بعد الأمطار الطوفانية التي ضربت إقليم طاطا وجرفت الحجر والبشر، مخلّفة ضحايا في الأرواح، تسارع القوات المسلحة الملكية الزمن من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه باعتماد آليات لوجيستية تساعد في هذه المهمة.
وتحاول الجهة ذاتها إزاحة الأحجار المتراكمة عن الطريق طمعا في فك العزلة عن المتضررين بعد أن طوّقتهم الفيضانات وجعلت أسرا تتّشح بالسواد حزنا على فقدان أقربائها.
وإن تقاسم عمر بهوش، رئيس الجماعة الترابية تنمارت بإقليم طاطا قبل يوم انتشال 8 جثث، إضافة إلى وجود آخرين في عداد المفقودين، فإنّ واقع الحال يكشف عن قصص تفطر القلوب، ما جعلنا نربط الاتصال به إلا أنّ هاتفه كان مغلقا لسبب من الأسباب.
وفي المقابل نقل عبد الله بيدغارن، فاعل جمعوي بالمنطقة في تصريحه ل "الأيام 24″، غيضا من فيض عن فيضانات طاطا قبل أن يقول: "فيضانات طاطا تخفي مأساة تدمي القلوب فأنا رأيت بأم عيني جثثا وقمت بانتشالها، ويتعلق الأمر بجثة فتاة وشقيقها، إضافة إلى جثة رجل كانت منتفخة وتنبعث منها رائحة كريهة، والأدهى أنّ عيناه كانت مثقوبتان دون أن أنسى وفاة رجل بعد أن كان يركن سيارته".
وعرّى بيدغارن، اللثام عمّا وصفه ب "الحقيقة المفجعة"، وهو يصف حالة رب أسرة يعمل بمدينة الدارالبيضاء بعد أن بلغه خبر وفاة ابنته وابنه وزوجته جراء الأمطار الطوفانية، ثم حكى بحرقة واقعة التلميذة التي كانت في طريقها للتسجيل في صفوف الدراسة للموسم الدراسي الحالي إلأ أن مياه الأمطار غمرتها دون رجعة.
وهو يروي عن ندوب خلّفتها "فاجعة فيضانات طاطا" وما أحدثته من شرخ عميق في قلوب عائلات الضحايا ومعارفهم، شدد على أن أهالي المنطقة صابرون على ما نزل بهم ويضعون أيديهم في أيدي بعض لانتشال الجثث.
وقال بيدغارن، إن "الفيضانات والسيول الجارفة جرفت البشر والحجر وخلّفت ضحايا في الأرواح بدوار إيموزلاك بعد أن جرّتهم المياه من منطقتي أوكرضا وإكمير وتسبّبت في انهيار المنازل وقطع الطريق وانقطاع حركة السير وشبكة الاتصالات وهلاك أعمدة الكهرباء، إضافة إلى تلف الأموال والملابس والمؤن وغيرها".
ولم يفته أن يضع الأصبع على الجرح بخصوص معاناة المتضررين وباح في الآن ذاته بخطورة بناء المنازل على ضفاف الأودية بعد أن سارت مجموعة من الأسر على خطى أجدادها في هذا الشأن قبل أن يفصح عن تفقد والي جهة سوس ماسة، سعيد أمزازي لمكان الفاجعة رفقة عامل إقليم طاطا وعامل إقليمتزنيت، إضافة إلى رجال الدرك ورجال الأمن والسلطات المحلية وغيرهم.