رفضت إدارة ميناء الجزيرة الخضراء الإسباني في مضيق جبل طارق الترخيص لرسو سفينة إسرائيلية محملة بالبترول متوجهة إلى الكيان الإسرائيلي، في الوقت ذاته، تبحر السفن الإسرائيلية في المياه الاقليمية للدول الغربية في البحر المتوسط تفاديا لمفاجأة عسكرية على شاكلة ما يقع في البحر الأحمر.
وكانت حكومة إسبانيا قد قررت منع السفن الإسرائيلية المحملة بالأسلحة القيام بتوقف تقني في الموانئ الإسبانية، وهذا يتماشى مع موقف الحكومة التي تنتقد انتقادا قويا الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. وتحت الضغط الشعبي وخاصة النقابات والجمعيات الحقوقية انتقل هذا إلى السفن العادية.
وعلاقة بهذا الموضوع، أوردت جريدة "أوروبا سور" أن إدارة ميناء الجزيرة الخضراء قررت نهاية الأسبوع المنصرم عدم الترخيص للسفينة "أوفرسي سانتونيري" الرسو في هذا الميناء.
وتشتمل حمولة السفينة التي كانت متوجهة الى إسرائيل على وقود الطائرات الذي يحتوي على الكيروسين ووقود الطائرات JP-8 المستخدم في الطائرات الحربية الإسرائيلية.
وتُنقل هذه الشحنات كل شهرين على متن كل من سفينة أوفرسيز سانتوريني وسفينة أوفرسيان صنكوست، وتنطلق من كوربوس كريستي (تكساس) وتقف في موانئ مختلفة في البحر الأبيض المتوسط قبل وصولها إلى إسرائيل لتزويد سلاح الجو الإسرائيلي بالكيروسين.
وحسب مصادر إعلامية، فإن السفن الإسرائيلية عادة ما تبحر في طريقها ذهابا أو إيابا إلى أو من إسرائيل في البحر المتوسط في المياه الإقليمية للدول الأوروبية في الضفة الشمالية لهذا البحر. ويعود هذا إلى الخوف من تعرض السفن الإسرائيلية إلى هجوم مباغت في المياه الدولية على شاكلة ما يجري في البحر الأحمر، حيث يستهدف الحوثيون السفن الإسرائيلية والغربية.
وأصبح تنفيذ أعمال هجومية على السفن بواسطة الطائرات المسيرة أو الدرون البحري بالعمل السهل نظرا لخفة المسيرات وإخفائها في زوارق وسهولة إطلاقها من أماكن متعددة. وتتجنب السفن الإسرائيلية الإبحار في المياه الدولية خاصة قبالة ليبيا بحكم غياب حكومة وطنية مركزية ووجود حركات مازالت مسلحة وصعوبة مراقبة كل الشواطئ.
وتعيش إسرائيل شبه حصار بحري بعدما تراجعت حركة الملاحة في موانئها في البحر الأحمر، وتضطر "سفن الحياة" المرور عبر مضيق جبل طارق بدل باب المندب وقناة السويس. وكان ميناء إيلات الإسرائيلي قد أعلن مؤخرا عن خسائر اقتصادية فادحة، وقامت إدارته بتسريح نسبة كبيرة من العاملين بسبب الكساد الاقتصادي.