بعدما شهدت كل من ورزازات وميدلت وتنغير أول أمس الجمعة، فيضانات جارفة وسيول قوية أدت إلى هدم وتخريب البنيات التحتية وتعطيل الحركة المرورية في عدة محاور طرقية، ربط أغلب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الرقمية هذه الكارثة الطبيعية بعملية الاستمطار التي تقوم بها المملكة المغربية للزيادة من منسوب الثروة المائية عن طريق برنامج "الغيث" الذي تم اطلاقه بتعاون مع وكالة التنمية الأمريكية في ثمانينات القرن الماضي.
وتسببت هذه الكارثة الطبيعية التي ضربت أكثر من خمس مناطق جنوبية في عزلة مجموعة من الدواوير وأيضا تسجيل خسائر مادية فادحة تجلت في إتلاف المحاصيل الزراعية وتدهور المنازل والطرقات إضافة إلى حدوث وفيات حسب ما تم تداوله عبر المواقع الصحفية الوطنية.
وقال مصطفى بنرامل، الخبير البيئي، ورئيس جمعية المنارات الإيكولوجية للتنمية والمناخ، إنه "فيما يخص الأمطار الغزيرة والسيول القوية التي تشهدها بعض المدن الجنوبيةكورزازات وتنغير وميدلت كان الحادث متوقعا، نظراً لقدوم منخفض جوي من مناطق الشمال وصعود مرتفع جوي مداري من الجنوب إضافة إلى إرتفاع درجة حرارة البحر الأبيض المتوسط التي وصلت إلى 30 درجة".
وأضاف بنرامل، في تصريح ل"الأيام 24″، أنه "ما وقع في هذه المناطق عرفته مجموعة من الدول جنوب البحر الأبيض المتوسط وأيضا بعض بلدان شمال إفريقيا، حيث بدأت في ليبيا وتونس في منتصف هذا الشهر على شكل عواصف، ووصلت في هذه الأيام إلى شرق المغرب التي من المنتظر أن تستمر إلى شهر شتنبر".
وتابع المتحدث عينه أن "هذه الكوارث الطبيعية جاءت نتيجة التغيرات المناخية، وليس للتدخل البشري أي دور في هذا الأمر، وأن ربط هذه الحوادث بتلقيح السحب ليس صحيح بتاتا، كما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
ومن جهته، أوضح الحسين يوعابد، مسؤول التواصل بمديرية الأرصاد الجوية، أنه "بالنسبة لعملية الاستمطار الاصطناعي لبرنامج الغيت فهي تخضع لبرنامج علمي دقيق وبمعايير عالمية بحيث يتم مراقبة الحالة الجوية وتحليلها بدقة".
وأردف يوعابد في تصريح ل"الأيام 24″، أنه "يتم اجتناب عمليات تلقيح السحب في الحالات الجوية التي يمكن أن تشكل خطورة في بعض الفترات".
وأشار المتحدث عينه إلى أنه "خلال الحالة الجوية التي عرفتها المناطق السفوح الجنوبية الشرقية البارحة لم يتم تلقيح السحب وإنما جاءت نتيجة التغيرات المناخية التي تعرفها المملكة المغربية".