاكمة التي تأجلت إلى يوم 15 مارس الجاري، أطوارا جديدة في انتظار قرار محكمة النقض، وشهادة شهود المشتكيات أمام المحكمة واللواتي تم حجبهن اليوم عن القاعة، وهو الأمر الذي حذا بدفاع بوعشرين إلى المطالبة بإحضارهن وهو ما لم تستجب له هيئة الحكم وتم إرجاؤه.