قتل شاب فلسطيني، وأصيب 301 آخرون، من بينها إصابة حرجة، اليوم الجمعة، في مواجهات بين شبان فلسطينيين والقوات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، اندلعت احتجاجا على اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، الأربعاء الماضي. وتأتي هذه التطورات احتجاجا على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء الماضي، الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، وتوقيعه مرسوما لنقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل إليها.
وكانت الفصائل الفلسطينية قد دعت الجماهير إلى الخروج في مسيرات احتجاجا على القرار الأمريكي.
وقال الجيش الإسرائيلي في تصريح مكتوب أرسل نسخة منه لوكالة الأناضول، إن مواجهات اندلعت اليوم الجمعة في 30 موقعا في الضفة الغربية وقطاع غزة، بين الفلسطينيين وقوات الجيش.
في قطاع غزة، قتل الشاب محمود المصري (30 عاما) خلال مواجهات اندلعت بين مئات الشبان والجيش الإسرائيلي على حدود قطاع غزةالجنوبية.
وأكد أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة مقتل الشاب.
وأشار القدرة إلى أن 56 مواطنا أصيبوا في المواجهات المندلعة على نقاط مختلفة من حدود قطاع غزة، بينها 3 إصابات خطيرة.
وسبق المواجهات في القطاع مشاركة الآلاف من الفلسطينيين في مسيرات غاضبة رفضا للقرار الأمريكي، دعت إليها فصائل فلسطينية في مناطق مختلفة بقطاع غزة.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب على بعضها "القدس لنا والأرض لنا"، و"القدس لن تهون". الضفة الغربية
وفي الضفة الغربيةالمحتلة، اندلعت المواجهات في أغلب المحافظات بعد صلاة الجمعة واستمرت حتى ساعات الليل، أسفرت عن إصابة 245 فلسطينيا بحالات اختناق والرصاص المطاطي والحي.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، إنه قدم خدمات الإسعاف ل 11 إصابة بالرصاص الحي، و52 إصابة بالرصاص المطاطي، و178 حالة اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، و4 مصابين جراء الاعتداء بالضرب.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان وصل وكالة الأناضول، إن أبرز المواجهات جرت في مدينة الخليل وبيت لحم وبيت أُمّر، ومخيم العروب (جنوب الضفة) وطولكرم (شمال) وقلنديا (وسط). وأشار إلى أن قواته اعتقلت 6 فلسطينيين في هذه المواجهات.
وفي مدينة القدس، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه قدم الإسعاف لفلسطينيين اثنين أصيبا في المدينة جراء تعرضهما للضرب على يد الشرطة الإسرائيلية.
وبعد صلاة الجمعة، تجمع مئات المتظاهرين في منطقة "باب العامود"، وقامت الشرطة الإسرائيلية بضربهم بالهراوات.
وقد سعت الشرطة الإسرائيلية إلى إخراج الفلسطينيين من المنطقة والشوارع المحيطة، ولكن الفلسطينيين أصروا على التواجد والاحتجاج على القرار الأمريكي.
وتم نشر مئات العناصر من قوات الشرطة بالقرب من البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة حيث يقع المسجد الأقصى.
وقد أقام فلسطينيون صلاة "العصر" في منطقة باب العامود، على الرغم من التواجد الكثيف لعناصر الشرطة الإسرائيلية في المنطقة.
واستمرت التظاهرات في البلدة القديمة من القدس لنحو 5 ساعات.
وشهدت مناطق أخرى في القدس ومحيطها مواجهات بين الشبان الغاضبين والقوات الإسرائيلية، وخاصة على حاجز قلنديا العسكري (شمالا)، وبلدتي العيزرية وأبو ديس (جنوبا).
صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
وأدى نحو 27 ألف فلسطيني صلاة "الجمعة" في المسجد الأقصى، بحسب مدير المسجد الأقصى الشيخ عزام الخطيب.
وأوضح الخطيب في حوار خاص مع وكالة الأناضول، أن مئات المصلين قدموا من تركيا وإندونيسيا وبروناي.
ونظم المئات من المصلين مسيرة داخل باحات المسجد، أطلقوا خلالها هتافات منددة بالقرار الأمريكي.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد احتجزت البطاقات الشخصية للمصلين على بوابات المسجد الأقصى قبل دخولهم لأداء صلاة الجمعة.
واعتبر خطيب المسجد الأقصى الشيخ يوسف أبو سنينة، أن تلك القرارات الأمريكية "باطلة وغير معترف بها، فالقدس إسلامية عربية فلسطينية شاء من شاء وأبى من أبى"، داعيا الشعب الفلسطيني إلى "الرباط والصبر".
المدن العربية في إسرائيل
أما المدن العربية في إسرائيل فقد شهدت مسيرات واسعة بعد صلاة الجمعة، دعت إليها لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربية في إسرائيل (فلسطينيو 48).
ولم تشهد هذه المدن مواجهات بين المواطنين العرب والقوات الإسرائيلية.
وقال إبراهيم حجازي رئيس شعبة "العمل الشعبي"، في "لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية" في إسرائيل، لوكالة الأناضول، إن المسيرات جرت في مناطق "أم الفحم، كفر كنّا، كفر قاسم، طمرة، جلجوليا، كفر قرع وباقة الغربية".
وأضاف: "تقديراتنا أن آلاف الأشخاص شاركوا في هذه المسيرات، وبخاصة في المسيرتين اللتين نظمتا في مدينتي أم الفحم وكفر قاسم".
ودعت لجنة المتابعة إلى هذه المسيرات "تصديا لإعلان ترامب المشؤوم"، بحسب قول حجازي.
وقال حجازي: "تم إلقاء كلمات في المسيرات أكدت رفضنا القاطع لإعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، ضاربا عرض الحائط بكل قرارات الشرعية الدولية ومستهترا بالأمة العربية والإسلامية".
وأضاف: "قلنا إن إعلان ترامب المشؤوم تبنى الخط الصهيوني الأكثر تطرفا".