Reuters نبدأ جولتنا للصحف بمقال كتبته بيثاني مانديل لصحيفة "التليغراف" البريطانية بعنوان "حجب الأسلحة الذي فرضه بايدن على إسرائيل وصمة عار وطنية". وتستهل الكاتبة مقالها بالإحالة إلى خطاب ألقاه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بعد يوم من ذكرى المحرقة النازية، محذرا فيه من تصاعد معاداة السامية في شتى أرجاء العالم في أعقاب هجمات حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وقال بايدن في كلمته: "بعد سبعة أشهر ونصف فقط، والناس ينسون بالفعل أن حماس هي التي أطلقت العنان لهذا الرعب، وأن حماس هي التي تعاملت بوحشية مع الإسرائيليين، وأن حماس هي التي أخذت وما زالت تحتجز الرهائن. أنا لم أنس، ولا أنتم، ولن ننسى". وترى الكاتبة أن هذا البيان بمثابة إعلان تأكيدي من بايدن بأنه "لن يحدث ذلك مرة أخرى"، بعد أن شهد العالم في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي "أشد هجوم تعرض لها اليهود في يوم واحد منذ المحرقة النازية"، لذا اكتسبت عبارة بايدن "لن يحدث ذلك مرة أخرى" أهمية جديدة. لهذا السبب، كان من دواعي القلق أنه بعد يوم واحد فقط من هذا التصريح، سمع الأمريكيون بايدن يقول: "لن نزود (إسرائيل) بأسلحة وقذائف مدفعية"، ويرتبط هذا الحجب الذي فرضه بايدن بعملية برية إسرائيلية في رفح، جنوبي قطاع غزة، حيث يُعتقد أن ثلاث كتائب تابعة لحماس وأغلبية الرهائن الإسرائيليين موجودون بها. * "نتنياهو يعرف أن بقاء حماس يعني هزيمته" * بايدن: "لن نزود إسرائيل بالأسلحة إذا قررت مواصلة خطتها لاقتحام رفح" وبعد أشهر من المحاولات الدبلوماسية لتحرير الرهائن، ومن بينهم ستة مواطنين أمريكيين، وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود وبدأ الجيش الإسرائيلي عملية برية محدودة في شرقي رفح. وتقول الكاتبة إن اجتياح رفح يمثل أهم نفوذ يمتلكه الجيش الإسرائيلي لتحرير الرهائن الإسرائيليين المحتجزين، وبينما تهدد إسرائيل بمواصلة حملتها العسكرية، جاء قرار بايدن الذي ترى الكاتبة أنه "لا يعرض إسرائيل للخطر خلال حرب من أجل البقاء فحسب، بل يعرض المواطنين الأمريكيين المحتجزين في غزة من قبل حماس للخطر أيضا". واستشهدت مانديل بما ذكرته صحيفة "جويش إنسايدر" بأن هذه الخطوة أثارت "انتقادات سريعة من الديمقراطيين والجمهوريين الداعمين لإسرائيل في الكونغرس، ومن المنظمات اليهودية الرئيسية والمؤيدة لإسرائيل في جميع أنحاء البلاد". وتقول الكاتبة إن قرار إدارة بايدن لا يمكن تفسيره، فهو "لا يعرض للخطر حياة المدنيين والجنود الإسرائيليين فحسب، وليس فقط الرهائن من عشرات الدول، بما في ذلك الولاياتالمتحدة، بل يعرض حياة الفلسطينيين في غزة للخطر". وترى مانديل أن الرئيس الأمريكي "لم يتخل عن إسرائيل فحسب، لكنه تخلى أيضا عن المنطق السليم". هل تنأى الولاياتالمتحدة بنفسها عن صفقة الرهائن؟ - يدعوت أحرنوت Reuters وفي السياق ذاته نشرت صحيفة "يدعوت أحرونوت" مقالا كتبه آفي ييسخاروف عنوانه "بتكبيل أيدي إسرائيل في رفح، تنأى الولاياتالمتحدة عن صفقة الرهائن". ويقول الكاتب إن تأكيد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على تعليق شحنة ذخائر للجيش الإسرائيلي، وسط معارضة الإدارة الأمريكية للهجوم على رفح، والشهادة التي أدلى بها وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أمام الكونغرس، بشأن إعادة تقييم المساعدات العسكرية في المستقبل القريب، "في سياق الأحداث التي تتكشف في غزة"، يسلط الضوء على حجم الأزمة التي تواجه إسرائيل والولاياتالمتحدة، وخاصة خلال المفاوضات الحاسمة لإطلاق سراح الرهائن. ويضيف الكاتب أن المفارقة هنا تكمن في أن القيود التي يسعى الأميركيون إلى فرضها على العملية الإسرائيلية في رفح من المرجح أن تؤدي إلى إعاقة أي تقدم أو انفراجة في المفاوضات مع حماس بشأن وقف إطلاق النار، مع إصرار حماس على شروط لم توافق عليها أي دولة. ويقول الكاتب إن قادة حماس، في غزة وفي الخارج، يدركون أن أيدي إسرائيل مكبلة بسبب الضغوط الأمريكية، وهذا يعني أن إسرائيل تفتقر إلى النفوذ الحقيقي للتأثير على المفاوضات غير المباشرة مع حماس بعد أن وافقت بالفعل على عودة النازحين في غزة إلى ديارهم، ووافقت على سحب القوات من مناطق التمركز السكاني، وإطلاق سراح مدانين "أيديهم ملطخة بالدماء". * "الولاياتالمتحدة تفعل بالضبط ما تطلب من إسرائيل ألا تفعله"- جيروزاليم بوست * ما تأثير العملية العسكرية المحتملة في رفح على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل؟ ويرى ييسخاروف أنه من المحتمل أن يكون موقف الإدارة الأمريكية "نابعا من رغبة في استرضاء قاعدة الناخبين الديمقراطيين، وخاصة التقدميين"، قبل الانتخابات الرئاسية، فضلا عن قلق حقيقي على حياة المدنيين بعد أن لجأ نحو مليون من سكان غزة إلى رفح. ويقول الكاتب إن الضغط المستمر على إسرائيل في هذا الصدد دفع إلى إصرار حماس على مطالبها الصارخة في المحادثات الرامية إلى إطلاق سراح الرهائن، مشيرا إلى أن استمرار القتال في الجنوب يؤثر بطبيعة الحال على الشمال، إذ يسعى حزب الله، وببعض النجاح، إلى استهداف جنود الجيش الإسرائيلي المتمركزين بالقرب من الحدود، ناهيك عن إفراغ الشمال من سكانه. ويلفت ييسخاروف إلى أن احتمالات التصعيد في الشمال هائلة، بعد أن أعلن حزب الله بالفعل أنه سيهاجم إسرائيل طالما استمر القتال في غزة، وبعبارة أخرى يعرقل البيت الأبيض، من خلال كبحه جماح إسرائيل في غزة، أي إمكانية تهدف إلى التهدئة في الشمال، وليس فقط في الجنوب. ويقول الكاتب إنه بعد كل التهديدات والوعود التي أطلقها نتنياهو "بالنصر الكامل"، فإن الهجوم الواسع النطاق على رفح يمثل الملاذ الأخير الذي تستخدمه إسرائيل في المفاوضات مع حماس، ولكن طالما أن الأميركيين لا يدعمون مثل هذا العمل، فمن الواضح لجميع الأطراف أنه "حتى هذا الملاذ الأخير عديم الفائدة". "العالم باع ضميره" - الشرق الأوسط Reuters ننتقل إلى صحيفة "الشرق الأوسط" ومقال كتبته سوسن الأبطح بعنوان "رفح ... لا مفر؟" والذي تستهله بالإشارة إلى أن حكومة نتنياهو والمسؤولين الإسرائيليين لم يخفوا منذ البدء، نيتهم "إبادة" الفلسطينيين وتهجيرهم من غزة، وهم لا يزالون يتحدثون اللغة نفسها، ولم يتراجعوا قيد أنملة. وتقول الكاتبة إن العالم إما متواطئ ويظهر العكس، وإما أنه يفضل تجاهل ما يعلم، ليستريح، فكل ما صدر عن هؤلاء المسؤولين الذين لا يزالون في مناصبهم، ارتُكب أمام الكاميرات، وأحيانا بالبث المباشر، مشيرة إلى تصريح سابق أدلى به بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي، قال فيه إن "تدمير حماس يشمل الجميع، كلهم إرهابيون ويجب أن يتم قتلهم أيضا". وتضيف الكاتبة أنه في الوقت الذي تطلق فيه المؤسسات الدولية صرخات الاستغاثة والتحذير بأشد العبارات وأكثرها حزما، من مذبحة غير مسبوقة ستُرتكب في رفح، لا يتراجع نتنياهو لحظة واحدة عن التأكيد على أنه ماض في مخططه حتى لو أبرمت صفقة، وخرج كل الرهائن. وترى الكاتبة أن الولاياتالمتحدة تبدي اليوم عدم موافقة على اجتياح رفح، على اعتبار أن القادم سيكون مروعا، وليس بإمكان أحد احتماله، لكن تصريحاتها لا تتحدث عن رفض، بل عن "التزام بشكل مطلق بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، وما هو مطلوب في رفح من إسرائيل "خطة تأخذ في عين الاعتبار أمن وسلامة المدنيين". وتتساءل الكاتبة ما الاستراتيجية العسكرية الممكنة لتنفيذ "حرب مدمرة على مساحة 50 كلم فيها مليون ونصف المليون من المشردين القابعين في الخيام، من دون طعام أو شراب بينهم الجرحى وذوي الإعاقة؟ أي تناقض!". وتقول إن الاستيلاء على معبر رفح وإغلاقه بالكامل ومنع إدخال الطعام والمستلزمات الطبية، وإخراج مئات الجرحى، كل ذلك إمعان في قتل المدنيين والمصابين وتحضير لمجاعة كبرى وشاملة. وتختتم سوسن الأبطح مقالها مشيرة إلى أن "النيات الشريرة لم تكن سرّية في هذه الحرب"، ونتنياهو "يردد ألا بديل عن اجتياح رفح. وهو إن لم يبتلعها قطعة واحدة، سيقضمها بالتقسيط. وقد اقتطع الجزء الأول، والمقبل مرعب حقا، ليس لأن إسرائيل متوحشة، بل لأن العالم باع ضميره". * لحظات اقتحام الدبابات الإسرائيلية للجانب الفلسطيني من معبر رفح ورفع العلم الإسرائيلي فيه * ماذا نعرف عن "رفح"- المعبر والمدينة؟ * هل بدأ الهجوم على رفح؟ غارات إسرائيلية واستنفار مصري