Getty Images لقاء أنطوني بلينكن مع محمد بن زايد آل نهيان في أبو ظبي على رأس أولويات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في رابع زيارة له للشرق الأوسط في غضون ثلاثة أشهر، هناك رسالة واحدة يريد إيصالها قبل أي رسالة أخرى. وتتمثل مهمته الرئيسية في هذه الرحلة في ضمان عدم انتشار الحرب بين إسرائيل وغزة لتتحول إلى صراع إقليمي. وبينما يسافر إلى وجهات مختلفة في جنوب غرب آسيا ضمن جدول مزدحم يتضمن محطات توقف في تركيا، الأردن، قطر، الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، مصر وإسرائيل، هناك أدلة كثيرة أن مرجل التوترات في المنطقة على وشك الغليان. لقد شن الحوثيون في اليمن هجمات متكررة بالصواريخ والمسيرات على السفن المدنية في البحرالأحمر، ما أدى إلى توقف حركة المرور عبر هذا الممر المائي الدولي الرئيسي. ماذا يفعل بلينكن وأوستن في الشرق الأوسط وسط استمرار قصف غزة؟ وحذرت الولاياتالمتحدة من أنها ستدافع عن مصالحها، إذا استمرت هجمات الحوثيين واستمر الاضطراب في التجارة العالمية. فقد يكون الرد العسكري الأمريكي أمرا لا مفر منه، وهو تطور من شأنه أن يزعج بعض الحلفاء العرب الرئيسيين لأمريكا. وقال رئيس الوزراء القطري في مؤتمر صحفي مشترك مع بلينكن في الدوحة يوم الأحد "نحن لا نرى أي عمل عسكري حلا". وأضاف الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن قلقه الأكبر هو أن مثل هذا الإجراء "سيبقينا في حلقة لن تنتهي أبدا وسيخلق توترا حقيقيا في المنطقة بأكملها". وكان حزب الله في جنوبلبنان قد أطلق السبت وابلا من الصواريخ على شمال إسرائيل ردا على ما بدا أنه هجوم بقنبلة خططت له إسرائيل أسفر عن مقتل قائد مهم لحركة حماس في بيروت. وردت إسرائيل بضربات جوية استهدفت قوات حزب الله في لبنان. وقال بلينكن في وقت لاحق من ذلك اليوم إن التصعيد هناك كان "مصدر قلق حقيقي". ودعا القوى الإقليمية ذات النفوذ على حزب الله، وبعبارة أخرى إيران، وبدرجة أقل تركيا، إلى استخدام نفوذها "لمحاولة إبقاء الأمور تحت السيطرة". وقد يكون ذلك صعبا، حيث ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن المسؤولين الأمريكيين يشعرون بالقلق من أن إسرائيل قد تفكر في شن هجوم أكثر اتساعا ضد حزب الله. Getty Images مظاهرة ضد إسرائيل والولاياتالمتحدة في اليمن وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يوم الجمعة "نفضل طريق تسوية دبلوماسية متفق عليها، لكننا نقترب من النقطة التي تخرج فيها الأمور عن السيطرة". في هذه الأثناء تعرضت المنشآت العسكرية الأمريكية لهجمات بالصواريخ والمسيرات من مسلحين في العراق وسوريا، حيث يتمركز أكثر من 3000 جندي أمريكي. وفي أواخر أكتوبر/تشرين الأول، اخترقت مسيرة الدفاعات الأمريكية وضربت ثكنة لكنها لم تنفجر، وفقا لتقرير لرويترز، ما جنب وقوع خسائر أمريكية كبيرة. وردت الولاياتالمتحدة بعمل عسكري، بما في ذلك غارة جوية في بغداد الأسبوع الماضي أسفرت عن مقتل مشتاق طالب السعيدي، القائد في الحشد الشعبي. بلينكن يؤكد ضرورة تمكين الفلسطينيين من البقاء في غزة وتشكل كل حلقة من هذه الحلقات على حدة، تهديدا للاستقرار الإقليمي. وعندما ينظر إليها مجتمعة، فإنها تشير إلى أن الشرق الأوسط يتأرجح على شفا حرب أوسع. و قال بلينكن في قطر يوم الأحد إن الولاياتالمتحدة لديها خطة لمعالجة عدم الاستقرار المتزايد، وتتوقف على إنهاء الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة والعمل مع الدول العربية والإسرائيليين لإقامة سلام "دائم" للفلسطينيين. وأضاف: "لدى الولاياتالمتحدة رؤية لكيفية الوصول إلى هناك، ونهج إقليمي يوفر أمنا دائما لإسرائيل ودولة للشعب الفلسطيني". وقال "ما توصلت إليه من خلال المناقشات حتى الآن هو أن شركاءنا على استعداد لإجراء هذه المحادثات الصعبة واتخاذ قرارات صعبة." وبعد لقائه مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يوم الاثنين، قال بلينكن إنه يرى استعدادا للمساعدة في تحقيق الاستقرار وإعادة إحياء غزة بعد الحرب بين جميع القادة الذين تحدث معهم حتى الآن. لكن على الولاياتالمتحدة أن تضم إسرائيل إلى المجموعة. Getty Images جماهير عراقية تحمل نعشا بعد الغارة العراقية على بغداد وقد يعطي توقيت رحلة بلينكن الأخيرة إلى الشرق الأوسط تلميحات عن الاستراتيجية الأمريكية في هذه الجولة الدبلوماسية المكوكية. فققد سمحت زيارة الوزير المبكرة لتركيا والدول العربية قبل يومين قضاهما في إسرائيل بجس نبض اللاعبين الإقليميين قبل الجلوس مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومة الحرب الإسرائيلية. والآن الكرة ، كما يحب الأمريكيون أن يقولوا، في الملعب الإسرائيلي. وقال بلينكن يوم الاثنين "ستتاح لي الفرصة كي أعرض على القادة الإسرائيليين كل ما سمعته حتى الآن في هذه الرحلة، أنا مقتنع بأن هناك طريقا مستقبليا يمكن أن يحقق السلام والأمن الدائمين لإسرائيل". وراء كل هذا مقامرة أمريكية تفترض أن وقف حرب غزة، أو على الأقل تخفيفها، سيؤدي إلى تهدئة التوترات في جميع أنحاءالمنطقة. إنه رهان على أن الأزمات الصغيرة المختلفة في البحر الأحمرولبنانوالعراق وسوريا، لم تكتسب زخما خاصا بها. إسرائيل في "مأزق استراتيجي" بسبب حرب غزة - صحيفة هآرتس وقال رئيس الوزراء القطري يوم الأحد إنه لا يوجد سلام في المنطقة بدون حل شرعي وسلمي للصراع الفلسطيني. السؤال هو، هل سيكون هناك سلام مع مثل هذا الإصرار؟ وخلال زيارته إلى الشرق الأوسط في نوفمبر/تشرين الثاني، قال بلينكن للصحفيين المجتمعين على مدرج المطار في أنقرة، تركيا، إن الدول في جميع أنحاء المنطقة لا تريد الحرب، وتعمل على منع الصراع من الانتشار. وأضاف الوزير الأمريكي قائلا: "في بعض الأحيان، قد يعتبر عدم حدوث شيء سيء دليلا أكثر وضوحا على التقدم". ومنذ ذلك الحين، كانت هناك أدلة كثيرة على أنه في حين أن حربا أوسع قد لا تكون مطلوبة، فقد زادت احتمالات نشوبها، على الرغم من النوايا والجهود المعلنة لبلينكن والأمريكيين.