في تطورات الوضع بمنطقة الكركرات أعطى الجنرال دوكودارمي عبد الفتاح الوراق (المفتش العام للقوات المسلحة الملكية لقيادة المنطقة الجنوبية)، تعليماته لرفع التأهب إلى أقصى درجاته والتصدي إلى أي تحرش بالحزم المطلوب. وشملت هذه التعليمات حتى القطاع الجوي الجنوبي، إذ من المنتظر أن تقوم بعض أسراب المقاتلات بطلعات جوية فوق المنطقة، وذلك استعدادا للرد على أي استفزاز.
وكانت “البوليساريو” حاولت، مؤخرا، إعادة سيناريو رالي باريس داكار عام 2001 عندما هددت بإطلاق النار على المشاركين لحظة مرورهم من المنطقة، ولكنها فشلت في ذلك بعد تدخل مجلس الأمن الدولي الذي وجه لها تهديدات صارمة.
وهددت البوليساريو نهاية الأسبوع المنصرم باعتراض المشاركين في رالي موناكو دكار قبل ان تتدخل الأممالمتحدة لإصدار بيان يدعو الجميع إلى ضبط النفس.
ويأتي ذلك تزامنا مع تصريحات لعمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة إنه أخذ علما، وبتقدير، ببيان الامين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الصادر السبت، حول الاستفزازات الأخيرة ل”البوليساريو” في منطقة الكركرات بالصحراء المغربية، مشددا على أن الأمين العام يشاطر المملكة المغربية بشكل كامل قلقها العميق إزاء انتهاكات الاتفاقات العسكرية والتهديدات بخرق وقف إطلاق النار من طرف “البوليساريو”.
وقال هلال إن المغرب اتخذ مساعي على جميع المستويات منذ ظهور أولى عناصر جبهة “البوليساريو” في المنطقة العازلة بالكركارات في 3 يناير الجاري، مضيفا أن هذه العناصر وبعد اعتراض سبيل المشاركين في “رالي تحدي الصحراء”، اضطرت إلى مغادرة المكان بأمر من المينورسو.
وأضاف أن المغرب عاد الجمعة الى كبار المسؤولين في الأمانة العامة للأمم المتحدة ونبه أعضاء مجلس الامن ال15 لخطورة انتشار عناصر مسلحة جديدة من "البوليساريو"بالكركارات، صباح الجمعة، وتهديدات هذه الأخيرة بمنع مرور، يوم الاثنين 8 يناير، رالي "إفريقيا إيكو رايس".
وحذر هلال من أن المناورات الحالية التي تقوم بها “البوليساريو” تهدف بشكل يائس إلى تكرار نفس سيناريو أزمة مارس وأبريل الماضيين.
وقد أبانت “البوليساريو” بهذا عن قصور في الذاكرة، إذ نسيت أنه تم إجبارها على سحب عناصرها المسلحة من قبل مجلس الأمن الذي منحها مهلة 15 يوما للامتثال لأمر الانسحاب.
وأعرب السفير المغربي عن الأسف العميق لأن تكرار هذا السيناريو هو دليل على أن (البوليساريو) والجزائر، التي تمولها وتسلحها وتقتني العربات التي تقطع الطريق بالكركارات، لم يتسخلصا العبر من فشلهما الذريع في أبريل الماضي.