تعرف العلاقات الجزائريةالمالية توترا غير مسبوق هذه الأيام، بعد ورود معلومات عن تورط جزائري في التحضير لانقلاب عسكري في مالي من خلال دعم مجموعات انفصالية وإرهابية في تحركها ضد باماكو. ويعود المشكل، بحسب مصادر من الطوارق مقربة من تنسيقية حركات الأزواد، إلى تنظيم المخابرات الخارجية الجزائرية (المديرية العامة للوثائق والأمن الخارجي) برئاسة جبار مهنا لقاءات بين الإمام محمود ديكو الذي يتمتع بشعبية كبيرة في الجنوب المالي وزعيم جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" إياد أغ غالي في فندق "جنان الميثاق" في الجزائر العاصمة، وذلك للتحضير لانقلاب على الكولونيلات الذين يحكمون باماكو منذ 2020، وعلى رأسهم أسيمي غويتا رئيس المجلس العسكري المالي.
وتؤكد نفس المصادر، أن هذه اللقاءات السرية التي تنظمها المخابرات الجزائرية أغضبت السلطات المالية التي ردت عليها بتنفيذ عملية عسكرية على الحدود مع الجزائر بطائرات الدرون، أدت إلى تصفية القائد العسكري للطوارق والمسمى بحسن أك فداكة مع بعض معاونيه ومدنيين في مدينة تنزونتين المالية الحدودية التي يفرق بينها نهر.
ويرجح أن يؤدي الانهيار في العلاقات الجزائريةالمالية إلى دخول دول مجاورة على الخط، والتي تعد حلفاء لمالي وسبق أن أبدت امتعاضها من التدخل الجزائري في شؤونها الداخلية، ويتعلق الأمر بالنيجر وبوركينافاسو التي تعلن عزمها إلى جانب باماكو على مقاومة تحالف الإرهاب لنشر الفوضى في دول الساحل المدعوم من الجزائر.